لقد شاهدنا جميعاً المواطن المصري البسيط الحاج ربيع بائع البرتقال والذي ألهب مشاعر الملايين من المحيط إلى الخليج بما فعله، والذي قام بمنتهى العفويه والصدق برشق ثمرات البرتقال فوق قوافل الإغاثه المتجهه للأراضي الفلسطينية رغبةً منه في إيصال ما استطاع إليه سبيلاً من قوت يومه كدعم ومسانده للأشقاء المحاصرين بالأراضي الفلسطينيه، ذلك المقطع المنتشر للحاج ربيع والذي لم يتجاوز الثلاثين ثانيه قام خلالها بإلقاء حوالي ٣٠ برتقاله أصبح حديث كافة منصات التواصل الإجتماعي ، وكافة الصحف والدوريات ووكالات الأنباء وأصبح مادة إعلاميه بامتياز فاستضافته الفضائيات وحاوره كبار الإعلاميين ، لقد استحق عم ربيع ذلك الثناء لصدقه ونبل مقاصده ، ٣٠ ثانيه و ٣٠ برتقاله كانت كفيله بتغيير مصير هذا الرجل فمنهم من أغدق عليه برحلة الحج والعمره ومنهم من تبرع له بمحل لبيع الفواكه ، بارك الله للحج ربيع وكل ربيع في هذا الوطن ، ذلك المشهد لم نكن نسمع به دون وجود الشخص الذي قام بدور الإعلام ووثق تصرفات عم ربيع ، ثم قام ببث هذا التوثيق عبر شبكات التواصل الاجتماعي لينتشر بعد ذلك كالنار فالهشيم ، الإعلام يا سادة هو سلاح العصر ، تخيلوا معي أن هذا السلاح الذي أبرز المعدن المصري الأصيل ( عم ربيع ) في ٣٠ ثانيه فقط وهو أيضاً من أغفل مئات ومئات من القوافل الإغاثيه التي تتوجه يومياً إلي الحدود المصرية الفلسطينية ، تلك القوافل التي اقتطعها الشعب المصري من قوت يومه وعرقه ودمه ، أكثر من ١٠٠ مليون ربيع في هذا الوطن على قلب رجلٍ واحد، فحمولة الشاحنه الواحده ما بين ٤٠ : ٦٠ طن من المساعدات لتأتي الـ ٣٠ برتقاله شاهداً على هذة المفارقه، فنحن في حاجه إلى إعلام يخدم وطن ، إعلام يخدم كل ربيع في مصر .
* النائب محمد عريبي عضو مجلس الشيوخ