تعتزم الحكومة الألمانية بقيادة المستشار أولاف شولتس مواصلة الامتناع مبدئيا عن توريد صواريخ تاوروس الجوالة لأوكرانيا وذلك رغم كل المطالب التي وجهتها كييف في هذا الخصوص.
وبدلا من ذلك، تعتزم ألمانيا مواصلة التركيز على دعم القوات المسلحة الأوكرانية في حربها ضد المهاجمين الروس بأنظمة دفاع جوي ومدفعية.
وأكدت مصادر حكومية ألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس صحة ما أوردته تقارير إعلامية حول هذا الموضوع.
ولم تصدر برلين قرارا رسميا بهذا الخصوص بعد ما يعني ترك خيار التوريد مفتوحا في وقت لاحق.
يذكر أن بريطانيا وفرنسا وردتا بالفعل صواريخ طراز ستورم شادو وسكالب والتي تتطابق عمليا مع صواريخ تاوروس الألمانية.
وكانت أوكرانيا سألت الحكومة الألمانية رسميا في نهاية أيار/مايو الماضي حول ما إذا كان من الممكن أن تورد لها هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر حيث إن الجيش الأوكراني يحتاجها حتى يتمكن من مهاجمة المواقع الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف الخط الأمامي والتي لا يمكن الوصول إليها بالمدفعية.
وكان المستشار الألماني شولتس تبنى موقفا متشككا من البداية حيال توريد هذه الصواريخ لأوكرانيا ويرجع ذلك إلى التخوف من إمكانية استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ في مهاجمة الأراضي الروسية. ومع ذلك فقد بدا في فترة من الفترات أن الحكومة الألمانية قد تتخذ هذه الخطوة التي تحظى بتأييد كبير من حزبي الخضر والديمقراطي الحر الشريكين في الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي.
ولم تتمكن الولايات المتحدة حتى الآن من تنفيذ توريد صواريخ جوالة طراز أتاكمز إلى أوكرانيا وربما عزز هذا الأمر شولتس في موقفه المتشكك.
تجدر الإشارة إلى أن شولتس ظل حتى الآن يسترشد بالولايات المتحدة في كل الخطوات الجديدة النوعية المتعلقة بالدعم العسكري المقدم إلى أوكرانيا.
وكان شولتس التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آخر مرة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر الماضي ولم يلح في الأفق في هذا اللقاء أيضا أن ألمانيا ستورد هذه الصواريخ إلى أوكرانيا.
وذكر البيان الألماني الذي علق على اللقاء أن زيلينسكي وجه الشكر على المساعدة العسكرية الألمانية ولاسيما المدفعية والدفاع الجوي، ولم يتحدث البيان عن صواريخ تاوروس.