تعد الخيانة -والعياذ بالله-من أخطر وأقسى التجارب التي يمر بهاأحد الشريكين وعلى الرغم من اختلاف طريقةالتعامل مع الخيانةخاصة الزوجية من شخص لآخرولكن تبقي المرارة عميقة في كل روح انكسرت نتيجة الخيانةودرجتها فسواء سامح المغدوربه أو لم يفعل وسواء استمرت العلاقة الزوجية بعدالخيانة أم لم تستمر يظل الجرح الذي تخلفه الخيانة نافذًا قد لايلتأم مهما مر الزمن وإعتدنافي مجتمعاتنا العربية خاصة المجتمع المصري ان مثل هذةالامور الحساسة لاتُعلن بل تُناقش في الغرف المُغلقة لماسيخلفه هذا الامر من مشاكل للعائلتين ولاطفال الأطراف موضوع المشكلةودائمًا ما تنتهي هذة المشاكل بالكتمان الشديد حتي عن اقرب الناس وعندما يسأل أحد عن الاسباب فإما يُفضل الصمت او حتي يرد بجملة مثل "إن الله حليمٌ ستار"، نعم فالله هو الستار والستير الذي أمرنا ألا نفضح نساء مجتمعناونروج لهم بهفوات البعض منهن خاصة ان السيدة هي الضحية التي تخشي هي واسرتها وذويها من الفضيحةفنحن في مجتمع الفضليات وأبدًا لم نكن في مجتمع من البغايا والعياذ بالله فالمرأة المصرية بعنصري الامة هي السيدة الشريفة العفيفة صاحبة العفةوستظل كذلك في اعين الجميع أبد الدهر وما دون ذلك هن القلائل نسأل الله لهم الهداية ونبرأ إلي الله من المُصرين علي الفحش.
وخلال الاسبوع الماضي تفننت بعض المواقع والصفحات الالكترونية علي مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات في عرض احدي القضايا التي ما كان لها أن تُعرض جهارًا نهارًا علي مسامع بناتنا ونسائنا وزوجاتنا وامهاتنا ولا ينبغي ابدًا ان تدخل مسامعنا هذة المفردات التي سمعها البنات قبل الشباب والسيدات قبل الرجال وكأن الدنيا توقفت عند هذة القضية الغريبة علي مجتمعنا وراحل كل طرف يتمادي في (الردح) ردًاعلي الطرف الآخر ونحن نسمع ونقرأ ونري عبر كل الوسائل هذا الكلام المملوء ببذيءالكلام حين اتهم رجل زوجته بالخيانة لمدة ١٠ اعوام وقال إنها كانت على علاقة غير شرعية برجل آخر طوال سنوات مدة عمله بالخارج وذلك خلال حديثه لأحد البرامج التلفزيوينة واظهرته المذيعة في موقف المظلوم البرئ الذي يُطالب بحقه ونحن لسنا معه او ضده وظل هذا الزوج المكلوم -حسب الحالة التي ظهر عليها- يحكي لنا خلال برنامج تلفزيوني علي قناة شهيرة أن زوجته أنجبت إثر تلك العلاقة الأبناء المنسوبين إليه وأجرى لهم تحليل DNA أثبت عدم أبوته لطفلين من 3 أبناء وحُكم على الزوجة بالسجن لمدة 3 سنوات بعد اتهامها بالزنا، وإنكار النسب.
اي انه اتخذ الطرق الشرعية لحفظ حقه وتبرأةذمته وعرضه امام الله والقانون والقانون قد أخذ مجراه وهو قد تزوج بأخري فما الفائدة من هذة الفضيحة له ولاولاده ولزوجته التي طلقها وهل مثل هذة الامور يعالجها برنامج تليفزيوني ومواقع تواصل اجتماعي ومواقع وصفحات جرائد ومجلات كبيرة وهل من الطبيعي والاخلاقي عرض هذة القضية علي مدار اليوم في اكثر من مكان علي مدار الساعة بل وسمحت جميع هذة الوسائل للزوجة المتهمة أيضًا بالرد فخرجت علينا هي الاخري لتتهم زوجها بأنه يريد التخلص من أطفاله وان كل مايقوله كذب وإفتراء وواصفة هذا الشخص بأبشع الالفاظ مؤكدة علي برائتها وانه يدلر لها هذا الامر ولكنها استخدمت الفاظ ما كان ينبغي ان تدخل بيوتنا ويسمعها امهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وشبابنا ولا اعلم ما مدي استفادة مجتمعنامن عرض قضية بهذا السوء وهذة الوقاحة وبهذا الكم من التجريح والاهانة في محاولة لكسب مشاهدات واعجابات ولو علي حساب امن وسلام وثقافة وآداب وعادات المجتمع المصري الاصيل.
عن اي مجد يبحثون واي مشاهدات يتطلعون إليها واي مكاسب وشهرة يحلمون بها ألم يحسبون كم الالم النفسي للثلاث اطفال وللمجتمع من حولهم نعم هناك حالات بكل أسف موجودة في هذا المجتمع بهذا السوء فنحن لا نضع رؤسنا في الرمال ولكن هل علاجها يكون بهذةالفضائح وبإدخال مثل هذة القضايالتكون علي مائدة مناقشات الاسرة المصرية لا احد يُنكر وجود الصالح والطالح من الرجال والسيدات في كل مكان في العالم ولكن مثل هذة النماذج تحتاج إلي العلاج بحكمة والمتهم برئ حتي تثبت إدانته ليس من العقل ولاالمنطق ولاالاعراف ولاالتقاليد المصرية التحدث بعلانية في مثل هذة الامور بل عند وجود حالة مشابهة او سيدة لعوب في منطقة ما يكون العلاج بالتكتم الشديد حتي إنهاء هذة المصيبة دون ان تُجرح مسامع نسائنا او يخوض في الامر شبابنا او اطفالنا يكون العلاج بالحكمة ومن ثم بالمحكمة وعلي الاغلب في جلسات سرية وليس علانية في وسائل الإعلام.
فقد وورد عن نبي الله محمد عدة احاديث تحافظ علي العلاقة المبنية علي الثقة بين الطرفين كما في صحيح مسلم انه نهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم وذلك ليُبين لنا رسول الله بهذا المعنى الذي من أجله نهى عن أن يطرق احد حتي أهله ليلًا حتي لا يكون الامر سببًا لتخونهم ولا يكون ذلك سببًا لسوء ظن أهله به وكأنه إنما قصدهم ليلًا ليجدهم على غير الصلاح حين توخى وقت غفلتهم وامنهم والحديث الشريف ينهي عن تجسس الرجل على أهله وأن يأنس منهن الخير ولا يدع مجالًا للشك أما إذا بلغ حد الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين جريمة الزِنا -عياذًا بالله- أو ما يجري مجراه من الأفعال المحرمة كأن يُقيم أحد الزوجين مع شخص غريب عنه علاقة حب وتبادلا خلالها الأفعال المحرمة حتى لو لم يصل الأمر بينهما للزنا والوقوع في الفاحشة الكبري فإن ذلك يعتبر مما نهى عنه الإسلام وحرمه وحذر من الوصول إليه وقد نهى الله تبارك وتعالى عن الزنا أو اقتراف ما يؤدي له أو فعل شيء مما يدور حوله كالنظر والحديث والمواعدة والملاطفة بين الطرفين وغير ذلك فقد قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) اي ان الاسلام رغم انه نهي عن الشك في الزوجة او الزوج راح وحذر من إقتراب الطرفين الفعل المُحرم بل وجعل كل مقدمات الوصول لهذا الفعل هو خيانة يجب علي المسلم ألا يقربها او يتبع سبيل ربما يؤدي إليها فالخيانة أمر مدمر عاطفيًا ودينيًا وإجتماعيًا وأسريًا.
ويوجد في كل المجتمعات في كافة ارجاء المعمورة علاقات خارج نطاق الزواج وخيانات تحدث في علاقات بين الطرفين لكن كيف ينظر ويتعامل المجتمع مع هذه العلاقات ويسلط الضوء على أهميةالتوجهات والعادات والتقاليد السائدة داخل كل مجتمع وحسب طريقته في التعامل مع مثل هذة الامور فهناك مجتمعات تنظر للامر انه تحرر وتعالجه من الناحية النفسية والاجتماعية وهناك مجتمعات عربية مثل المصرية مترابطة محافظة متدينة فقد نشأنا في مصرنا ان تُحل مثل هذة الامور في الغرف المُغلقة ولا تفتح الباب للاجتهاد والقيل والقال لان الطبيعي هو ان جميع نسائنا وامهاتنا وزوجاتنا وبناتنا يحفظن انفسهن من براثن الشيطان وان لا سمح الله اكتشف أحدنا وقوع احداهن في المصيبة فبعد ان يُدخل كبار المنطقة او كبار العائلة يتعامل بمبدأ ويطبق المثل .... إكفي علي الخبر ماجور