شعارات تتكرر في كل مناسبة تتحدث عن الأشقاء في غزة الجريحة التي أثبت اهلها أن قضيتهم العادلة في العيش داخل وطنهم هو حلم مشروع وقريب المنال ومن حق كل طفل قبل كل كبير أن يعيش داخل وطن آمن، غزة الصامدة تفقد كل يوم أطفال يتحولون إلي أشلاء وسط صكت دولي رسمي مُخجل بل ومساندة وإختراع لمسميات وأسباب لإستمرار جرائم العدو الصهيوني الغاشم دون حتي توجيه اللوم له علي جرائمه، وقد تناولنا في مقالات سابقة أحدهما عنا كشعوب عربية وكان وبعنوان "وقت الحرب مفيش شعب كلنا جيش" وآخر هاجمت فيه أولئك ممن صدعونا ولوثوا مسامعنا بشعارات جوفاء لا محل لها من الإعراب كان بعنوان "صمت العالم ومقاومة غزة" وآخر بعنوان "وقاحة الغرب والكيل بمكيالين" هذا الصمت المُخزي والتأييد الأعمي من الحكام والمسؤولين في الغرب للكيان المغتصب الغاشم الذي أستحل لنفسه كل وأي شيء وتجاوز كل الخطوط الحمراء بل وخرق كل العهود والعقود والمواثيق الدولية والدينية والإنسانية والحجة الواهية هي مقاومة الإرهاب والإرهابيين رغم ان هذا الكيان هو عين الإرهاب وزارع والفتنة وأساس كل ما يحدث من جرائم حرب يرعاها قياداته دون إكتراث لأي وكل شيء، تأييد لا أري له تسمية إلا أنها فعلًا وقاحة ومشاركة في جرم لن يغفره لهم التاريخ وسيردون إلي الله فيحاسبون علي ماقدموا وينالون أشد أنواع العقاب والله أسأل أن ينالونه في الدنيا والآخرة.
ليتحول شعار غزة رمز الصمود لأيقونة الشباب في شتي أنحاء العالم نعم غزة هي رمز الصمود والعفة وقوة الإيمان بالله ثم الوطن فعندما نتحدث عن الصمود لا يمكن إلا أن نشير إلى غزة، التي ستظل رمزًا حقيقيًا للصمود والتحمل في وجه القوى العسكرية الهائلة ومعدومة النخوة ناهيك عن الدفاعات الهشة والتي نجحت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة في أكتوبر الماضي في إثبات كيف أن هذه القوة العسكرية والتحصينات الجبارة ما هي إلا سراب أشبه بـ "الفنكوش"، نعم تحصينات القوة الغاشمة الإحتلالية المغتصبة ما هي إلا “فنكوش” للإستهلاك الإعلامي ولجذب عدد جديد من المتسكعين الذين لا يجدون أماكن في دولهم فتمنحهم حكومة الإحتلال فرصة الجنسية والعمل والإقامة في المستوطنات زاعمين أنهم سيكون في مأمن وحماية وأن جيش الكيان المحتل سيحميهم وهو في الحقيقة فشل أمام مجموعة من الهواة بأسلحة بدائية لكنهم أصحاب قضية لا متسكعين مغتصبين وبالفعل أحدثت هجمات 7 أكتوبر انقلابًا في المشهد الإقليمي وأثارت صدمة في صفوف الكيان الصهيوني المحتل.
.
ومع استمرار الكيان المحتل في ارتكاب أعمال العنف والقمع في غزة، للتغطية علي فشله الذي شاهده الجميع حين تحطمت علي أقدام بل وأحذية المقاومة الفلسطينية مقولاتهم عن قوتهم وإستحالة إختراقهم وحمايتهم للنازحين المهاجرين فلم يستطيعوا أن يحموا أنفسهم كجيش من المقاومة ليتحول جنون الهزيمة المنكرة وكشف كذبهم امام العالم إلي القصف المستمر والدمار الذي يلحقهوه بالمدنيين الأبرياء ليعكس حجم المأساة التي يعيشها السكان في هذا القطاع المحاصر ومع ذلك يستمر الشعب الفلسطيني الشقيق في تصدير المثل والقدوة في الصمود والتحمل، فيشكل رمزًا حقيقيًا للصمود في وجه القوى الغازية الغاشمة الفاشية، بل لقد تحولت الحرب في غزة إلى محور اهتمام العالم حيث يشهد المجتمع الدولي تظاهرات واحتجاجات تندد بالقمع الصهيوني وتدعو إلى وقف إطلاق النار وحماية حقوق الفلسطينيين في غزة ولا يقتصر التضامن على الشعوب والمجتمعات فحسب بل اتخذت بعض الدول التي إحترمت رغبة شعوبها ونداء الإنسانية إجراءات رسمية، بما في ذلك قطع العلاقات مع إسرائيل.
وللحق اقول ان الصمود في غزة له تأثير كبير على المشهد الإقليمي فقد تراجعت مصداقية الكيان المحتل وانهارت أسطورة الردع التي كان يتباهى بها هذا التحول في المشهد الإقليمي يدفع العديد من الشعوب والمجتمعات إلى الوقوف بجانب الفلسطينيين ودعمهم في نضالهم من أجل الحرية والعدالة والحق المتمثل في حقهم المشروع في الحياة علي أرضهم وداخل مساكنهم آمنين كما كشف صمود غزة كيف تُدار السياسة العالمية وكيف يُجامل القوي وصاحب النفوذ علي حساب الضعيف صاحب الحق لمجرد أن القوي مدعوم من بعض معدومي الضمير الإنساني رافضين رؤية الحقيقة التي تتعارض مع مصالحهم الإقتصادية والسياسية ويرفضون حتي آراء شعوبهم بل ويحاولون طمس وإخفاء الحقيقة عنهم بكل قوة فتجدهم يكذبون بكل صدق بل ويصدقون انفسهم ويبررون القتل والتدمير بحجج واهية لا محل لها من الإعراب سوي المصالح المشتركة ضاربين عرض الحائط بكل تلك الشعارات الجوفاء عن الإنسانية وحق الجياة الحرة التي طالما صدعوا رؤسنا بها وأقنعونا انهم يقفون من الجميع بحيادية وهم كاذبون بشهادة شعوبهم.
وسيظل صمود غزة هو الرمز الحي للصمود والتحمل في وجه القمع والظلم و يتطلب الوضع الراهن التضامن الدولي والعمل المشترك للتصدي للانتهاكات وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها غزة والأبطال الذين يقيمون فيها فإن صمود غزة يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على كرامته وحقوقه ويجب أن تستمر الجهود المبذولة لدعمه والوقوف إلى جانبه في مواجهة الظلم والقمع ورفع الظلم عنه وأول درجاتها وقف فوري وعاجل لإطلاق النار وتقديم القيادات الصهيونية لمحاكمات دولية عاجلة بعد إستهدافهم المستشفيات والأطفال وإستخدامهم أسلحة محظورة دوليًا وتوجيهها ضد العزل بدافع الإنتقام والتغطية علي فشلهم في الدفاع عن انفسهم رغم زعمهم أنه الأقوي وقد يكون صمود غزة التي تبدو مجرد بقعة صغيرة على الخريطة العالمية ولكنها تحمل في طياتها قصة شجاعة وتحدي أصحاب الحق في مواجهة الباطل إن غزة هي قصة شعب يرفض الاستسلام ويواجه الصعاب بكل قوة وإصرار ومن خلال هذا الصمود يحاول أن يُتغير الأوضاع ويُحقق العدالة والسلام الذي يسعي إليه الجميع في النهاية، نعم غزة هي رمز الصمود وإن كان الصمود ليس مقتصرًا على غزة فحسب بل هو روح وإرادة الشعب الفلسطيني الشقيق وأحرار العالم الذين يقفون بجانب الحق والعدالة إن الصمود رغم كل ما حدث هو قوة لا يمكن أن تُكسر وهو الطريق الذي يؤدي إلى الحرية والكرامة والسلام في النهاية.
نحن نتفق قلبًا وقالبًا مع الموقف المصري الرسمي ورفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر أو إلي أي مكان آخر نحن مع ضرورة العمل على التهدئة في غزة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولا لحل الدولتين الذي يمثل الطريق الوحيدة نحو السلام العادل والدائم في المنطقة ونأمل أن يتم التوصل إلى حل سلمي ينهي الصراع ويحقق العدالة للشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام ويجب أن يلتزم المجتمع الدولي بدور فعال في التوواصل الضغط على الكيان المحتل لوقف العنف والانتهاكات وتحقيق السلام العادل في المنطقة، علي الجميع ان يعترف بكل وضح وتجرد أن غزة هي رمز الصمود التي واجهت بشاعة الدعم اللا محمدود واللا منطقي للكيان المحتل.