رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب ..ماتيجوا نبطل فتى ....

يعيش الإنسان منا ليجمع من خبرات الحياة ما يجعله قادرًا علي العيش بسلام فيها، فمن منا وُلد يعلم أي شئ في الحياة فما بين خبرة إيجابية وأخري سلبية يتم صقلهم بالبحث والعلم والقراءة والإطلاع تستطيع تكوين مجموعة من الخبرات تواجه بهم متاعب وصعوبات الحياة ومابين تخطيط وارتجارلية وحظ وظروف وعقبات ومن قبلهم جميعًا إرادة الله، تصل لمرحلة نهائية بالطبع قابلة للتغير هي ما انت فيه اليوم، وليس شرطًا أن يكون ما تمنيت هو ما أنت فيه اليوم فربما القادم أفضل أو ربما إختار الله لك الأفضل وكانت أحلامك وأمانيك لا تتفق معك ولا مع قدراتك.

وفي رحلة العمر تكتسب مجموعة من الخبرات والثقافات والمعلومات والمعطيات والعلاقات تستطيع بهم مواجهة ضغوط وظروف الحياة ويمكنك بهذة المكتسبات الحكم علي ظواهر الأمور وتكوين رأي شخصي والحكم علي بعض الأشخاص والمواقف وتكوين القناعات والأفكار وربما تعديل المعتقدات وذلك وصولًا لما نتطلع جميعًا إليه من نضوج فكرى، نستطيع به الحكم على أى وكل شئ دون هوى أو أهواء ودون تأثر بعوامل خارجية أو شخصية لنصل لرأى نعتقد أنه الصحيح خاصة إن كان فى مجال عملنا ومحل دراستنا وخبرتنا.

وخلال رحلتنا الحياتية اليومية نقابل أنواعًا كثيرة من البشر مابين عالم ومثقف وعلي علم ومدعي وجاهل ولكن أكثرهم خطورة علي المجتمع هو ذالك مدعي العلم في كل واي شئ رغم جهله ورغم وجود شخصيات فاضلة عندها من العلم في مجالات شتي إلا ان هناك شخصيات أعاذنا الله وإياكم منها ومن السير وراء نصائحها لان السير وراء نصائحها أشبه بالإنتحار.

فكثيرًا ما نقابل أصحابنا "الفتايين" وأشباه المتعلمين في شتي نواحي الحياة حتي في الجوانب المتخصصة والدقيقة وفِي أمور الحياة العامة حتي في احلك الظروف والاوضاع لا يستطيعون منع نفسهم من الفتي حتي يظهر بمظهر من يعرف في كل واي شئ.

وكما ذكرت من قبل نعم هناك أناس قد منّ الله عليهم بمعرفة أشياء في عدة مجالات وهي موهبة واجتهاد يشكرون عليه ولكن ما نقصده هنا هو الذي يفتي بلا اي علم ولا اي فكر

فمثلًا من منا لم يقابل من يسأله علي عنوان فيقول له: "خليك ماشي علي طول ثم ثم ثم ..." ليجد نفسه قد عاد لنفس المكان او ليضل الطريق بعد ان كان قد اقترب.

ومن منا لم يصادف من نصحه بتناول دواء وكان سبب في زيادة إعيائه ومن منا لم يحصل علي معلومة من مثل هؤلاء وعمل بها ليصل لنتيجة عكس مايريد لانه صدق ما يسمي بالفتي وما اريد ان أقوله فقط ان قول لا أعلم لا تُنقص منك وهو شيئًا طبيعيًا انك تعلم في أشياء ولا تعلم في أشياء أخري هذا هو حال الجميع فلا يوجد بشر يعلم كل الأشياء ويتحدث فيها بل ويتقنها .

ولذلك فأقترح عندما تسأل أحدهم أي سؤال وجه له السؤال ثم أضف إليه عارف ولاهتفتي ؟

وكل ما سبق ليس المقصود به إلا أولئك الذين احترفوا الفتي لدرجة انهم صدقوا أنفسهم فهم من يعالجون المرضي ويصلحون السيارات ويعطون استشارات قانونية وفتاوى دينية ويصفون الطرق ويحللون مباريات الكرة وينتقدون السياسيين ويحللون الخطط العسكرية ويتدخلون في كل واي شيئ ويصنعون من أنفسهم مرشدًا وناصحًا وعالمًا وقاضيًا ومفتيًا ومحللًا في كل واي شئ، وهؤلاء هم السبب الأول في فشل اي منظومة يتواجدون فيها.

حتي ان بعضًا من هذة النوعيات عندما تواجدت في دول الخليج العربي صَدرت سمعة سيئة عن المصري العامل بالخارج وجعلته في موضع الفلهوي الذي يبيع الكلام وبسبب فتيهم هذا في كل واي شئ اصبح الجميع ينظر للمصرين علي انهم بتوع كلام وبس وان اسهل ما لديهم الكلام ولا يطيقون العمل إلا ما رحم ربي

ونصيحتي لحضراتكم ان تتخلصوا من اي صديق او قريب لكم لو توفرت فيه صفات الفتي ما لم يتراجع عن فتيه اما أولئك الفتايين ممن يعشون بيننا فأهمس في إذنهم "ارحمونا ففتيكم أضاع حياتنا ووضعنا في مواضع ليست لنا"

وحفاظًا علي ما تبقي لدينا من احترام لانفسنا واحترامًا لسمعة وطننا الغالي ورغبة في خلق جيل يبعد عن الفتي (ماتيجوا نبطل فتي).

Hossam Gabr