طلت علينا في الفترة الأخيرة موضة جديدة خاصة من بعض الفنانات العائدات من الإعتزال بخلع حجابهن بداعي الحرية، ومما لا شك فيه أن الحجاب حرية مُطلقة ولا سلطان لأحد في فرضه رغم انه فرض علي المسلمة البالغة العاقلة، ولا خلاف علي ذلك.
ولكن الحرية هنا جاءت من باب حرية المعتقدات وإعتناق الديانات، فهي حرية شخصية ولا يمكن لأحد فرض الدين بالقوة وبالتالي لا يمكن تنفيذ تعليمات وفرائض الأديان إلا بالحسنى مثل الدين نفسه، ونعلم جميعًا ان هناك آيات قرأنية تحدثت عن الحجاب وكيفية إرتدائه وعززتها أحاديث النبي الكريم، ولكن كل فترة زمنية يخرج علينا البعض من باب خالف تُعرف يدعون إلى خلع الحجاب فى تحدٍ سافر لكل الأعراف والمعتقدات، والأكثر من ذلك وما يدعوا للتفكير بعمق هم أولئك المصفقين والداعمين لخلع الحجاب من باب الحرية والحرية منهم براء.
فمن بعد المشاهير أمثال سهير رمزى وشهيرة وعبير الشرقاوى وآخرين وأخرهم حلا شيحة وصابرين، ظهرت عدة حركات خارجية وداخلية تدعوا إلى خلع الحجاب حتى أنه طل علينا من يؤكد أن الحجاب ليس من الفرائض، وكان أمين دار الفتوى، قد أعلن في فتوي غريبة، ان خلع الحجاب ليس من الكبائر، بل من المعاصي قائلًا "اللي هتلتزم به مشكورة، واللي مش هتلتزم متقولش مبررات زائفة"، وهنا أقول له يا فضيلة الشيخ اهذا وقتًا مناسبًا لهذا التصريح، وهل تتحمل انت ذنب المسلمات المحجبات بعد خلعهن حجابهن إقتداءً بالفنانات وبهذة الفتوي منك.
ودعونا هنا نتكلم عن مجتمعنا المصري عامة الشعب المصري الأصيل، لا فنانات ولا نجوم مجتمع ولا ما شابه فنحن جميعًا ندعوا للمتبرجة بالهداية حتي هي نفسها دائمًا ما تنتظر اليوم الذي تتحجب فيه وترتدي حجابها -ورغم ان الحجاب لا يتعلق بالأخلاق والأدب والعكس صحيح- فكم من مرات حزنا علي خلع صديقة للحجاب او وفاة قريبة قبل ان ترتديه، فالحجاب بالنسبة لنا أول درجات إيمان الآنسة او السيدة ننتظره منها ونُشجعها عليه.
ويبدو ان التاريخ يُعيد نفسه فقديمًا خرجت بعض الحركات الداعية للحريات الخاطئة التي نادت بحرية المرأة ونحن مع حرية المرأة قلبًا وقالبًا ولكن تلك الحرية حين تضر المجتمع وتفقده هويته الإسلامية المتدينة الرافضة لكافة أشكال الفجور الأخلاقي والداعية لهدم الدين بحجة الحريات، نرفضها وبكل قوة، فانت حر في نفسك لكن ان تكون احد نجوم المجتمع وهناك من يتابعك ويقتضي بك فلابد ان تُحسن التصرف وإختيار أفعالك قبل ان تقوم بها وإلا كنت احد دعاة الفتنة والداعين إلي أفعال تُغضب الله.
وما أراه ما هي إلا محاولات لتُعاد المطالب المنحرفة لضرب الفضيلة، وجعل الأمر مهادًا للجهر بفساد الأخلاق، فالحجاب فرض واجب وأول عقبة يصطدم بها دعاة المرأة إلى الرذيلة، هي الفضيلة الإسلامية فإذا تبرجن، تحسرن عن أبدانهن وزينتهن التي أمر الله بحجبها وسترها عن الرجال الأجانب عنهن، وآل حال نساء المؤمنين إلى الانسلاخ من الفضائل إلى الرذائل، إلا ما رحم ربي.
واري ان نقاطع كل اعمال هؤلاء الفنانات الذي تحجبن وقت ان كان الحجاب يقربهم من الساسة وخلعوه عندما وجدوا انهم أخطؤوا في ان سترن أنفسهن، ورغم اننا رحبنا بعودتهم للفن ليقدمن لنا نموذج السيدة المصرية القوية القادرة علي الدعم والعطاء والملتزمة بتعاليم دينها، إلا اننا فوجئنا ان الموضوع مجرد شو إعلامي لفرض أنفسهم علي الساحة وحجز مساحات للدعاية لهم ما بين خلع الحجاب وإرتدائه، مؤكدين انهن نجحن بإقتدار في التمثيل علينا حتي خارج الأعمال الدرامية.
فالعجيب في الامر ان هناك داعمين لخالعي الحجاب علي الاستمرار في التبرج بل وتصدير ما أسموها بتجاربهن مع الالتزام او مع الحجاب، مصفقين لهم علي القرار، وكأن المعصية يستحقون التحية عليها بل والتصفيق لهم بدلًا من إقناعهم انهم فقدوا مصداقيتهم عند مشاهديهم لما قاموا به من تجارة بإسم الدين، جعلتهم يتأرجحوا بين الملتزمين وما دون ذلك علي أمل ان يظلون علي الساحة تلاحقهم إعجابات الطرفين دون النظر لاي بعد اخلاقي او ديني.
نحن لا نحاسب أحدًا ولا نمتلك ذلك وليس تخصصنا ولا دورنا ولم ننصب أنفسنا لمحاكمة أحد، ولكن أري انه وجب علينا ان ننبه ونذكر وننوه اننا كمصرين ومصريات نتمسك بتعاليم ديننا ونحرص علي نظهر ويظهر امهاتنا واخواتنا وبناتنا في مظهر يليق بمصريتنا ويكون نصرة لديننا الحنيف، وعلينا ان نحمي نسائنا من هذة الدعوات الهدامة لخلع الحجاب والتي وبكل اسف تجد رواجًا كبيرًا بين السيدات والبنات والذين لا يمتلكون الثقافة الدينية الكافية لصد هذة الدعوات الهدامة.
ولعلنا قادرين علي مقاومة مثل هذة الدعوات التي تضرب في أخلاقيات المجتمع وتحاول ان تصور الزي الإسلامي الذي يستر المرأة إلي زي رجعي او ربما متخلف وانا هنا انادي بضرورة عقد الندوات بصفة مستمرة وعرض البرامج عبر جميع وسائل الاعلام التي تعدد أهمية وفضل الحجاب وانه فريضة واجبة علي كل مسلمة بالغة عاقلة، وعلينا ان ننبذ اي تطرف فكري وان نقاوم ما يُعرض من اعمال تدعوا للبعد عن الدين، وتخلق جيل جديد غير متمسك بأقل التعاليم للسيدات والبنات وهو الحجاب.
يا سيدات مصر خلع الحجاب ليس من الموضة في شئ وليس من الدين في شيء هو فقط تقليد اعمي لآخرين ليسوا علي ديانتنا ولا مصريتنا فنحن سنظل والي الأبد فخورين بديننا ووطنا.