رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب .. وقاحة الغرب والكيل بمكيالين

استمرت دولة الإحتلال الصهيوني في شن حربا واسعة على قطاع غزة منذ إطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر من العام الجاري، نفذ جيش الإحتلال خلالها عددا كبيرا من الهجمات الإرهابية البربرية الدامية أبرزها قصف المستشفى المعمداني والكنيسة الأرثوذكسية، كما قصفت مخيم جباليا في عدة هجمات صاروخية، بالاضافة إلى قصف دام على البريج والمغازي، ومستشفيات الشفاء والقدس والاندونيسي والتركي وجامعة الأزهر الشريف بغزة، متحدية كل الأعراف والأسس الإنسانية والدينية، وتستمر جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال بطائراتها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بقذائف محرمة دولية، وسط دعم وقح وغير محدود من امريكا واستمرار غريب وعجيب للموقف المخزى من جانب المجتمع الدولى تجاه تلك الجرائم التي تتنافى مع كل أعراف وقواعد القانون الدولى ضحايا من كل الفئات وعائلات تم محوها بالكامل من السجلات نتيجة القصف الوحشى من الاحتلال للمبانى والبيوت وأطفال ونساء يعيشون تحت ويلات طائرات الاحتلال والجوع والعطش نتيجة الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة ولا أحد من الغرب يُحرك ساكنًا إلا ما رحم ربي. الغرب ومن بعدهم أمريكا ساهموا في تأسيس الكيان المحتل وعندما يشعرون أن هناك خطرًا محتملًا على المشروع الصهيوني يتدخلون بكل أشكال الدعم وربما ساهمت بعض المشاهد التي تم تداولها في تجنيد أكبر وأسرع سهل على الكيان المحتل الغاشم مهمته فيما يتعلق بتبرير ما تفعله ليثبت الغرب أكثر من مرة أنه يكيل بمكيالين وهناك أمر واضح ومثال قريب وهو كيف تعامل المجتمع الغربي مدعي حب العدل والعدالة مع القضية الأوكرانية لنري بكل وضوح أن موضوع العدالة بالنسبة لهم مفقود ويرتبط بالمصالح التي تحتكم لها سياسات هذه الدول ويرتبط باللون والعرق والهوية ولا علاقة له بالإنسانية المزعومة التي طالما تغنوا بها وصدروها إلينا وتعيش القضية الفلسطينية أحداثًا صادمة ومؤلمة في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الإحتلال حربها الوحشية ضد الفلسطينيين في ظل وقاحة الغرب وتطبيقه لمبدأ "الكيل بمكيالين" فهل يعقل أن يتجاهل المجتمع الدولي جرائم الاحتلال ويستمر في دعمه المطلق؟ وهل هناك تناقض واضح في تعامل الغرب مع القضايا العالمية؟ أكثر من ذلك شعب يُباد في فلسطين وعندما يُعبر عن نفسه يتم وصفه بالإرهابيين وشعب آخر لنفس أسباب المقاومة تُخلد أعماله ورغم ان الدعم واجب للمعسكرين الفلسطيني والأوكراني إلا أن الأمر يختلف ويظهر هذا الخزي والعار عندما يتعلق الأمر بالكيان المحتل الذي يستمر في خداع الجميع تحت مضلة الظلم وهو من يمارس أشد انواع الظلم والجبروت. فنرى بوضوح أن الغرب يستخدم مزاياه الإعلامية والدبلوماسية لتبرير سياساته الداعمة فمن المثير للدهشة والريبة بل والغثيان أن بعض المشاهد التي تم تداولها تنجح في تجنيد أكبر عدد من الأشخاص وتبرير ما يفعله الإحتلال الغاشم في طريقة فعالة للتغطية على الجرائم وتشويه صورة الضحية وتبرير العنف الوحشي الذي يتعرض له الفلسطينيون وتصوير الكيان الصهيوني في دور الضحية المدافع رغم انه مغتصب ليس له أي حق ويجور علي الجميع بحماية ورعاية كبار الدول والحكومات من مدعي مبادئ حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية وهم يمارسون في فلسطين عكس ما ظلوا يقنعوننا به لمجرد أن الكيان المحتل أحد الأطراف بل والطرف الظالم الغاشم، الذي نجحت المقاومة في تدمير فكرة مخيماته (الكيبوتسات) التي طالما روج انها آمنة ويحميها من الخارج الجيش ومن الداخل أولئك من مطاريد العالم الفشلة الذي حضروا لهذه الأرض مقابل فرصة عمل وسكن وإقامة وغذاء علي حساب كل وأي شيء لأنهم فقط يهود فيحق لهم حتي البناء داخل بيوت أصحاب الأرض والتعدي عليهم وإستباحت محارمهم وسط صمت دولي لا أجد ما اصفه به، وعلي العكس لا يمكننا أن ننسى موقف الغرب من القضية الأوكرانية، فقد كشفت تلك الأحداث النقاب عن كيفية تعامل الغرب مع مسائل العدالة والمصالح السياسية إنهم يكيلون بمكيالين ويتجاهلون العدالة عندما تتعارض مع مصالحهم الخاصة، وفي ظل استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني تظهر وقاحة الغرب وتطبيقه لمبدأ "الكيل بمكيالين" بشكل واضح، إنهم يُخضعون العدالة وحقوق الإنسان للمصالح السياسية والاقتصادية وهذا أمر يثير السخرية والاستهجان فالعالم يشهد تناقضًا فادحًا في تعامل الغرب مع القضايا العالمية إنه وقت للتفكير والتحرك وللمطالبة بالعدالة والمساواة للشعب الفلسطيني وعدم السكوت عن جرائم الاحتلال الوحشية فلنتحد في مواجهة هذا الظلم ونسعى لتحقيق العدالة الحقيقية وإلا فستلاحقنا لعنات الحاضر والمستقبل فكيف لك أيها السياسي البارع أن تنام مرتاح البال والأطفال الرضع تقتل ليل نهار لمجرد انهم عرب أو فلسطنيين وهل الطفل الرضيع الذي تصفه انت ومن يؤيدك ويدافع عن وجهة نظرك بالإرهابي هو الإرهابي أم انت ومن دعمت من اجل قتله اإرهاب كل اإرهاب في سياسة دولة الإحتلال ومؤيدوها. دعونا هنا فقط نشير لعدة امور ألم تعكس مصطلحات وتعابير "الاحتلال الروسي" و"الأراضي الأوكرانية المحتلة" و"المقاومة الشعبية الأوكرانية" المعيار الإعلامي والسياسي المتبع في تعاطي الغرب مع الأزمة الأوكرانية؟ بل ويظهر هذا التعاطي في استخدام اللغة والمصطلحات التي تنصب التركيز على انتهاك السيادة الأوكرانية من قبل روسيا واحتلالها لأراضي أوكرانيا، ويتزامن الدعم السياسي لأوكرانيا مع تعاطف دولي واسع النطاق مع اللاجئين الأوكرانيين، -ونحن نؤيد ذلك لا محالة- حيث فتحت الحدود والدول استقبالهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم وهذا يعكس التصرف الإنساني المتوقع لمساندة الشعوب التي تتعرض للاعتداء والتشجيع على حقهم في الحماية والعيش بكرامة ولكن ما هذا التباين في التعاطي الغربي مع الأزمة الأوكرانية مقارنةً بالأزمة الفلسطينية فعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال البربري الغاشم منذ عقود ويواجه القتل والتشريد اليومي، إلا أن هناك اختلافًا في التعاطي الدولي والإعلامي مع القضية الفلسطينية وهناك انحيازًا في التعاطي الغربي يصب في صالح الكيان المحتل بكل وقاحة بل ويعمل على تبرير سياساتها بينما يتم وصم المقاومة الفلسطينية بصفة عامة بأنها إرهابية وفي الوقت ذاته يتم تمجيد المقاومة الأوكرانية وتبرير عملياتها. حتي أنه في المجال الرياضي تم استبعاد الفرق الروسية من البطولات الرسمية ورفع العلم الأوكراني في المحافل الدولية بينما تواجه الفرق الرياضية التي تدعم القضية الفلسطينية عقوبات بل ولا تزال الفرق الممثلة للكيان المحتل تشارك في البطولات الرسمية وهو أمر يثير التساؤلات حول التعاطي المزدوج في التعاطي الرياضي ليعكس هذا التباين في التعاطي الغربي مع الأزمتين تحديًا للمجتمع الدولي ومجلس الأمن حيث يبدو أن المصالح السياسية والاقتصادية تسيطر على صياغة التعاطي والتصرفات الدولية وبالتالي يظهر أن هناك انحيازًا في المعايير المتبعة وعدم تطبيق نفس المعايير في التعاطي مع الأزمات الدولية التباين في التعاطي الغربي مع الأزمة الأوكرانية والأزمة الفلسطينية يثير العديد من الأسئلة حول المعايير الإعلامية والسياسية المتبعة والتحيزات المحتملة في التعاطي مع القضايا الدولية ويدفعنا إلى إعادة النظر في كيفية التعاطي مع الأزمات الدولية وضمان تطبيق المعايير العادلة والمتساوية لجميع الشعوب والدول ويثبت بلا شك .. وقاحة الغرب والكيل بمكيالين