نقيب الفلاحين منصور: الحل هو الإسراع في إنشاء مصنع للنباتات العطرية
تتعرض زراعة أشجار النارنج أو "اللارنج"، كما يطلق عليه المزارعون، إلى خطر الاندثار مثل أشجار الياسمين لأسباب عديدة، على رأسها انخفاض السعر واحتكار أصحاب المصانع.
وقال خالد الرفاعي، مزارع من قطور، أشهر مراكز زراعة الياسمين واللارنج، إن شجرة اللارنج تشبه أشجار البرتقال، ولها زهور بيضاء زكية الرائحة، تستخلص منها زيوت تصدير للخارج، لتدخل في صناعة العطور والأدوية ومستحضرات التجميل، وتعرف تلك الزهور في تونس بـ"الذهب الأبيض".
وأوضح أن زراعة النارنج شهدت في السنوات الأخيرة، انتشارًا كبيرًا بمصر، في عدد من المحافظات، خاصة بمركز قطور بالغربية، التي تشتهر بها، ولكنها في الوقت نفسه، تعاني من احتكار مصانع القطاع الخاص لصناعة الزيوت العطرية، المتحكمة في سعر توريد زهور النارنج.
وأضاف وائل راشد، مزارع، أن أكثر من 5 آلاف مزارع لارنج بالغربية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عانوا ومازالوا يعانون من احتكار وتحكم مصانع القطاع الخاص في سعر توريد زهور النارنج إلى أن انخفض سعرها من 80 ألفًا إلى 7 آلاف جنيه، خلال الموسم الحالي؛ ما كبَّد المزارعين خسائر فادحة، لدرجة أن بعضهم اضطر إلى اقتلاع الأشجار وتبوير الأرض، فيما اكتفى آخرون بعدم جمع الزهور، حيث تزيد تكلفة جمعها عن سعر توريدها، في حين قام فريق ثالث بتفويض العمال لجمع الزهور وتوريدها، وأخذ العائد منها.
وأكد أنور منصور، نقيب الفلاحين بزفتى، أن الأمر الوحيد الذي سينقذ النباتات العطرية والطبية، هو الإسراع في إنشاء مصنع للنباتات العطرية والطبية، بدلا من تصديرها كمواد خام؛ ما سيعود على الدولة بالعملة الصعبة، ويزيد من فرص العمل.
وأضاف منصور ، أن الفدان من النارنج يستخرج من نحو 400 شجرة له، وتلك الأشجار لا تزهر إلا بعد 3 سنوات، وتصل تكلفة زراعة ورعاية الفدان الواحد منه، خلال السنوات الثلاث، إلى أكثر من 100 ألف جنيه، ما بين تكاليف ري وتسميد ومقاومة حشائش وخدمة الأرض ومبيدات أورجانيك، بالإضافة إلى أن إيجار الفدان الواحد، خلال المدة نفسها، يبلغ نحو 45 ألف جنيه.
وأشار إلى أن حصاد زهور الفدان الواحد منه تكلف المزارع آلاف الجنيهات، خلال فترة جمع الزهور، التي تستمر 45 يومًا، بداية من نهاية شهر مارس، لافتًا إلى أن متوسط إنتاج الفدان من الزهور قد يصل إلى 6 أطنان في الموسم الثاني له، بدءًا من السنة الخامسة لزراعته.
وتابع ياسر رجب، مزارع: "فوجئنا بأن سعر توريد طن زهور النارنج بدأ في هبوط خيالي، من 80 ألفًا إلى 15 ألف جنيه الموسم الماضي حتى صدمنا خلال الموسم الحالي بأن مصانع القطاع الخاص، التي تحتكر صناعة الزيوت العطرية في مصر، قد وضعت تسعيرة بقيمة 7 آلاف جنيه للطن، الأمر الذي تسبب في تلك الخسائر لجميع مزارعي النارنج".
ولفت إلى أن العديد من مزارعي اللارنج بعد هذا الانخفاض في السعر لجأوا إلى تقليع ما زرعوه وحرق الأشجار، لأن هذا السعر لا يغطي تكلفة جمع الزهور، إلى جانب تكلفة رعاية الأرض على مدار عام كامل، قائلا: "حاولنا الاتصال بأصحاب المصانع الذين لم يستجيبو للحديث في الموضوع".
من ناحيته، قال الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، إنه جارٍ تقديم الدعم اللازم لجميع المزارعين في القرى المنتجة للنارنج بالمحافظة، ومن بينها قرية شبرا بلولة بقطور المشهورة بزراعة الياسمين، والنارنج.
وكشف المحافظ في تصريحات لـ"الشروق"، أنه تواصل مع الدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة السابقة، لإنشاء 3 مصانع على أرض مملوكة للدولة بالمحافظة، من بينها مصنع لإنتاج الزيوت العطرية على قطعة أرض مساحتها 17 ألفًا و500 متر، خلف البنك الزراعي بقطور، ويمتلكها بنوك: "الزراعي والأهلي ومصر"، وهيئة الإصلاح الزراعي، حيث تنتج قرى مركز قطور أكثر من 50% من الإنتاج العالمي للزيوت العطرية.