قررت اليوم الأحد، محكمة جنايات طنطا، تأجيل محاكمة الصيدلي أحمد عاطف قطب المتهم بقتل زوجته الصيدلانية منى السروجي وابنتيه الصغيرتين زينة وجميلة، في القضية رقم ١٦٠٥٧ لسنة ٢٠٢٣ أول طنطا، بناء على طلب دفاع المتهم.
وكانت المحكمة قد بدأت اليوم أولى جلسات محاكمة المتهم وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور نجل المتهم والمجني عليها وأسرتها، وطالب محامي المتهم بتأجيل القضية لحين الاطلاع على القضية.
فيما طالب محامي المجني عليهم، في تصريحات صحفية، عقب الجلسة بالقصاص من المتهم وتوقيع أقصى عقوبة حيث أنه ارتكب جريمته مع سبق الإصرار والترصد بلا مبرر واضح غير أنه يدعى مروره بضائقة مالية وهو أمر غير منطقي.
وأشار المحامي أن المتهم ارتكب جريمته وحاول تضليل الشرطة حتى تظهر أنها قضاء وقدر لكن التحقيقات كشفت الحقيقة واعترف بارتكاب جريمته.
ترجع تفاصيل الواقعة إلى شهر مارس الماضي، عندما استيقظ أهالي شارع الحمزاوي بدائرة قسم أول طنطا، على نبأ وفاة صيدلانية وابنتيها، إثر تسريب غاز داخل شقتها، حيث تلقى مدير أمن الغربية، إخطاراً من مأمور أول طنطا، بورود بلاغ من سيدة يفيد بوفاة شقيقتها وتدعى منى السروجي طبيبة صيدلانية ٤٢ سنة وابنتيها زينة ١٧ سنة وجميلة ٧ سنوات نتيجة الاختناق بالغاز داخل شقتها، واتهمت زوج المجني عليها بالتسبب في الواقعة، وانتقل رجال الشرطة للمعاينة وتبين تبعثُرُ محتوياتِ المسكنِ وتكسيرُ زجاجِ مِنضدةٍ فيه، وقررتْ مقدمةُ البلاغِ أنّها اشتمتْ رائحةَ غازٍ عقبَ دخولِها المسكنَ حالَ اكتشافِ الواقعةِ، فأغلقتْ مفاتيحَ "البوتاجازِ" وأخطرتِ الشرطةَ.
وعلى ذلكَ شكلتِ النيابةُ العامةُ فريقًا للانتقالِ لمعاينةِ مسرحِ الحادثِ ومناظرةِ الجثامينَ، وسألتِ النيابةُ العامةُ ذوي المجنيِّ عليها (شقيقتَها وابنيْها ووالدَ زوجِ المجنيِّ عليها) فشهِدُوا بأنّهم على إِثرِ ما انتابَهُم من قلقٍ لعدمِ إجابةِ المجنيِّ عليها وزوجِها وابنتِهِما على اتصالاتِهِم، توجّهُوا لمسكنِهِم فاشتمُّوا منه رائحةَ غازٍ فكسرُوا بابَهُ واكتشفُوا وفاةَ المجنيِّ عليهِنَّ وتبينُوا تهشّمًا وتكسيرًا بالمسكنِ، فاتهمتْ شقيقةُ الأمِّ المجنيِّ عليها زوجَ الأخيرةِ بقتلِها وابنتيْها.
وأمرتِ النيابةّ العامةّ بإلقاءِ القبضِ على زوجِ الأمِّ المجنيِّ عليها، وبضبطِهِ واستجوابِهِ أقرَّ في تحقيقاتِ النيابةِ العامةِ بقتلِهِ المجنيِّ عليهِن لتراكمِ ديونِهِ، إذ راودتْهُ فكرةُ قتلهِنَّ فأجهزَ عليهِنَّ خنقًا، ثم حاولَ الانتحارَ بوسائلَ مختلفةٍ منها تسريبُ الغازِ بالمسكنِ، ولكنْ لم تطاوعْهُ نفسُه.
ولذلكَ أمرتِ النيابةُ العامةُ بحبسِه احتياطيًّا أربعةَ أيامٍ على ذمةِ التحقيقاتِ، وتم تجديدها ١٥ يوماً أخرى وندبُ خبراءِ الإدارةِ العامةِ لتحقيقِ الأدلةِ الجنائيةِ لرفعِ الآثارِ من مسرحِ الحادثِ، وندبُ الطبيبِ الشرعيِّ لإجراءِ الصفةِ التشريحيةِ على جثامينَ المجنيِّ عليهنَّ بيانًا لسببِ وكيفيةِ وفاتِهِنَّ، وطلبتِ النيابةُ العامةُ تحرياتِ الشرطةِ حولَ الواقعةِ، واتخذتْ إجراءاتٍ أخرى في سبيلِ تحقيقِ الواقعةِ وجمعِ الدليلِ فيها، وأحيل المتهم في النهاية إلى محكمة الجنايات وتحددت جلسة اليوم لبدء محاكمته وسط إجراءات أمنية مشددة.