توكتوك يدعوكم لزفافه رافع شعار ( ياننهض وننجو ٠٠ يانزرع بانجو )
تلقيت دعوة من الشاب الجميل خفيف الظل نصر الشهير ب ( توكتوك ) ابن صديقى المرحوم سلامة محمود الجدى لحضور حفل زفافه المقرر له غدا الجمعة ، وإذ وقعت عيناى على صورة الجميلة وهو ترتدى نظارة جميلة وممسكا بيده آله عمل وعلى الحانب الأيسر من أعلى الصورة التى تزين الدعوة عبارة تعبر عن مدى شقاوته وخفة ظله التى توارثها عن ابيه عليه رحمة الله٠
تقول العبارة ( ياننهض وننجو ٠٠ يانزرع بانجو ) ، فأمسكت بالدعوة وكان مازال ( توكتوك) امامى تنظر انصرافى من قرأة الدعوة ومعرفة موعد زفافة ، وكعادته قال لى ياعم غريب اذا لم تحضر سأقوم بتنفيذ الشعار ! فقلت له لماذا هذا الشعار الذى قد يبدوا غير مستحب فقال لم اكن أنا ومدى من يكتب مثل تلك الشعارات على كروت دعوة الزفاف وهو ما تأكدت منه بأن تلك الكروت تحولت إلى لوحة يسطر عليها مابداخل كل عريس فى هذا الزمن ، والتى تأتى غالبا على شكل مزحة مضحكة تبعث لدى قطاعات الشباب المدعويين نوعا من الفرحة
(توكتوك ) هذا الشاب خيف الظل لهم أراه الامبتسما أو باعثا الى الابتسامة بقفشاته وتعليقاته المضحكة، وما أنا نصرف من امامى بعد أن أخذ وعدا منى بالحضور تذكرت استاذنا الصحفى الكبير الدكتور عبد الحليم قنديل ، حين تولى مهمة رئاسة تحرير صحيفة العربى الى جانب استاذنا الكبير عبدالله السناوى وإختار اسم هتاف الصامتين لصفحة المحافظات والى كان يشرف عليها زميلى ناصر ابوطاحون ، حينها قلت للدكتور قنديل لماذا هتاف الصامتين فهذا شعار وليس اسم ، حينها قال لى أن هتاف الصامتين هو عنوان كتاب لعالم علم الاحتماع السياسى الدكتور سيد عويس وراح يشرح لى محتوى الكتاب الذى يعبر عن صراخات فى صدور البسطاء تخرج احيانا على جدران المنازل وزجاج السيارات
وهكذا يعبر ( توكتوك ) ومن هو على شاكلته عما يجيش فى صدور جيله ممن يرون فى شعاراتهم غير الأئقة مزحة أو تعبيرا عما يمرون به من مرحلة عمرية غاية فى الخطورة
فمن الكتابة على جدران المعابد عند القدماء المصريين وانتهاءً بالكتابة على أي جسم صلب سواء كان ملكية عامة أو خاصة، يخبرك المواطن أن فلسفته في الحياة يجب أن يخبر بها الناس، ويعلم بها الجميع
وعالم الاجتماع الدكتور "سيد عويس" كتب عن هذه الظاهرة كتابه المعروف (هتاف الصامتين) مؤكداً أن أصحابها اختاروا بمحض إرادتهم أن يهتفوا في صمت، وأن يعبروا عن أفراحهم وأحزانهم ومخاوفهم وبعض القيم التي يقدسونها في تلك العبارات التي تمثل في تجوالها عبر سياراتهم ما يشبه "جهاز إعلام شعبي"
ومن خلال (100) عبارة رصدها د. سيد عويس، رأي أننا يمكن رؤية الخوف، والقلق، والاضطراب، كما يمكننا ملاحظة الرضا، والسعادة.. رؤية المهمشين للحب، وفلسفتهم في الحياة، وتوقعاتهم للقادم وضعت على هذه الجداريات المتحركة ، ليؤكد العالم الراحل أن صراخ أهل هذه البلد يمكن أن يخرج في أشكال كثيرة غير اللسان.