إنطلاقا من واقعنا السياسى .. متى يتعاظم لدينا فضيلة تقديم الخير والإبتعاد عن نهج المكائد والدسائس ؟.
بصراحة .. تنامى الهزل السياسى ، وتوحش ، وتغول ، حتى بات من الطبيعى ألا يسعى كثر للعب دور سياسى ، أو المشاركه في أداء دور نيابى فى تلك المرحله التى لاتشجع على ممارسة سياسيه محترمه ، تلك هى الحقيقه التى لايريد البعض إدراكها ، ويصرون على التعايش مع العبث دون إدراك لعواقبه ، وقد يكون الأمر فى حاجه لوقفه ، لكن تلك الوقفه قد يكون لها ردة فعل قد لايتحملها هؤلاء ، وتتملكهم الظنون إنطلاقا مما أقدمه من عطاء مجتمعى ، والظن أن مرجع ذلك العوده للبرلمان ، من أجل ذلك تنازعنى نفسى عن الغوص في أعماق الواقع ، متمنيا أن يفهموا أن سلطة الصحافه دائمه ، ومستمره وليست مرهونه بعضوية البرلمان ، وليست مهنه الممارسين لها موظفين يأتمرون بأمر رئيس عمل صغيرا كان أو كبيرا ، لذا إعتبرت سلطه رابعه ويقينى أننى ككاتب صحفى بات من جيل الرواد بعد أن إقتربت مدة عطائى فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه الأربعين عاما أكبر من أن أطرح نفسى فى إنتخابات برلمانيه فى يقينى لاتنطلق من إراده شعبيه حقيقيه .
يتعين أن ننتبه جيدا قبل أن تأخذنا المهاترات السياسيه ، والصراعات الحزبيه ، والتطاحنات الإنتخابيه إلى طرق معوجه تؤثر سلبا فى تحقيق الأمل للشباب في مستقبل واعد ، والسعاده للناس فيما هو قادم من الأيام ، والإنتباه إلى أن أبناء الوطن الغالى فى حاجه لمتطلبات كثيره ، لذا يتعين أن تتوقف المزايدات بين الساسه ، والمشتاقين لكرسى البرلمان ، وينتبهوا إلى أهمية التنافس فى الخير إنطلاقا من واجب مستحق على الجميع ، وليس تفضلا من أحد ، مع تقديم الشكر وبالإسم لكل من يتحمل جانبا من أي عطاء مجتمعى طيب يدم للناس .
تبقى الثقه فى رب العالمين سبحانه بلا حدود أنه سبحانه سيلهمنا لأمر رشد ، يعظم الإراده الوطنيه ، ويبنى أسس راسخه لدولتنا العظيمه ، كما سيرينا في كل من يكيد للوطن وفى ذريتهم آيه ، وسيأتى من يفعل فى مستقبلهم وفى مستقبل أولادهم مافعلوه فى الناس ، ألا لعنة الله عليهم وكل من رسخ لهذا النهج البغيض ، الذى فرض الإنحطاط على واقع الحياه منهجا فى الممارسه السياسيه والحزبيه ، ألا لعنة الله على الظالمين ، ألا لعنة الله على مثل هؤلاء ورفقائهم بالأحزاب ، ألا لعنة الله على السياسه إذا كانت على هذا النحو البغيض ، تلك السياسه التى حتما ستدمر الأوطان ، وتسحق إرادات الشعوب .
أتصور أن الحوار الوطنى الدائر الآن حتى وإن كان بلا ملامح ، أو ينطلق من ٱليات يصعب معها رصد فعالياته ، إذا لم يتوصل إلى علاجا لتلك الإشكاليات الجوهريه التى طرحتها لن يكون له أى نتائج فاعله فى واقع الحياه تساهم فى تغيير واقعنا المرير ، خاصة وأن هذا الموروث البغيض والواقع المؤلم الذى إبتلى به ساكنى الريف ، والصعيد ، والمدن ، على حد سواء بات يهدد النظام السياسى العام ، ويبقى الأمل فيما هو قادم غايه ، وهدف ، ومبتغى فى تصويب هذا المسلك اللعين الذى أضر بسمعة الجميع أشخاصا ، وكيانا ، ومجتمعا .
خلاصة القول .. كثيرا مايراودنى سؤال أبحث له عن إجابه بعد أن أصبحنا في تيه ، هذا السؤال مؤداه متى يتعاظم لدينا فضيلة تقديم الخير والإبتعاد عن نهج المكائد والدسائس ؟. أتمنى أن يستيقظ الغفلى قبل أن تنحدر أحوالنا أكثر من ذلك ويكون هناك مايؤلم ، وليشغل الجميع أنفسهم فى خدمة الناس ، ومساعدة المرضى ، وتقديم الخير ، ولايضيعوا وقتهم فى الدسائس والمكائد ، التى لاشك يتعافى منها من يسارع فى التنبيه ، وكشف المستور ، متمنيا أن يكون ذلك تنبيها ممزوجا بالنصيحه بحكم خبرة السنين ، وإدراك أن هناك رب العالمين العالمين سبحانه الذى لايمكن له عز وجل أن يجعل لنا خيرا فيما يضمره البعض من شر . يبقى أننا جميعا ساسه ، ومنتمين لأحزاب ، وحتى مواطنين فى حاجة للنقد الذاتى ، وتصحيح المسار وفورا ، لماذا .. تابعوا مقالى السادس في سلسلة رصد واقعنا السياسى والمنشور غدا بإذن الله .