من أجل مصر الأهل والوطن جميعا فى حاجة للنقد الذاتى ، وتصحيح فهل نستطيع ؟
رغم إكتشافى بعد هذا العمر الذى قضيته فى السياسه أن البعد عنها غنيمه كما يقولون ، وراحه وسكينه ، بعد أن إختلط الحابل بالنابل ، وبات يتصدر مشهدها فى كل عصر من يحقرون مخالفيهم ، إلى درجة الإنتقام ، وكأنهم أعداء ، لذا كان من الطبيعى وبصراحه شديده أن أعطى ظهرى للسياسه خاصة وأن كثر من متصدرى مشهدها لاعلاقه لهم بالسياسة ، ولابالأحزاب ، ولاحتى بالمشاركة المجتمعيه ، ولم أسمع منذ ممارستى للعمل السياسى وإمتهانى للصحافه منذ مايقرب من أربعين عاما حيث الوفد فى زمن الشموخ ، ولاحتى وأنا نائب بالبرلمان ، أن لكثر منهم موقف سياسى معلوم ومعروف ، لكننى رغم ذلك وحرصا منى على توضيح المفاهيم ، بما يعود بالنفع على الوطن ، أطرح قناعاتى ، والعمل على وجود مساحات مشتركه تجمع الجميع ، أملا في المساهمه في مستقبل هذه الأمه وتعظيم الدوله المصريه .
لكى يتحقق ذلك يتعين أن يكون هناك صراحه وشفافيه ، ليس في الممارسة السياسيه وفقط ، بل في المنهج والرؤيه والتفكير أيضا ، هذا يجعلنى أقول بوضوح أنه فى الوقت الذى تم فيه تهميش كفاءات حزبيه عديده ، وساسه كثر أصحاب تاريخ ، لهم تجارب كثيره ، ويمثلون تيارات سياسيه مختلفه ، بالضبط كما حدث مع كبار الصحفيين بالبرلمان في فتره من الفترات على مرآى ومسمع من نقيب الصحفيين السابق الزميل ضياء رشوان ، نجد هناك إفساح للمجال أمام عديمى الخبره السياسيه ، بل ومنحهم الفرصه رغم اليقين بضعفهم .
دلالة هذا المنهج خطيره تتمثل في أن هناك مدعويين للتجاوب السياسى " ساسه كيوت " تم تدريبهم فى مراكز التدريب ولاعلاقة لهم بالسياسة التى أفهمها بأنها حصيلة تجارب ، ومنطلق إخفاقات أعقبها رسوخ وخبره ونجاحات ، وأنها جزء من كيان الناس ، وبذل وجهد وعطاء وممارسه ، وأن مستوى من تم تبنيهم أقل مما يتم الترويج له على الإطلاق ، بل أقل من الطموح المنشود لواقع سياسى محترم ، يبقى السؤال هل الواقع السياسى حقا معنيين به نحن المصريين أم أنه مجرد حراك وزخم وفقط بلا نتائج فاعله .
على أية حال يتعين على الممارسين للعمل السياسى الذين تم إختيارهم أن يدركوا جيدا أننا جميعا ساسه ، ومنتمين لأحزاب ، وحتى مواطنين فى حاجة للنقد الذاتى ، وتصحيح المسار وفورا ، خاصة بعد إختلاط المفاهيم ، وتعرض الأفكار للتشويش ، والتضليل إلى الدرجه التى يرى فيها البعض من قصار النظر ، قليلى الخبره ، أن توجيه أى نقد لأى شيىء جريمه ، ومعارضة أى تصرف خطيئه ، والتصدى لإخفاقات أى مسئول عيب ، ورفض بعض الآراء غير مقبول ، ذلك إمعانا فى السير فى طريق الأحاديه ، دون إدراك أن أى نقد يقابله تصحيحا للمسار هو فى صالح الجميع لأنهم لاشك حريصين على النهوض بالوطن . يبقى جميعا أيضا في حاجه لجعل الأمانى السياسيه واقعا إنعكاسا لإيجابيه يلمسها المواطن البسيط ، وتنعكس على حياته ، ومعيشته فهل نستطيع .. هذا ماسأطرحه في مقالى السادس غدا بإذن الله بشأن هذه القضيه فتابعونى .