بكل اليقين الشخصية المصرية عظيمة، لكن طالها النفاق وتحكم فيها التدليس لذا أصبحت في حاجه للبحث عن الذات .
يقينا .. الشخصية المصرية عظيمة الشأن ، رفيعة القدر ، ليس هذا منطلقه شعارات ، أو مزايدات ، بل إنها الحقيقه اليقينيه التى أكد عليها المؤرخون ، وإحتوتها سجلات التاريخ ، ولعل خير دليل على ذلك أنها كانت دائما على مر التاريخ صاحبة مواقف سنظل نفخر بها عبر التاريخ كمصريين ، وما التصدي للإستعمار الإنجليزى والفرنسى ببعيد ، وماأسر لويس التاسع عشر ببعيد ، وماموقف فؤاد باشا سراج الدين قائد الشرطه المصريه ببعيد حيث سجل موقفا مشرفا وكل الشرطه المصريه العظيمه قاده وأفراد ، في التصدي للإستعمار عيدا للشرطه إلى اليوم إلا خير شاهد على عظمة المصريين التي جسدها تضحيات أبناء الوطن بالشرطه المصريه ، وماحرب أكتوبر المجيده ببعيده والتى لى أن أفخر أن الفريق سعدالدين الشاذلى أحد صانعيها ، ولعل ذلك ماجعل الإستعمار يتآمر على تلك الشخصيه العظيمه على أساس أنها أصل الإبداع ، ومنطلق الشموخ ، فحاول ترسيخ النقائص وجعلها أحد أبرز مكوناتها ، ليتم وصمها بها ، وجعلها بلا قدر ، وكطبيعة بشر تأثر البعض منا بتلك المؤامره الخارجيه التي إستهدفت الشخصيه المصريه فوجدنا الأعاجيب من النقائص التي جعلت من لايعى تاريخ وعظمة المصريين أن يوصمها بكل النقائص .
إنطلاقا من ذلك أصبحنا أمام حقيقه يقينيه مؤداها أن الشخصيه المصريه فى حاجه للبحث عن الذات ، وإدراك قيمة التطهر من النفاق ، نظرا لأن الإستعمار إستطاع أن يفرض نمط سلوك مستهجن علينا لنصبح ولأول مرة فى تاريخ الشعوب شعبا بلاوعى ، يضع نفسه تحت تأثير إعلام بلاهدف ، وينقلب على أصحاب المبادىء بغباء ، ويصفق لمن يتحدث حديث الهزل بلا خجل ، ويصمت أمام النفاق ، والرياء ، والتضليل ، بلا وازع من ضمير ، ويستقبل بالأحضان الذين لاقدر لهم لكنهم نجحوا فى خداعهم ، ويتفاعل للأسف الشديد بايجابية مع إعلام فاسد ، أهدر القيم ، وسحق الأخلاقيات ، حتى أصبحت مفردات كلمات الناس فى تعاملاتهم اليومية فى منتهى الإنحطاط ، كما أصبحت الخسة والندالة للأسف الشديد أحد أهم مكونات الشخصية المصرية .
ولتوضيح ذلك من الأهميه التوضيح أننى إقتربت عبر مسيرتى السياسية ، والمهنية ، والصحفيه ، والنيابيه من مسئولين رفيعى المستوى ، كانوا يسبحون بحمد رؤسائهم ، ثم مايلبثوا أن يلعنونهم من خلف ظهورهم ، أو عند تركهم المنصب ، إستمعت لأشخاص وهم يتغزلون فى أشخاص حتى كادوا يقنعوننى أنهم لامثيل لهم فى تاريخ الأمم والشعوب ، من فرط الثناء عليهم ، ثم سرعان مارأيتهم ، وسمعتهم وهم ينعتونهم بأحط الألفاظ ، وأحقر العبارات فور الحصول على مصلحتهم منهم ، وأصبحوا فى الظل ، تعايشت مع إعلاميين خلف الكاميرات فاستمعت بصدق لما يقولونه من كلمات صريحة ، وواضحة ، بل ومرعبة ، ثم مايلبثوا أن يقولوا عكسها عندما يكونون أمام الكاميرات .
مواقف كثيره عايشتها عن قرب ، بل كنت فى بعضها قريبا من أحداثها ، رصدت خلالها مسلك قامات مجتمعيه رفيعه من أصحاب القدر السياسى ، والمجتمعى الرفيع ، والذين ساقتنى الأقدار أن ألتقى مع بعضهم خاصة وأنه تربطنى بهم صداقه وإن إختلفت توجهاتنا السياسية ، وقناعاتنا الفكريه ، فإذا بى أكتشف أن البعض منهم فعل ذلك إما محاوله منهم للحفاظ على مكانتهم الإجتماعيه ، ومكتسباتهم السياسيه ، عبر بوابة تأييد الناجح قبل أن يتقدم بأوراق ترشيحه ، وآخرين حفاظا على مشروعاتهم حتى لايقترب منها أحد بسوء ، وغيرهم علقوها بأمر .
هذا ماأراه بحق قضية النفاق التى يعانى منها كل المجتمع المصرى ، إنطلاقا من وطنيه حقيقيه ، وتمسكا بأهمية التصدى لها وإعادة الشخصيه المصريه لتاريخها العظيم ، بعد أن كاد النفاق يمحو هوية الشخصيه المصريه من الوجود ، وجعلها بلا قيمه ، وتبقى أسئله عديده تبحث عن إجابه .. ماذا بعد؟ .. ماالمخرج؟ .. هل نستطيع سحق تلك الآفه؟.. هل نستطيع التطهر من هذا النفاق ؟ .. نعـــم نستطيع شريطة أن يكون لدينا الرغبه الحقيقيه مواطنين ومسئولين لتحقيق تلك الغايه النبيله وجعلها واقعا فى حياتنا ، وهذا لن يتأتى إلا بتهيئة المناخ بصدق ، ومقاومة نزعه الأنا التي باتت تتحكم في كل تصرفاتنا ، وعشق الذات الذى سيطر علينا ، وعبادة الكرسى الذى بات من أعظم الآفات المجتمعيه ، بعد أن باتت تتحكم فى داخلنا وتفرض علينا التعايش مع النفاق ، بغير ذلك سيكون هذا للأسف الشديد واقعنا جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فهل ينتبه العقلاء .