رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمد الريس يكتب: مصر والسودان

مهما كان الرابح في أزمة السودان فلن يكون الشعب الذي باتت عاصمته، الخرطوم، مدينة أشباح غادرها السكان بحثا عن أمل جديد للحياة وسط حصار نيران الاشتباكات من طرفي الصراع (الجيش وقوات الدعم السريع) فضلا عن عودة العنف لإقليم دارفور ومخاوف من تصاعد موجات النزوح والدخول في دوامة الحرب الأهلية.

كلها عوامل دفعت مصر التي دائما ما أكدت أن الأزمة هناك شأن داخلي إلى المساهمة في بلورة رؤية للحل مع دول الجوار تسهم في حقن دماء الشعب السوداني، حيث ترتبط القاهرة والخرطوم بعلاقات متجذرة ضاربة فى عمق الدولتين حيث كانتا بلدًا واحدا مصيرا واحدا ومستقبلا واحدا، وحتى بعد استقلال السودان عاش الشعبان تضافرا جغرافيا وتاريخيا أسس علاقات متينة عبر مختلف العصور. 

وبينما كانت مخرجات قمة "الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا" المعروفة باسم "إيغاد" محل خلاف من طرفي الأزمة، لاقت قمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة ترحيبا واسعا من كافة الأطراف السياسية والعسكرية في السودان، فضلا عن دعم عربي واسع لمخرجات القمة.

محاولة مصرية لتوفير الأجواء والمناخ المناسب للأطراف بحيث يمكنهم إدارة المفاوضات والحوار بينهم، في أجواء صحية بعيدة عن أي ضغوط والتوصل لحل سوداني يضع حدا لهذه الصراع الحالي ووقف تداعياته السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وهو ما ظهر في صدر افتتاحية صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي وصفت قمة دول جوار السودان بأنها الأبرز بين مساعي تسوية الأزمة منذ اندلاعها في منتصف أبريل الماضي، مشيدة بالأجواء والدعم من قبل المشاركين من قادة إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.

وما ميز القمة، وفق الصحيفة، أنها عمدت نحو الاستفادة من الجهود السابقة سواء كانت على صعيد المبادرة السعودية الأمريكية والاتحاد الأفريقي والإيغاد، لذلك حظيت بدعم جميع الجيران السبعة، بالإضافة إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وجاء البيان الختامي معبرا عن آمال وتطلعات كافة السودانيين بالتأكيد على ضرورة حماية الدولة السودانية ومؤسساتها، والتحذير من أن استمرار الأزمة يضاعف تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.

كما دعا إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه، واعتبار النزاع الحالي شأنا داخليا، مؤكدا على إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.

فالنزاع الذي دخل شهره الرابع أدى إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، بينها مصر شمالاً وتشاد غرباً وسط آمال سودانية في نجاح هذه المبادرة لإنهاء الصراع وعودة الاستقرار والأمان لبلادهم.

ما نتمناه أن يوفق الله طرفي الصراع إلى التوافق والتحلى بالمسؤولية الأخلاقية تجاه بلادهم، فالصراعات والنزاعات لا تنتج سوى الخراب والدمار.. حفظ الله السودان.. ودامت هيبة مصر..

الرأي العام