أينما تغرد حياة كريمة فنحن ناظرون متابعون منصتون مهتمون، وحينما تغرد هذه المبادرة فليسكت الجميع ولتسمع الآذان، لدوي نحل خلية العمل، صمت أذن العالم إن لم تسمع لنا.
هنا محراب تعبد، ومصنع عمل، وأرض فلاح، ومدرسة تلميذ ، وجامعة طالب ، هنا مسجد وكنيسة، هنا مستشفى ومريض، هنا العيون شاخصة مبصرة عن قرب لكل مواطن مصري ، فليكتب التاريخ البداية الجديدة ، هنا هالة ومهابة
منذ تدشين مبادرة حياة كريمة بقرار رقم 902 لسنة 2019 بعد إطلاقها من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكون المظلة الرسمية لعمل الشباب المتطوع لتوطين أهداف التنمية المستدامة والتي تهدف إلى إيجاد تدخلات فاعلة نحو أحد أهم القضايا المجتمعية والمتمثلة في توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكان المجتمعات الأكثر احتياجا في المناطق الفقيرة والعشوائيات الحضرية غير المخططة والمناطق البديلة للعشوائيات غير الآمنة والقرى الفقيرة على مستوي الجمهورية،
وإذ بنا نرى المعني الحرفي للكلمة بكل معانيها من الكرم والعطاء والإحسان والبذل والجود، والرفعة والسخاء ، والسمو والفضل والمجد والمروءة والوطنية بلا انتهاء أو حدود.
وأن كانت البداية هي توفير الحد الأدنى، فكانت المفاجأة أنه الحد الأعلى من العطاء في قطاعات التعليم والصحة ، والإطعام والتمكين ، والإغاثات والحالات الإنسانية ، والبنية التحتية للدرجة التي جعلت بعض المدن عندها غيرة من القرى التي دخلتها حياة كريمة وتفوقت علي حياة الحضر
لم أكن مبالغا في وصفي عبر معايشتي كمتطوع في حياة كريمة ولكني رأيت بأم عيني كصحفي ناقل لما يري ويسمع ويشاهد ويعايش ، وشاهدت ولمست الكثير من العطاء اللامحدود
شاركت كصحفي بصحبة زملائي الكرام الكاتب الصحفي ناصر أبو طاحون رئيس اللجنة النقابية للصحفيين بالغربية ، والكاتب الصحفي شريف عبد الغني والكاتب الصحفي حسام جبر ، في متابعة بعض فعاليات حياة كريمة ، وكان آخرها قافلة "إنت الحياة"، والتي استمرت ثلاثة أيام متتالية بقرية دماط التابعة لمركز قطور ،متضمنة مختلف الجوانب الصحية، التعليمية، والاجتماعية والرياضية والثقافية،
منها علي سبيل المثال لا الحصر قافلة طبية شاملة تشمل الكشف والعلاج المجاني في مختلف التخصصات، مبادرة "سلامة قلبك" للكشف عن العيوب الخلقية للقلب للأطفال بجانبها مبادرة "صحة المرأة": للكشف المبكر عن أورام الثدي باستخدام جهاز الماموجرام الفريد في مصر، شاملة الاكتشاف والعلاج لحين تمام الشفاء بالمجان
ومن أهمها تسديد ديون الغارمين وتقديم التوعية ضد مخاطر الغُرم، بالإضافة إلي اختبارات فورية لمحو الأمية ومنح الشهادة ، وإصدار بطاقات الرقم القومي للسيدات مجانا ، بجانب الفعاليات الثقافية والترفيهية لطلاب المدارس
رصدت الحشد الكبير من المواطنين والمشاركة بإيجابية في كافة المبادرات ، ورأيت جدعان حياة كريمة وهم خلية نحل بين المدارس والمراكز الطبية وسيارات خدمة المرضى، وتيسير كافة الخدمات بحب وإخلاص .
عجزت عن تقديم الشكر للقائمين علي مبادرة حياة كريمة بالغربية بل عجزت عن الكتابة حتي لو خبر صحفي فكيف بنا أن نعبر عن أنفاس الكلمة ورنتها وزنتها وطنينها وأزيزها ودندنتها في حب مصر
كيف لكاتب أن يصف ، وقع الاقدام وصرير الأخشاب وهدير الأمواج ودقة الساعة المضبوطة وصوت أجراس الحصة والكنائس ، ونغمات صوت الآذان،
تعجز الأقلام أن تعبر عن مكنون فيض تدفق القائد والجندي ، المدير والمتطوع ، أمواج عطاء وتدفق حي وعزيمة قوية ، وإصرار علي النجاح وأداء المهام
ولكني رأيت عدم الكتابة عجز وخمول وتخاذل ووهن وضعف همة، فليكتب التاريخ وليسطر بأحرف من نور، أن هناك مبادرة مصرية كانت بمثابة نهضة حقيقية، ونقلة حضارية ، عملت بكل قوتها علي التجدد والتطور والازدهار والنمو ، ونجحت في أن تصنع مجدا جديدا لإنجازات المصريين دامت الحياة الكريمة بها الهالة والمهابة.