لم أعد أتوقف كثيرا أمام ظاهرة هبوط الصداقات لنقطة الصفر فجأه ودون سابق إنذار ، رغم تناميها إلى درجه رفيعه ، وكذلك المحبه التى تناغمت بحق مع المعسول من الكلمات دون إدراك أنها لاتتسم بالمصداقيه ، لذا وببساطه شديده لاتستحق أن نقف أمامها طويلا ، لأنها لو كانت صادقه ماإختفى طرف منها ، أو إنزوى ، أو فقد أثره فى ظروف غامضه ، دون فهم أو إدراك أن المحبه الحقيقيه ، عطاء ، وتجرد ، وبذل ، وتضحيه ، وتناغم ، وإنصهار للأرواح .
تلك الكلمات هى تجسيد لواقع لمسته فى الكثير من العلاقات والصداقات ، وتأثرت كثيرا لتأثر الطرف المخلص بإفتقاد رفيقه ، لذا كان من الطبيعى أن أقول لكل من تناول معى هذا الأمر من المخلصين فى مشاعرهم ، والمصدومين فى خياراتهم لاتنتظروا طويلا أو كثيرا ، فمن لايعتبر وجودكم مكسبا له على المستوى الشخصى ، والإنسانى ، والوجودى ، لايجب أن يمثل لديكم غيابه خساره من أى نوع . العلاقه يجب أن تتسم بالرقى ، والسمو، والرفعه ، وليس المنفعه ، والمصلحه .
لنا أن نتخيل قيمة الصداقه النبيله عندما ندرك أن لى أصدقاء من قبل أن أكون تلميذا بالصف الأول الإبتدائى حيث حفظ القرآن الكريم فى كتاب الشيخ على عثمان رحمه الله بالقرب من مضيفة العائله ، والتأثيث فى القراءه والكتابه والحساب والقرآن الكريم فى الصيف أطفالا عند شيخنا الجليل الشيخ فتحى الحناوى رحمه الله ، والذى منه ننطلق إلى رحاب مسجد جدى سيدى سليمان البسيونى تغمرنا المحبه ، وكنف عائلتى حيث حى الأشراف أعرق أحياء بلدتى بسيون الذى يقع بهما الكتاب ، وفصول التقويه أيضا ، وآخرين من زملاء الدراسه ببندر بلدتى بسيون والقرى إستشعرنا المحبه في المرحله الإعداديه والثانويه والتي كنت فيها رئيسا لإتحاد طلاب مدرسة ناصر الثانويه ، ورئيسا لإتحاد طلاب إدارة بسيون التعليميه ، وعضوا بالمكتب التنفيذي لإتحاد طلاب محافظة الغربيه للمرحله الثانويه ومقررا للجنه الثقافيه والدينيه والقوميه ، وعضوا بالمكتب التنفيذي بإتحاد طلاب الجمهوريه .
تنامى ذلك كله شاب ورجلا بات في خريف العمر يستعد للقاء رب كريم حيث الكرام الأفاضل الذين تعمقت معهم الصداقات لترتقى إلى درجه رفيعه تنطلق من الإنصهار الوجدانى ، بداخل وطننا الغالى وخارجه ، عمق ذلك شبكة التواصل الإجتماعى الفيس بوك ، وطبيعة عملى الصحفى الذى أصبحت فيه من جيل الرواد بعد وصولى لعامى الأربعين في بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، حيث تعمقت بهم الصلات محبه لله وفى الله رغم إبتعاد المسافات وتعذر اللقاء ، وإختلاف الجنسيات ، لكنها الأرواح التى تتناغم مع شبيهاتها نعمه وفضل من رب العالمين سبحانه ، حفظهم الله بحفظه وأدامهم في حياتى منطلقا للمحبة والإحترام .