ما أعظمه من نفاق وماأروعها من مجاملة تلك التى تعظم الوطن
القضاء على الخبل الذى طال النفوس وأهدر الطاقات أراه واجبا وطنيا
بوضوح .. نحن جميعا نعيش حاله من الخبل ، أفقدتنا الرؤية الصحيحة ، والتفكير السليم ، بل دفعت بإتجاه إختلاط الحابل بالنابل ، والذى ينطلق منه أن الكل بات يتشكك فى الكل ، والكل بات يفقد الثقه فى الكل ، والكل بات يتاجر بالكل ، يتساوى فى تلك الحاله الشباب والكبار ، والساسه ومن أعطوا ظهورهم للسياسه ، حتى وصل الأمر إلى نعت كل من يختلف مع أداء مسئول ، أو يرفض تصرفاته ، أو يعترض على نهجه بأنه يكدر السلم العام ، ويريد النيل من الوطن وكأنه هو الوطن ، وفى المقابل نعت كل من يتمسك بإستقرار الوطن ويشيد بأداء مسئول بأنه منافق .
تأثرا بتلك الحاله الدراماتيكيه التي تعكس واقعا مجتمعيا مؤلما نرى الفرحه فى أعين البعض عندما يرصد إخفاقا يحدث من مسئول ، يتعاظم ذلك عندما أرى الريبه فى أعين البعض الآخر خاصة هؤلاء الذين أحزنهم أن كتبت مغردا " ياأبناء الوطن .. إنتبهوا .. إلامصرنا الحبيبه " وكأننى إرتكبت خطيئه وأبحث عن دور فى حزب السلطه كما قال أحدهم ، دون وعى منه ، أو من غيره ، أو حتى إدراك ، أن الوطن أعلى وأغلى من كل الأحزاب ، وأنه يحكمنى الإراده الوطنيه ، والحفاظ على مقدرات الوطن إنطلاقا من ضمير وطنى بحق الله ، ومنهج الوفد الذى تعايشت معه سياسيا عبر قادته العظماء بحق في القلب منهم فؤاد باشا سراج الدين آخر الزعماء التاريخيين بمصرنا الحبيبه ، وذلك منذ مايقرب من الأربعين عاما ولن أكون مصطفا إلا فى خندق الوفد هذا الحزب العريق الذى يمرض لكنه لايموت ، لذا يطيب لى أن أقول أننى وفدى في زمن الشموخ .
إنتابتنى حاله من الإنزعاج الشديد من تلك الدعوه السخيفه التى تتمنى الفشل لكل ماتقدمه الدوله ، أو تسعى لتحقيقه لأبناء الشعب ، بل يروجون على وجه السرعه لأكاذيب حول أى إنجاز يتحقق ، أو عطاء يقدم ، أو تنميه يسعى جميع المسئولين لتحقيقها ، لأن هذا يعكس أننا نندفع إلى طريق لايحمد عقباه لأن هذا النهج يمس ثوابت الوطن ، ولأنه لأول مره فى حياتى أرى بشرا يتمنون الفشل لوطنهم ، ويبتهجون لمجرد أن يخيل لهم خيالهم المريض أن فشل مسئول في أداء مهام وظيفته هو فشل للوطن وهذا فى تقديرى يمثل قمة الخبل .
قد أتفهم أن بعضا من هؤلاء الذين عانوا من قسوة الظروف الإجتماعيه ، أو طالهم ظلم أمنى ، كمن تم تخطيه فى ترقيه وأتو بأحدث منه رئيسا عليه ، أو طاله ضابط أو فرد أمن بأذى ، أن يكون ناقما إلى أن نصوب لديه الأمور ، ويتفهم أن ماحدث قد يكون حاله فرديه ، وليس نهج عام وسلوك جمعى ، أما من لم يصله تلك الغايات النبيله ، وتم التوضيح والتصويب ، لاأجد له عذرا أن يهيل التراب على الوطن ، ومن فيه أو يقزم كل شيىء لتصدير إحباط . بالمقابل يتعين أن ينتبه كل صاحب قرار أو قياده أمنيه إلى خطورة تنامى هذا النهج على كل الحياه ، لذا عليهم وفورا إنصاف أصحاب الحقوق ، ورفع الظلم عن أي مظلوم لأن تزايد هذا النهج قد يصل بنا إلى طريق مسدود وهذا مالا نتمناه .
قولا واحدا .. يتعين أن نرسخ في الوجدان أن الخلاف على الوطن خيانه ، وأن يدرك الجميع جيدا أن هناك فرق كبير بين أن يختلف أى منا حول أداء مسئول أو مايصدره من قرارات بشأن معالجته لبعض الموضوعات ، أو تناوله لبعض القضايا ، بل ونعترض على طريقة تعاطيه للحلول ، ونرفض نمط تفكيره ، شريطة الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وتقديم رؤيه تصوب مانراه من خلل ، تتضمن معطيات يمكن البناء عليها ، على أن تخضع للدراسه والنقاش إنطلاقا من قاعدة أن رأى خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرى صواب يحتمل الخطأ .
أطرح هذا بضمير وطنى ينطلق من إنتمائى الحزبى حيث المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، أقول الصدق ، وأنتقد ماأراه خللا لتصويبه ، وتصحيحه ، وليس لإهالة التراب على من بالوطن لمجرد إنتمائهم للسلطه ، والشماته فى من وقع منه خطأ ، أو من كان لديه قصورا فى الرؤيه عكست إخفاقا فى النتائج ، تأثرا بوجود تردى فى الفهم ، رغم أن ذلك باليقين إجتهاد أراه مطلوبا حتى لو كان بلا نتيجه فاعله لأنه على الأقل سيكون منطلقا للتعلم وعدم تكرار الخطأ . أتمنى أن يفرق الجميع بين الأداء السياسى المحترم ، والحزبى الموضوعى ، وأهمية أن يكون له مردود إيجابى على حياة أبناء الوطن ، أما إذا رأى بعض قصيرى النظرى ، فاقدى الرؤيه أن هذا نفاقا ، أومجامله فما أعظمه من نفاق ، وماأروعها من مجامله تلك التى تعظم الوطن ، وتدفع فى طريق البناء ، والتقدم عبر معارضه وطنيه محترمه .
وإقرأ أيضا