رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : إنتبهوا أيها العابثون إلا الوطن

 ما أعظمه من نفاق وماأروعها من مجاملة تلك التى تعظم الوطن 
 

القضاء على الخبل الذى طال النفوس وأهدر الطاقات أراه واجبا وطنيا 

بوضوح .. نحن جميعا نعيش حاله من الخبل ، أفقدتنا الرؤية الصحيحة ، والتفكير السليم ، بل دفعت بإتجاه إختلاط الحابل بالنابل ، والذى ينطلق منه أن الكل بات يتشكك فى الكل ، والكل بات يفقد الثقه فى الكل ، والكل بات يتاجر بالكل ، يتساوى فى تلك الحاله الشباب والكبار ، والساسه ومن أعطوا ظهورهم للسياسه ، حتى وصل الأمر إلى نعت كل من يختلف مع أداء مسئول ، أو يرفض تصرفاته ، أو يعترض على نهجه بأنه يكدر السلم العام ، ويريد النيل من الوطن وكأنه هو الوطن ، وفى المقابل نعت كل من يتمسك بإستقرار الوطن ويشيد بأداء مسئول بأنه منافق .

تأثرا بتلك الحاله الدراماتيكيه التي تعكس واقعا مجتمعيا مؤلما نرى الفرحه فى أعين البعض عندما يرصد إخفاقا يحدث من مسئول ، يتعاظم ذلك عندما أرى الريبه فى أعين البعض الآخر خاصة هؤلاء الذين أحزنهم أن كتبت مغردا " ياأبناء الوطن .. إنتبهوا .. إلامصرنا الحبيبه " وكأننى إرتكبت خطيئه وأبحث عن دور فى حزب السلطه كما قال أحدهم ، دون وعى منه ، أو من غيره ، أو حتى إدراك ، أن الوطن أعلى وأغلى من كل الأحزاب ، وأنه يحكمنى الإراده الوطنيه ، والحفاظ على مقدرات الوطن إنطلاقا من ضمير وطنى بحق الله ،  ومنهج الوفد الذى تعايشت معه سياسيا عبر قادته العظماء بحق في القلب منهم فؤاد باشا سراج الدين آخر الزعماء التاريخيين بمصرنا الحبيبه ،  وذلك منذ مايقرب من الأربعين عاما ولن أكون مصطفا إلا فى خندق الوفد هذا الحزب العريق الذى يمرض لكنه لايموت ، لذا يطيب لى أن أقول أننى وفدى في زمن الشموخ .

إنتابتنى حاله من الإنزعاج الشديد من تلك الدعوه السخيفه التى تتمنى الفشل لكل ماتقدمه الدوله ، أو تسعى لتحقيقه لأبناء الشعب ، بل يروجون على وجه السرعه لأكاذيب حول أى إنجاز يتحقق ، أو عطاء يقدم ، أو تنميه يسعى جميع المسئولين لتحقيقها ، لأن هذا يعكس أننا نندفع إلى طريق لايحمد عقباه لأن هذا النهج يمس ثوابت الوطن ، ولأنه لأول مره فى حياتى أرى بشرا يتمنون الفشل لوطنهم ، ويبتهجون لمجرد أن يخيل لهم خيالهم المريض أن فشل مسئول في أداء مهام وظيفته هو فشل للوطن وهذا فى تقديرى يمثل قمة الخبل . 

قد أتفهم أن بعضا من هؤلاء الذين عانوا من قسوة الظروف الإجتماعيه ، أو طالهم ظلم أمنى ، كمن تم تخطيه فى ترقيه وأتو بأحدث منه رئيسا عليه ، أو طاله ضابط أو فرد أمن بأذى ، أن يكون ناقما إلى أن نصوب لديه الأمور ، ويتفهم أن ماحدث قد يكون حاله فرديه ، وليس نهج عام وسلوك جمعى ، أما من لم يصله تلك الغايات النبيله ، وتم التوضيح والتصويب ،  لاأجد له عذرا أن يهيل التراب على الوطن ، ومن فيه أو يقزم كل شيىء لتصدير إحباط . بالمقابل يتعين أن ينتبه كل صاحب قرار أو قياده أمنيه إلى خطورة تنامى هذا النهج على كل الحياه ،  لذا عليهم وفورا إنصاف أصحاب الحقوق ، ورفع الظلم عن أي مظلوم لأن تزايد هذا النهج قد يصل بنا إلى طريق مسدود وهذا مالا نتمناه .

قولا واحدا .. يتعين أن نرسخ في الوجدان أن الخلاف على الوطن خيانه ، وأن يدرك الجميع جيدا أن هناك فرق كبير بين أن يختلف أى منا حول أداء مسئول أو مايصدره من قرارات بشأن معالجته لبعض الموضوعات ، أو تناوله لبعض القضايا ، بل ونعترض على طريقة تعاطيه للحلول ، ونرفض نمط تفكيره ، شريطة الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وتقديم رؤيه تصوب مانراه من خلل ، تتضمن معطيات يمكن البناء عليها ، على أن تخضع للدراسه والنقاش إنطلاقا من قاعدة أن رأى خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرى صواب يحتمل الخطأ .

أطرح هذا بضمير وطنى ينطلق من إنتمائى الحزبى حيث المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، أقول الصدق ، وأنتقد ماأراه خللا لتصويبه ، وتصحيحه ، وليس لإهالة التراب على من بالوطن لمجرد إنتمائهم للسلطه  ، والشماته فى من وقع منه خطأ ، أو من كان لديه قصورا فى الرؤيه عكست إخفاقا فى النتائج ، تأثرا بوجود تردى فى الفهم ، رغم أن ذلك باليقين إجتهاد أراه مطلوبا حتى لو كان بلا نتيجه فاعله لأنه على الأقل سيكون منطلقا للتعلم وعدم تكرار الخطأ . أتمنى أن يفرق الجميع بين الأداء السياسى المحترم ، والحزبى الموضوعى ، وأهمية أن يكون له مردود إيجابى على حياة أبناء الوطن ، أما إذا رأى بعض قصيرى النظرى ، فاقدى الرؤيه أن هذا نفاقا ، أومجامله فما أعظمه من نفاق ، وماأروعها من مجامله تلك التى تعظم الوطن ، وتدفع فى طريق البناء ، والتقدم عبر معارضه وطنيه محترمه .

وإقرأ أيضا