جاءت فلسفة التنسيق للحالات المرضية بين المستشفيات منطلقها الحفاظ على الأرواح ، وإنقاذ المرضى الذين تدهورت صحتهم بصوره غير مسبوقه ويحتاجون على وجه السرعه لمستشفيات بها أطباء من ذوى الخبره ، وأجهزه طبيه على أعلى مستوى ، وهذا هدف نبيل لاشك فى ذلك ، لذا كان توقيع بروتوكول التعاون المشترك بين مستشفيات جامعة طنطا ، ومديرية الشئون الصحيه بالغربيه فى 11 إبريل ٢٠٢٢، والذى شهده الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية فى ذلك الوقت ، والدكتور محمود ذكي رئيس جامعة طنطا فى ذلك الوقت أيضا ، وتشرفت بحضور فعالياته بمكتب محافظ الغربيه ، ويومها قدمت التحيه والشكر للجميع قادة طب طنطا ، وقادة مديرية الصحه بالغربيه ، لكن تلك الغايات النبيله تحتاج لسرعه فائقه فى التعاطى مع الحالات المرضيه ، من خلال قيام الأطباء بأداء غير مسبوق وإلا نكون كالتى نقضت غزلها ، ويكون كل مايتم طرحه فى هذا السياق كلام فى كلام .
كثيرا أرصد حالات بالمستشفيات التابعه لمديرية الصحه بالغربيه ، تخضع لهذا التنسيق لكنه يتم ببطىء شديد وعدم إحساس بالمسئوليه ، وليس أدل على ذلك ماحدث بالأمس مع إحدى الفتيات 17 عام التى تم نقلها لإستقبال مستشفى بلدتى بسيون بحاله سيئه للغايه حيث كان التشخيص المبدئى للحاله إلتهاب سحائى ، وتم التواصل مع اللجنه المقرره بالتنسيق بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه على مدى 4 ساعات وفيهم كان أهل الفتاه فى حالة إنهيار ، ومدير المستشفى الدكتور محمد الشرقاوى ومعاونيه وأطباء الإستقبال يستنجدون مثلهم بالمسئولين عن التنسيق بمديرية الصحه بالغربيه ، وكاد الأمر يتفاقم وتفقد الفتاه حياتها ، ويحدث مالايحمد عقباه من أهلها ظنا منهم أن هناك تقصير من أطباء المستشفى وذلك عكس الحقيقه ، لكن الناس لايعرفون إلا هم ، والبهوات المسئولين عن التنسيق بديوان عام مديرية الصحه بالغربيه مرحرحين ، ويجلسون فى التكييف ، ويشربون الشاى بالياسمين ، ولولا تدخل الدكتور محمد عينر وكيل مديرية الصحه بالغربيه ماتحرك هؤلاء البهوات ، وماتم إنقاذ الفتاه ، وماتم إحتواء الموقف المحتقن بين أهل الفتاه المريضه والأطباء بالإستقبال .
كشفت تلك الواقعه إلى أننا فى حاجه لمسئولين بقطاع الصحه يؤمنون بأن الطب رساله نبيله ، وليس أطباء منطلق آدائهم أنهم موظفين ، وكذلك يكونوا على مستوى المسئوليه الوطنيه والمهنيه ، بالضبط كما فى مستشفيات جامعة طنطا بقيادة العالم الجليل عميد العمداء الدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا ، ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة طنطا ، يبقى أنه لو كان هناك إداره حكيمه وحازمه بمديرية الصحه بالغربيه منطلقها ردع كل طبيب مقصر فى عمله ، أو ينطلق آدائه من نهج يفتقد للمسئوليه ، ماكانت تلك الرحرحه فى التنسيق كما أدركها عن قرب ، وماوجدنا تناميا لهذا النهج ، فالينتبه كل قيادة بالصحه بالغربيه لاتؤدى رسالتها لأن أى تهاون يساوى حياة مريض ، ويبدد جهد أطباء كرام يؤدون رسالتهم بالذمه والشرف إستشعارا بالمسئوليه كما ألمس لدى الخلوق المحترم الدكتور محمد سلام مدير مستشفى المنشاوى العام بطنطا .
خلاصة القول .. يتعين تصويب هذا الأداء على وجه السرعه ، وضبط الأمور بحيث تسير بسرعه شديده لأن لها علاقة بحياة المرضى ، وجعل نظام التنسيق للحالات المرضيه منطلقه آليه سريعه وعاجله للتواصل حتى يكون هناك تحرك سريع لإنقاذ المرضى وضبط الأداء ، وإستخدام التكنولوجيا الحديثه التى تعتمد على تسجيل تاريخ ورود التنسيق للحاله من المستشفيات ، وتاريخ التنسيق ، وحساب الوقت بين ورود الطلب ، وإنهاء الأمر الذى يتعلق بالمريض ، لأن هذا يحدد مواطن الخلل ، ونقاط القصور ومحاسبة كل مقصر عرض حياة مريض للخطر ، وأخذ أى طبيب مرحرح ووضعه فى مكان بارز على سبيل التجريس وذلك أملا فى التصدى لنهج الرحرحه التى تعرض حياة المرضى للخطر .