أراهن على وطنية وزير الزراعة أن ينقذ العاملين بمشروع التقاوى ببسيون
سيطرت المتناقضات على واقعنا المعاصر وغاصت فى أعماق حياتنا اليوميه إلى الدرجه التى معها بات من الطبيعى أن نتعايش معها ، وتصبح نمط سلوك ، ومنطلق تعامل ، وهذا لاشك أثر سلبا على تحقيق نجاحات وظيفيه ، أو حتى مجتمعيه ، أو إضافة ماهو جديد بالحياه بعد أن قتل الإبداع ، وتدمير الإبتكار ، وإستسلام الناس لليأس والإحباط ، حتى أننا أصبحنا نتندر على المصرى بتاع زمان ، الفلاح الذى كان يعمل من الفجر ، والعامل الذى كان يبتكر بالمصانع ، والموظف الذى كان مضرب الأمثال في النزاهة والشرف ، وهذا طبيعى لأن المصرى وجد نفسه يغوص في أعماق دائرة الإحباط ، تلك الدائره التى تأخذ الجميع إلى منحدرات كان من نتيجتها هذا التأخر كأمه والتردى كمجتمع .
الشواهد كثيره ، والوقائع متعدده يلمسها الجميع ، حتى أصحاب القرار أنفسهم لكن لاحراك ، ولاتصويب ، ولاإراده في التغيير للأحسن ، ولاحتى أمل فى التصحيح ، لإنفصام المنوط بهم ذلك عن واقعنا المعيشى ، لأنهم يعيشون في كوكب آخر حيث السيارات الفارهة ، والإقامه في القصور والفيلات ، وكذلك معاونيهم ، وأصبح كل هؤلاء يتحدثون بلغة الأرقام المضلله التي يضعها من يريد أن يوهم المسئول الأعلى بأننا نعيش في باريس ، ونجلس على نهر السين البديع وملتقى الأحبه ، وليس على حافة الترع ، وجوانب المصارف التي تزكم أنوفنا بالروائح الكريهة التي تنبعث منها ، وأصبحت لغة الأرقام كاذبه ، لماذا؟ لأنها ليست ترجمه لواقع يلمسه الناس في حياتهم ، ويشعروونه في معيشتهم ، الأمر الذى معه قتل الإبداع ، وسيطر الإحباط ، وفقدنا القدره على أن نعيش فى سعاده مثل كل الشعوب .
الآن وقبل أي وقت مضى يتعين أن نتوقف كثيرا أمام مايحدث في مجريات الحياه ، ونتفاعل معه إنطلاقا من تصويب بحق ، وليس عبر شعارات ، وهذا لن يتأتى إلا بتوافر إراده حقيقيه ممزوجه بإحصائيات صادقه وليست مزيفه ، ووقائع حقيقيه ، ومعايشه لواقعنا ، وليس إنطلاقا من أن كله تمام ، وتبنى فزاعة الترويج أن من يوجه نقدا للسلبيات هو من الخونه المأجورين الذين يريدون النيل من الوطن ، لذا يتعين سحقهم ، وتدميرهم ، وسبهم ، وشتمهم ، وإهالة التراب عليهم ، وإعتبارهم من الشياطين الذين يجب حرقهم ، والمارقين الذين يجب ان تتصدى لهم قوات الأمن النظاميه لحماية المجتمع من شرورهم ، فيعتلى الجميع الصمت إيثارا للسلامه ، وتتعاظم المشكلات حتى يصبح البعض منها عصيا على التصويب .
قد يفهم البعض من هذا الطرح الذى يعلم الله أنه نابع من ضميرى الوطنى ، أن الصوره كئيبه شديدة السواد ، لكن الحقيقه رغم ماطرحته من إخفاقات إلا أن هناك إنجازات على المستوى القومى ، وقرارات يتم إصدارها تصب في صالح المواطن ، ورغبة في التصويب والإصلاح كان هذا الطرح يأتي إنطلاقا من الرغبه أن نكون في أحسن حال ، وأن يتناغم كل مسئول مع مايبذله قرنائه من جهد عظيم يليق بمصرنا الحبيبه ، وهذا طبيعى لأننا نعيش في حياه فيها المخطأ والمصيب ، والنشيط والكسول ، لذا إنصافا ليس ذلك واقعنا في كل المجالات أو الأماكن الوظيفيه ، لأن هناك مسئولين يعملون بجد وإجتهاد ، ويتعايشون مع المواطن أدق تفاصيل الحياه ، ويصوبون الخلل من أرض الواقع ، ويتخذون القرارات حيث يدركون الخلل ، بل إنهم أرهقوا من حولهم من معاونيهم تأثرا بالجهد الكبير والعظيم الذى يبذلونه والذى يجعلهم يخجلون إذا قصروا لأنهم يرونهم يعملون بإخلاص ويتعايشون معهم المشكلات ، هؤلاء نماذج مشرفه في هذا الوطن وصوره مضيئه للمسئول المصرى ، وبهم ومعهم ندرك أن هناك أمل في تصويب الخلل .
يستقر اليقين بتلك الرؤيه إنطلاقا من شخص الخلوق المحترم الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه أستاذ الجامعه الذى تفوق في المحليات على نفسه ، ومعاونيه الرائعين ، القائمين على شأن مكتبه ، ومن ينكفئون من السير خلفه من سرعة تحركه ونشاطه المذهل ، وإستشعارا بالمسئوليه ورغبة في التصويب أجد أنه من الأهمية طرح نموذج لما أرى حتمية تصويبه وفورا دون إبطاء ، أو تسويف ، أو إختلاق الأعذار على هذا الذى أراه سخف ، خاصة وأن الوقائع اللامنطقيه كثيره وخطيره ومستهجنه بل ومستفزه حتى للحليم ، لعل أبرزها مأساة العاملين بعقد تدريبى بالإدارة المركزية لإنتاج التقاوي ببلدتى بسيون التابعه لوزارة الزراعه بأجر يومى يبلغ قيمته جنيهين ، نعم جنيهين في اليوم ، لذا أراهن على إنسانية إبن الغربيه الدكتور السيد القصير وزير الزراعه أن ينقذ العاملين بمشروع التقاوى ببسيون قبل أن أقوم بعرض مأساتهم على المعنيين بالأمر بالوزاره . يبقى ماهى الحكايه؟ تابعوا التفاصيل في مقالى المنشور غدا بإذن الله تعالى