رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : تاهت الحقيقة فتلاشت الإنسانية والأمل في الدكتور كريم بركات

 تاهت الحقيقة فتلاشت الإنسانية عن واقعنا المعاصر وإبتعدت عن حياتنا بالكلية ، وأصبحنا فى مجتمع فقد كثر فيه قيمة تلك الإنسانيه ، وتعاظم لديهم اللامعقول واللامفهوم ، وتنامى فى واقعهم الهزل ، وفقد مسئولين كثر نعمة أن يكون بداخلهم إنسان يهتز وجدانه مع المنكسرين ، خاصة أسيادنا من المرضى ، هؤلاء الأكارم الذين أرى أن رعايتهم  واجبا دينيا قبل أن يكون حق إنسانى ومجتمعى ، فرضه رب العالمين سبحانه على كل قادر على تبعاته لتتجلى رحماته على عباده ، لذا كان من نعم الله تعالى على عباده المخلصين التعايش مع أسيادنا من المرضى لله وفى الله وليس لمصلحه مجتمعيه ، أو غرض دنيوى ، أوالحاجه لأصوات إنتخابيه ، من أجل ذلك يطيب لى أن أحتضن كل أسيادى من المرضى ، وأزود عنهم كل مكروه وسوء ، لذا لاأتوقف عن المطالبه بحقهم ، والتصدى لمن يغفل عن واجبه نحوهم سواء كان مسئولا أو طبيبا ، أو تابعا لمنظومة الصحه ، ويرتفع صوتى مطالبا بحقهم لأن صاحب الحق قوى الحجه عظيم البيان .

بالأمس تناولت مأساة باحثة الدكتوراه إحدى فضليات بلدتى بسيون ، مع اللجان الطبيه بطنطا ، وسطرت ماكتبت بنبضات القلب الممزوجه بالبكاء على تلاشى الإنسانيه من مجتمعنا ، اليوم أطرح مأساه إجتماعيه أخرى لشاب بات من أسيادنا المرضى بعد أن تعرض لحادث بشع كاد يفقد قدمه بسبب حالة الترهل التى أصابت منظومة الصحه ، وإعترت القائمين عليها وهى تدمى القلب ، وتزلزل مضامينها مابقى لدى المسئولين من إنسانيه ، وماتبقى من خير بات من النوادر في هذا الزمان ، وإن لم يتحقق ذلك نقول على الدنيا السلام وندرك أنه لاأمل فى مسئول تجرد من الإنسانيه ولم يقدم عطاءا لأسيادنا من المرضى ، هو واجب مستحق عليه يتقاضى عليه من الدوله أجر .

محمد صلاح .. شاب من خيرة شباب بلدتى بسيون ، شاءت إرادة الله تعالى  أن يتعرض لحادث بشع ، تطلب إجراء عملية قطع خلفى وجانبى بالرباط الصليبى بالركبه اليسرى ، وتم وضعه في قائمة الإنتظار ، في ترتيب لو إنتظره سيتعفن قدمه ، وسيتم بتره ، وسيلحق بمن طاله الأذى بسبب قائمة الإنتظار الملعونه ، والتي أضرت بكثر من المرضى ، ولأن والده مواطن شريف ، وكان ضابط شرطه شرف وفخر للشرطه المصريه أداءا ونزاهة وخلق وإحترام ، أكرمه الله تعالى بالطيبين الذين عجلوا بإجراء العمليه إنقاذا لقدمه ، في القلب منهم الرائع العظيم الدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا ، والمتميز الدكتور على عمران الأستاذ بطب طنطا ، لكن يبقى عليه إنهاء إجراءات التحويل من التأمين الصحى ، وكان ذلك طوق نجاه بحق وإنقاذا لقدمه من البتر .

بالفعل حصل على تحويل من التأمين الصحى للمستشفى حيث يتمتع بالخدمه لديه ، لكنه فوجئ بأن التأمين الصحى وضع نظاما غريبا بالنسبه للتحاليل والمستلزمات ، قائم على أن المريض يقوم بالشراء ثم يحضر الفاتورة ويتم صرف قيمتها بعد ذلك ، ولم يكن أمامه إلا الإذعان لذلك وقام بتدبير قيمة تلك المستلزمات بشق الأنفس ، إلتزاما بهذا النظام ، وتم إدخاله مستشفى الجراحات الجامعى الجديد بعد عمل جميع الفحوصات ، والتحاليل المطلوبه على نفقته الخاصه ، وكذلك شراء مستلزمات العمليه من شركة الدلتا بطنطا بموجب فاتورة ألكترونيه بمبلغ 23 ألف جنيه ، وفاتوره أخرى بمبلغ 3450 من شركة حورس بطنطا ، لكنهم إشترطوا لإعتماد الفاتوره أن يقوم بدفع ضريبه على الفاتوره الخاصة بشراء المستلزمات بنسبة 14% لكى يحصل على ختم الشركه المورده ، وفعل ماطلبوه ، ثم توجه بالفاتوره  لقسم الحسابات  بالمستشفى لختمها بخاتم النسر طبقا لتعليمات التأمين الصحى ، وذلك لإسترداد قيمة المستلزمات ، رفضت المسئوله بقسم الحسابات إعتماد الأوراق بحجة أنه كان محجوزا بالمستشفى على قوائم الإنتظار .

خلاصة القول .. أتألم وأنا أقول تاهت الحقيقه بل ضاعت بين التأمين الصحى وضبابية قراراته وإجراءاته ، ومسئولة الحسابات بالمستشفى التابعه لولاية المديريه الماليه ، وعبثا يحاول والد المريض إفهام مسئولة الحسابات دون جدوى ، وكأنه تعرض لسحق من الجميع ، التأمين الصحى ، والحسابات ، وحتى الشركه التي إشترى منها المستلزمات وأعطاهم 14% حتى يتم إعتماد الفواتير طبقا لطلب الحسابات وفى النهايه يكون الواقع أخذ كل تلك الأوراق وإلقائها في سلة الزباله للأسف الشديد ، وكأننا أصبحنا بلا أي نظام يضبط واقعنا الإدارى ، الأمر الذى معه أطرح ذلك لتنبيه أصحاب القرار وواضعى السياسات بمايتم في أرض الواقع الذى إن كانوا لايعرفونه فتلك مصيبه ، وإن كانوا يعرفونه وصامتين فتكون المصيبه أعظم ، يبقى اليقين راسخ أن بهذا الوطن شرفاء كثر من المسئولين في القلب منهم وكيل وزارة التأمين الصحى الجديد بالغربيه الدكتور كريم بركات سيتفاعلون مع ماطرحت ، وسيقوموا بالتواصل مع المريض وأسرته لرأب الصدع وإستعادة الثقه ، وبالقطع سيستمعون منهم لمايدمى القلب ، وينبههم لمواطن الخلل الذى لايدركونه ، وفى النهايه المردود عظيم لأنه يتعلق بكيان دولتنا التي يجب أن نحافظ عليها جميعا بكل مانملك ، ونزود عنها كل مكروه وسوء .