يجب أن يحدث مرشحى الرئاسة مراجعة لأنفسهم وأحزابهم بعيدا عن جلد الذات
آن الأوان أن يتسم واقعنا السياسى والحزبى بالواقعية بما يليق بمصر التاريخ والحضارة
لعله من المناسب ونحن مازلنا في أجواء الانتخابات الرئاسية حتى إعلانها رسميا غدا أن أتناول بعض الجوانب السياسية ، إنطلاقا من مسئوليه وطنيه والذى معها يتعين وفورا قيام الأحزاب السياسيه التى خاض رؤسائها الإنتخابات الرئاسيه ، وحققت تلك النتائج الكارثيه شعبيا ، بتشكيل لجان متخصصه من قيادات الحزب تقوم بتحليل النتائج ، والبناء عليها ، إستعدادا لإستحقاقات إنتخابيه قادمه شيوخ ، ونواب ، وقد يكون محليات ، وإجراء مراجعه للإجابه على السؤال الجوهرى ماالذى حدث ؟ وذلك بغية الإصلاح ، وليس لجلد الذات ، شريطة أن يبتعد الجميع عن الهزل ونهج البحث عن شماعه يعلقون عليها فشلهم ، أو مبررا واهيا بالزعم بعدم وجود ضمانات للعمليه الإنتخابيه ، لأنهم طالما وافقوا على خوضها على هذا النحو الذى إرتضوه من ناحية الدعايه ، وآلياتها ، ونظامها ، لاحديث لهم فيما كان يجب أن تكون عليه الانتخابات من ضمانات على حد قول بعضهم .
الحقيقه اليقينيه تشير إلى أن واقع الحال على هذا النحو إن لم يتصدر مشهده عقلاء بتلك الأحزاب ، وإعتراف بالفشل لدى من أخفقوا ، والحديث بصراحه عن الضعف الذى إنتاب بنيان كل الأحزاب بلا إستثناء ، والعمل على جعل الواقع الحزبى والسياسى أكثر فاعليه ، وأعمق في الأداء ، وأقرب إلى المواطن ، سيكون نتيجته مزيدا من التراجع فى الأداء السياسى والمجتمعى ، وإخفاق متزايد في التجربه الحزبيه ، وتلاشى حقيقى للحياه البرلمانيه ، وإنعدام حقيقى أيضا وبصراحه لنموذج النائب الذى يولد من رحم الشعب ، ويأتي بإراده شعبيه حقيقيه وليست ديكوريه مهلبيه .
أطرح ذلك مؤكدا على أن الأحزاب السياسيه جميعها في مأزق خطير ، الأحزاب المحسوبه على السلطه بما إعترى كثر فيها من رحرحه ، وعشق الذات ، وتعاظم الأنا ، نظرا لعدم وجود منافسه حقيقيه ، كان من نتيجتها ضعف شديد في نوعية الأعضاء ، والأداء ، وكذلك الأحزاب المحسوبه على المعارضه والمستقله التي يطلق عليها أنها جميعا صنيعة نظام ، فتقزمت في شخوص المتصدرين لمشهدها خاصة أعضاء البرلمان منه بغرفتيه الذين نالوا الحصانه بلا عناء أو جهد شعبى فأصيبوا بالهزال لإنعدام المنافسه الحقيقيه مع الآخرين ، وهذا المكون الحزبى على هذا النحو ليس في صالح واقعنا السياسى ، ولا المجتمعى ، ولاحتى الدوله ذاتها ، لأن قوة الأحزاب من قوة الدوله وضعفها معول هدم في كيان الدوله ، لذا لابد من الإصلاح .
لعل أولى خطوات الإصلاح الإعتراف صراحة بأن مرجع هذا الوضع الحزبى المتردى ماطال الأحزاب من تهميش ، وتقزيم ، وحصار ، أوصلها إلى مرحلة الإحتضار ، ولعل ما رصده كل المعنيين بالإنتخابات من توهان الناس في الشارع ، والصعوبه الشديده لإقناعهم بأهمية المشاركه فرصة لمنحها قبلة الحياه ، وجعل الواقع الحزبى يتسم بالإحترام ، ويتمخض عن خبرائه دراسات تصب في خانة حل المشكلات والنهوض بالوطن ، وكذلك الإستفاده من الخبرات التي تحتويها تلك الأحزاب ، مع البدء فورا ودون إبطاء بإحداث ترميم سريع لتلك الأحزاب قبل أن يتهاوى بنيانها .
أرى حتمية أن يكون هناك حوار وطنى حقيقى ومحترم بشأن واقعنا السياسى والحزبى ينطلق من رؤية ، ومنهج ، وأطروحات ، إنطلاقا من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، حوار يفرضه مصلحة الوطن وليس الشو الإعلامى الذى ينتهى بمزيد من التهكم والسخريه والإحباط ، وليس حوار الطرشان ، أو المتلقين ، أو الذى يسبقه زخم شديد ثم يتلاشى ويتقزم حتى ينساه الجميع ، أو الحادث فى الغرف المغلقه بلا إدراك لأى مضامين . أعتقد أنه لايختلف معى حول مضامين ماطرحت وطنى مخلص ، أو راصد لواقعنا من الأجهزه ، أو محلل ينطلق من تحليله من حياديه وشفافيه .
يقينا .. قد يكون ماطرحته مؤلم لأنه يتسم بالصراحه ، لكنه المنطلق الوحيد لتصحيح المسار ، وإقناع الشباب ، وكل أصحاب الفكر والرؤيه والخبرات أن يكونوا فاعلين بتلك الأحزاب ، حتى يستفيد من خبراتهم الوطن ، وهذا النقد الذاتي الذى أحدثته أراه ظاهره صحيه لأن نهايته لاشك رؤية محترمه بحق تلك الأحزاب ، تعظم الإيجابيات ، وتكشف النقاب عن السلبيات ، وهذا يدفعنا إلى حوارات أعمق ، وهذا لن يتأتى أو يكون له نتائج فاعله إلا إذا كان هذا النهج في المراجعه منطلقه فك القيود التي كبلت الأحزاب ، لإنقاذ مايمكن إنقاذه من واقعنا الحزبى والسياسى . على أية حال غدا يعلن رسميا رتيس مصر لكن ماذا بعد ؟ تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله