نعــم : حركت الإنتخابات الرئاسيه المياة الراكدة وفرضت على الجميع الغوص في أعماق الواقع السياسى والحزبى
ضرورة الإنتباه إلى أن مايحدث حزبيا فاق الهزل بمراحل وأضر بالمكون السياسى للمجتمع
يقينا .. حركت الإنتخابات الرئاسية المياه الراكدة ، وفرضت على الجميع الغوص في أعماق الواقع السياسى والحزبى وحتى البرلماني ، إنطلاقا من وجود مخرج لحالة الجمود التي سيطرت عليهم ، حتى هجرهم قامات سياسيه رفيعة الشأن عالية القدر ، فحرم الوطن من خبراتهم ، وجهدهم ، بعد أن باتت السياسه مستنقع عفن يتحاشاه كل من يحترم نفسه ، خاصة بعد الحصار الذاتي الذى فرضه كثر على أنفسهم ليأثروا السلامه ، ويبتعدوا عن وجع الدماع ، بعد تلك الحاله من الهزل التى سيطرت على واقعنا الحياتى برمته .
لم أختلف مع من واجهونى بالأسئله من أن الحياه الحزبيه أصبحت غير واضحة المعالم ، ولاحتى التوجهات ، بالمجمل لبن سمك تمرهندى ، لذا يصعب معرفة من مع من ، ومن ضد من ، الأمر الذى معه وبوضوح شديد كان من الطبيعى أن أكون ومنذ فتره من المتفرجين وليس المشاركين فى هذا الهزل السياسى ، الذى فاق مرحلة الدجل والشعوذه السياسيه ، إلى أن تتضح الصوره ويخرج علينا مخلصين بهذا الوطن ، يصوبون مسلك تلك المرحله ، ويقتنعوا أن مايحدث فاق الهزل بمراحل ، وأضر بالمكون السياسى للمجتمع ، وسحق إرادة كثير من الساسه العظام ، أصحاب الخبرات ، لأنهم أغلقوا على أنفسهم بابهم ، وهم على حق ، وإقتصر العطاء السياسى فيما أرصده وأتناوله بالدراسه والتحليل ككاتب صحفى متخصص في الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ينتمى لجيل الرواد بنقابة الصحفيين .
مؤلم أن أقول راصدا ، ومتابعا ، ومتعايشا أن الأحزاب باتت كرتونيه ، تسبح بحمد هذا الحزب الوليد الذى ليس له تاريخ سياسى ، أو عمق مجتمعى ، حتى وإن كان قد ضم عناصر فاعله من الأحزاب الأخرى تتمتع بسمعه طيبه ، وتصدر قمته بالتشكيل العام والمحافظات شخصيات رائعه لو تركوها تمارس السياسه بداخل الحزب عن قناعه لتفوقت وأحدثت حراكا سياسيا رائعا بلا مساعده من أى أحد أجهزه كانت أو رجال أعمال ، لكنها الرؤيه المؤلمه التى تريد حياه سياسيه مريحه ومرحرحه ، ولاضير أن تحدث ضجيجا مع كل فاعليه لكننا لانرى طحنا كما يقول المثل اللبنانى .
ساهم ذلك كله في تهيئة المناخ أن يجعل الحزب الذى يحظى برعاية وعناية ودعم كل أجهزة الدوله نفسه وصيا على الحياه السياسيه برمتها ، وأرى ذلك من الطبيعى بعد أن إندفعت كل الأحزاب إليه لتنال جانبا من الدعم ، كل تلك التداعيات جعلته يخرج عن مقاصده وغاياته ويتحول وكأنه جمعيه خيريه تقدم المساعدات ، كما أدى عدم وجود حزب منافس له إلى إصابته بالترهل والبهتان وهذا فى الممارسه السياسيه أمر خطير ، لذا يتعين إعادة النظر في منهج وتفاعل وآليات الحياه الحزبيه ، وإفساح المجال أمام الأحزاب للتحرك في الشارع ، وتقليص عدد الأحزاب بعد أن أصبح كثر منها للوجاهة الإجتماعيه . تابعوا مقالى المنشور بعد غد السبت بإذن الله #مصر #الرأي_العام