يحلو للبعض أن يخرج، بجهل ، ليلعن ثورة 23 يوليو - وأصحابها ويقر بحنينه لأيام ما قبلها ويتباكى على ماضى كان أجداده فيه يعانون الأمرين
وهو مظلوم فى ما وصله، ومظلوم في سعى البعض للربط بين اوضاعنا الأن وثورة يوليو
ويكفى ان يسأل أى منهم أجداده او اباءه عن المستشفيات والمدارس والخدمات قبل يوليو ليقارنها بأوضاعنا الأن..
أما الحديث عن احتياطى الذهب و مساعدة بلجيكا واقراض انجلترا فهى أحاديث من نوعية الكوميديا السوداء
فكيف تتحدث عن مساعدات لأوربا وقروض لأنجلترا وانت لا تجد ما تكافح بيه حفاء أغلبية الشعب المصرى الساحقة
و بالطبع الحديث عن الحفاء يكفينا مؤنة الحديث عن سواه
خلينا بقى فى موضوع المستشفى الخشب
حتى مطلع تسعينيات القرن الماضى كان فيه مستشفى فى مدينة بسيون تعرف بإسم المستشفى الخشب..
وبالطبع لا يعرف الكثير من الشباب الأن أى شىء عن تلك المستشفى
فما قصتها؟
عندما قامت الثورة فى يوليو 1952 لم يكن يوجد أى خدمة طبية فى معظم انحاء البلاد ، بينما البلهارسيا والانكلستوما والاسكارس والتيفوئيد تاكل اجساد المصريين ، فى الوقت نفسه كانت الثورة تريد ان تصل للأقاليم بالخدمات وبأقصى سرعة
وكان نصيب بسيون المستشفى التى حملت اسم مستشفى الأمراض المتوطنة بينما عرفها العامة بالمستشفى الخشب..
ليه الخشب؟؟
استأجرت الدولة قطعة ارض كانت تقع على ترعة السلامونية خارج الكتلة السكنية وقتها، وبنت مجموعة من الأكشاك الخشبية لتقدم من خلالها خدمات طبية على وجه السرعة للمواطنين على صعيد مواجهة الأمراض المتوطنة وقتها، والتى تلاشت الأن تقريباً مع انتشار الخدمت الطبية بشكل كثيف
وبعدها بدأ بناء مستشفى بسيون المركزى على طراز متقدم
وبعد أن أتمت المستشفى الخشب مهمتها على أكمل وجه تم تفكيكها فى منتصف التسعينيات وإعادة الأرض لأصحابها بعد أن انتشرت الوحدات الصحية فى القرى لتقدم خدمات الرعاية الصحية
وعلى فكرة هناك الف قصة وقص مثل هذه على كل صعيد من صُعد الخدمات
دعك من الكلام الفاضى اللى بيضحكوا بيه على الناس من حياة حزبية و كلام فاضى لم يصل منه لأهلنا الفلاحين فى الأقاليم و القرى سحتوت واحد
عندما قامت ثورة يوليو وصلت للناس بخدمات ومستشفيات ومدارس ، صحيح بدأت محدودة لكن المواطن اللى كان بينه وبين اقرب خدمة طبية 100 كيلومتر أصبح يجدها على بعد 1 كيلومتر واحد، والناس التي كانت تتصارع بعضها على الحكم وعلى رضا الملك لم يكن لها أى علاقة بالناس الغلابة وهم الأغلبية الساحقة بإعتبارهم والمواشى حاجة واحدة
يوليو الخالدة نقلت الناس من ظلمات الفقر والجهل والمرض والحفاء إلى أفاق الحرية والعدالة