هذا الأسبوع مرت علينا ذكرى واحد من أبرز أعلام الإعلام المصري، و ابن من أبناء محافظة الغربية هو الإعلامي و النائب الأسبق حمدي الكنيسي
مرت الذكرى في صمت رغم أنها كانت تستحق صخبا و أضواءا كثيرة بحجم الشخص و تراثه و تاريخه العريض الذي يمتليء بكل ما يشرف ، و يزدحم بما يستحق أن نقدمه للأجيال الصاعدة لكي يتأكدوا أن تاريخ هذا الوطن و مسيرته تمتليء بالشخصيات التي قدمت الكثير و الكثير مما يجب التركيز عليه
شخصيا التقيت الاستاذ حمدي الكنيسي عام ١٩٨٧ و كنت وقتها طالبا في الجامعة و كان الكنيسي مرشحا وقتها مرشحا لعضوية مجلس الشعب و عضوا في مجلس إدارة النادي الأهلي، حيث اخترت و مجموعة من اصدقائي الشباب أن نشارك في حملته الانتخابية و نمثله في اللجان الانتخابية.
رغم ان تعيين الكنيسي في الإذاعة المصرية 31 أكتوبر 1963 إلا أن نجمه بزغ و لمع بشدة مع حرب أكتوبر حيث اخذ المخاطرة و عمل مراسلا حربيا تولى نقل تفاصيل المعركة و بطولات الجيش المصري عبر الإذاعة من خلال أشهر برنامج إذاعي عن الحرب وهو برنامج "صوت المعركة "، و"يوميات مراسل حربي". ثم تولى منصب رئيس قطاع الإذاعة في الفترة من 1 أكتوبر 1997 وحتى 18 مارس 2001 حتى بلوغه سن التقاعد
ظل الكُنيسى معتزا بدوره في تغطية حرب أكتوبر إعلاميا و نقله لتفاصيل المعركة ، و ظلت ذكريات النصر حاضرة خلال أحاديثه و دائما كان يردد : «أحمد الله أننى كنت جزءا من هذا المشهد العظيم، وأنى وُفِقت لأن أكون مراسلاً حربيًا للإذاعة في أكتوبر، ويكفى أننى رأيت فيها كيف يكون الإنسان المصرى عظيمًا ورائعًا وقويًا في مواجهة أخطر وأشرس التحديات، عشت وسط المقاتلين وهم يعلنون للعالم كله كيف أن الإنسان المصرى يمكن أن يتحدى المستحيل والعوائق المختلفة التي كانت تقف في وجه قواتنا المسلحة وكانت كفيلة بأن تمنع أي جيش في الدنيا من مجرد التفكير في مواجهتها، ومع ذلك قام بها جيشنا»
و كلما حلت ذكرى حرب أكتوبر المجيدة نتذكر الكنيسي و صوت المعركة و تدفق الذكريات التي عاشها وكيف شاهد بنفسه الجندى المصرى وهو يجرى خلف دبابة ويقفز فوقها ويفتح البرج ويلقى بقنبلة داخلها ويقفز من فوق الدبابة قبل أن تنفجر.
أجرى الكنيسي جط لقاءات عديدة مع أبطالنا ومنهم (طيار لطائرة ميج 17) ويدعى نقولا، وبإمكانيات هذه الطائرة المحدودة تم إسقاط طائرة إسرائيلية أمريكية «فانتوم حديثة جدا».
و يروي الكنيسي عن ذكرياته عن تلك الفترة و يقول بمجرد اندلاع الحرب مباشرة اتجهت لرئيس الإذاعة وقتئذ الإذاعى الراحل محمد محمود شعبان «بابا شارو» وقلت له أريد أن أتحرك لأن أكون المراسل الحربى للإذاعة، وأبدى الرجل دهشته ووافق بعد إعجابه بموقفى، وقلت له سأطالب باستدعائى للقوات المسلحة للقيام بهذا الدور، وساعدنى «بابا شارو» بالتواجد في المكتب العسكرى داخل ماسبيرو.
وواصل الكنيسى: «كان بالمكتب في هذه الفترة الفنان أحمد
بدير، والإعلامي أحمد سعيد، لكننى كنت أتحرك كل يوم بعد الفجر إلى الجبهة ثم أعود مساءً إلى ماسبيرو وكانت العملية على قدر أنها مرهقة لكن سعادتنا كانت كبيرة لأننا نقوم بعمل وطنى وإعجاز كان ينسينى هذا المجهود، خاصة مع الصيام، ولم أشعر معه بالجوع نهائيا، وذلك بسبب أننى كنت أرى أمامى أناسًا تُضحى بحياتها ببساطة لمجرد حبها للوطن. وشدد على أنه «بعد حرب أكتوبر لم يتوقف الحديث عن أهمية استحضار أو استثمار روح أكتوبر ولكن للأسف لم يحدث كما يجب أن يحدث».
وقال: كنت أرى أن روح أكتوبر كانت وراء إصرار الشعب المصرى على القيام بثورتين مبهرتين. وأعرب عن أمنيته في أن تظهر هذه الروح العظيمة في الوقت الراهن في معركة هي الأهم وهى الإنتاج والعمل، وأن نقبل عليهما بنفس الروح التي جعلت المقاتل المصرى يتحدى المستحيل ويحطم أساطير القوة الإسرائيلية، خاصة أننا حاليا في أمس الحاجة لحربنا ضد الإرهاب والمخططات التي تتعرض لها مصر منذ ثورة يوليو
ولد حمدي الكنيسي بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، كان رئيسا للالإذاعة المصرية في الفترة من 10 يناير 1997 وحتى 18 مارس 2001. حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة عام 1961 وأتم دراسته في الترجمة الفورية بالجامعة الأمريكية عام 1966. وقد عرف عن الكنيسي حلمه بإنشاء نقابة تحافظ على شرف مهنة الإعلام،
بدأ حمدي الكنيسي حياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي.
و عين مذيعا (قارئ نشرة ) بالبرنامج العام في عام 1963.
كما شارك في إنشاء مراقبة البرامج الثقافية والخاصة عام 1966.
و انتقل لإذاعة صوت العرب (مراقبا للبرامج الثقافية)عام 1971.
ثم مديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة عام 1988.
و رئيسا لشبكة صوت العرب بدرجة وكيل وزارة عام 1992.
و كذلك رئيسا لمجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون من فبراير 1988 وحتى عام 2001 بجانب منصبه.
خبيرا دوليا في الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى عام 1977.
مستشارا إعلاميا لمصر في لندن ونيودلهي من عام 1980 وحتى عام 1984.
رئيس تحرير أول مسموعة أصدرتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات في ديسمبر 1995.
أمينا عاما لمهرجان الإذاعة والتلفزيون في جميع دوراته.
أمينا عاما لمهرجان الأغنية العربية السادس.
عضوا في اللجنة العليا للمهرجان الدولى للأغنية ورئيسا للجنة الإعلامية للمهرجان.