من الواضح لكل ذي عينين أن وعي الأمة مستهدف و مستباح بشكل مرعب
و تشكل الميديا الحديثة و مواقع التواصل أهم ميادين و أدوات التلاعب بوعي الشعوب و تدميرها و إحلال أجهزة استقبال مبرمجة محل العقول و الامخاخ
تستقبل فقط بدون أي فلترة كل ما يلقى اليها من خزعبلات و تفاهات و ترفض بكل حماس و إصرار أي تفكير أو تدبر
و كما ذكرنا من قبل ان ثمانية او عشرة أشخاص يجلسون في أي مكان في العالم يستطيعون بشوية تفكير و مهنية و تخطيط فيما بينهم ان يصنعوا حالة في أي دولة في العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي
و عندما يشرعون في مهمتهم عبر مائتي جهاز تيلفون متصل بالشبكة العنكبوتية ستجد نفسك منخرطا معهم اتوماتيكيا في مخططهم للتلاعب بوعيك او بوطنك او بدينك و دين أمك كمان..
و الموضوع مجرب آلاف المرات و لا يوجد من يتعظ أو يتدبر الأمر أو يحتاط منه أو حتى يمتنع عن المشاركة و الترويج لما لا علم له به او بخططه و مستهدفاته
و تشكل ما نسميه بالمليشيات الالكترونية أو اللجان أكبر الخطر في معركة تغييب الوعي التي نتعرض لها.
و سواء كانت هذه اللجان مؤيدة أو معارضة فالخطر واحد
لأن اللجان بحكم تشكيلها و عملها هم اشخاص بلا عقل ، بل مجرد أدوات تعمل وفق أوامر و تعليمات مخططة، و بالتالي لا يسمح للعقول بالعمل داخل أي لجنة. فمن كان له عقل يعمل لا ينتظم في سرب إلا في حدود ما يتوافق مع قناعاته
و الخطر الماثل أمام كل ذي عينين الأن أن معركة تغييب الوعي التي بدأت داخليا منذ عقود أتت أُكلها الأن، و أصبحت العقول جاهزة لكل هباد أو هبادة على يوتيوب أو فيس بوك و تويتر، لكي يلقي فيها ما يريد من خرافات أو أكاذيب أو بلاوي
و صارت الأكاذيب اللامعة أكثر قابلية لدى المتلقي في مواجهة رفض للحقائق الدامغة
و يتزايد يوميا جمهور الكَذَبة في الفضاء الإلكتروني .
و يكفي ان تعرف ان بنت تافهة ليس لديها أدنى معرفة بما تقول لديها ٢ مليون متابع على قناتها على يوتيوب، يدفعون من قوتهم الضروري ثمن انترنت يمكنهم من متابعة ما تلقيه في عقولهم الفارغة عن التاريخ و أحداثه
هي نموذج لآخرين يرون أن تحقيق ثروات طريقه الوحيد تدمير هذا البلد عبر التلاعب بعقول أبناءه و تغييب عقولهم