عندما نزل أبونا ادم عليه السلام نزل الأرض و معاه أمنا حواء ، كانوا نازلين مؤمنين و موحدين و تائبين عابدين
و لما بدأت رحلة التكاثر و التوالد بدأ التغيير يحصل، بداية من خلاف ابنى ادم اللى انتهى بقتل الطيب هابيل و بقاء القاتل قابيل
و مع زيادة التوالد و انتشار البشر فى كل الأرض بدأت الناس تنسى و تغير و تبدل فيما تعلمه ادم عن رب العالمين، و علمه لأبناءه و أحفاده
فاحتاج الأمر لكى يرسل الله لهم رسلا و أنبياء لكى يذكروهم و يعيدوهم الى جادة الصواب
فكيف استقبل الناس الرسل؟
اخبرنا سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ان هناك انبياء ستأتى يوم القيامة و ليس خلفهم رجل واحد، و بعضهم خلفه رجل او رجلين او بضعة رجال، باعتبار ان كل نبى سيقف و خلفه كل من امن به ، فى يوم الموقف العظيم
و ربنا سبحانه وتعالى كان يرسل الرسل لكى تعيد الناس للحقيقة و التوحيد و لطريق الله ، لكن كانت الناس تواجههم برفض شديد و تسمعهم كلاما من عينة "وجدنا أباءنا يفعلون"
و الحقيقة ان كل الأمم التى جاءت قبلنا وصولا لأمتنا و امنت بنبيها، و اتبعت طريقته ثم باعدت السنوات بينها و بين وفاة نبيها ،حدث لها فى الطريق شوية حاجات، و تفرقت بين مُشدد عليهم و بين مُفرط لهم
و بين متشددين و مفرطين نشبت المعارك الكلامية و الفلسفية و ربما العسكرية ، و مع ازدياد وطيس تلك المعارك، انفض كثير من الناس عنهم، إلا من رحم ربى.. وعبث العابثون فى الأديان و غيروا و بدلوا، مما دعى الى أن يرسل الله المزيد من الرسل و الأنبياء، و هم كُثر، "منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص"
فبماذا كان يجيب الناس الرسل ؟
أغلبهم بالتكذيب و الرفض و المقاومة العنيفة، و كان الله ينصر أنبياءه بالمعجزات و انزال العذاب على المجرمين كما رأينا بنصوص القرأن الكريم
فهل اتعظ الإنسان؟
لأ طبعا .. و بعد شوية ينسى و يحتاج رسول جديد ليصحح له ما أفسده الناس
فكل الأقوام التى سبقت تسلمت رسالتها من نبيها بيضاء نقية ناصعة، و مع تباعد المدة بينهم و بينه قام منهم من يغير و يبدل و يطرح و يجمع و يضيف و يخصم حتى أوصلهم للكفر
و عندها يحتاجون لرسالة جديدة فهل يقبلون بيها؟؟
طبعا احنا عارفين ايه اللى حصل مع كل الأنبياء و المرسلين اللى ارسلهم الخالق لخلقه و معهم معجزاتهم، و كيف قاومهم قومهم مرة بعد مرة
فهل ياترى سيختلف الأمر كثيرا لو عاد السيد المسيح، او بعث سيدنا محمد أو سيدنا موسى للمسيحيين و المسلمين و اليهود الأن؟
و حاول كلُ منهم أن يصحح مفاهيم مغلوطة ، او ينسف فقها لم يأتى به، أو يحذف كلاما لم يقله و نسبه له البعض؟؟
هل يستجيب الناس بسهولة؟؟
لا تتعجل الرد .. لأن الأمر شديد الوعورة و الصعوبة، و ما يتم نقشه على عقول البشر من صغرهم لا يتم محوه بسهولة و ربما لا يتم محوه أبدا
و تقديرى أن الرد سيكون "احنا طلعنا لقينا أهلنا بيعملوا كدا و مشايخنا او رهباننا او قساوستنا قالوا لنا كدا، و إحنا ما نعرفش اللى بتقولوا عليه دا"
و جرب و اصدم حد بحكم يخالف ما اعتقده و نشأ عليه عمره من قلب صحيح تفاسير دينه، و شوف النتيجة
فالدين واحد منذ أدم عليه السلام وصولا الى محمد عليه الصلاة و السلام مرورا بكل الأنبياء و المصطفين الأخيار
و لكنها تعرضت للتعديل و التغيير و التبديل وفق الأهواء و تمزقت بين مشدد غليظ و مفرط متهاون
و انتهينا الى تلك الحالة من الصراع و التقاتل بين أنصار المشايخ و تابعين التابعين
و صار الانتصار للشيخ فلان أو الفقيه علان و لرأى ترتان و لتفسير فلان أهم من الدين نفسه و جوهره
و تلك هى الكارثة التى تتسبب فى انتشار موجات الإلحاد و الكفر بين شباب العالم بسبب أولئك الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا