رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: محاولة للفهم

عندما نزل أبونا ادم عليه السلام نزل الأرض و معاه أمنا حواء ، كانوا نازلين مؤمنين و موحدين و تائبين عابدين
و لما بدأت رحلة التكاثر و التوالد بدأ التغيير يحصل، بداية من  خلاف ابنى ادم اللى انتهى بقتل الطيب هابيل و بقاء القاتل قابيل
و مع زيادة التوالد و انتشار البشر فى كل الأرض بدأت الناس تنسى و تغير و تبدل فيما تعلمه ادم عن رب العالمين، و علمه لأبناءه و أحفاده
فاحتاج الأمر لكى يرسل الله لهم رسلا و أنبياء لكى يذكروهم و يعيدوهم الى جادة الصواب 
فكيف استقبل الناس الرسل؟
  اخبرنا سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ان هناك انبياء ستأتى يوم القيامة  و ليس خلفهم رجل واحد، و بعضهم خلفه رجل او رجلين او بضعة رجال، باعتبار ان كل نبى سيقف و خلفه كل من امن به ، فى  يوم الموقف العظيم
 و ربنا سبحانه وتعالى كان يرسل الرسل  لكى تعيد الناس للحقيقة و التوحيد و لطريق الله ، لكن كانت الناس تواجههم برفض شديد و تسمعهم كلاما من عينة "وجدنا أباءنا يفعلون"

و الحقيقة ان كل الأمم التى جاءت قبلنا وصولا لأمتنا و امنت بنبيها، و اتبعت طريقته ثم باعدت السنوات بينها و بين وفاة نبيها ،حدث لها فى الطريق شوية حاجات، و تفرقت بين مُشدد عليهم و بين مُفرط لهم

و بين متشددين و مفرطين نشبت المعارك الكلامية و الفلسفية و ربما العسكرية ، و مع ازدياد وطيس تلك المعارك، انفض كثير من الناس عنهم، إلا من رحم ربى.. وعبث العابثون فى الأديان و غيروا و بدلوا، مما دعى الى أن يرسل الله المزيد من الرسل و الأنبياء، و هم كُثر، "منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص"
فبماذا كان يجيب الناس الرسل ؟
أغلبهم بالتكذيب و الرفض و المقاومة العنيفة، و كان الله ينصر أنبياءه بالمعجزات و انزال العذاب على المجرمين كما رأينا بنصوص القرأن الكريم
فهل اتعظ الإنسان؟
لأ طبعا .. و بعد شوية ينسى و يحتاج رسول جديد ليصحح له ما أفسده الناس

فكل الأقوام التى سبقت تسلمت رسالتها من نبيها بيضاء نقية ناصعة، و مع تباعد المدة بينهم و بينه قام منهم من يغير و يبدل و يطرح و يجمع و يضيف و يخصم  حتى أوصلهم للكفر
و عندها يحتاجون لرسالة جديدة فهل يقبلون بيها؟؟
طبعا احنا عارفين ايه اللى حصل مع كل الأنبياء و المرسلين  اللى ارسلهم الخالق لخلقه  و معهم معجزاتهم، و كيف قاومهم قومهم مرة بعد مرة
  فهل ياترى  سيختلف الأمر كثيرا لو عاد السيد المسيح،  او بعث سيدنا محمد أو سيدنا موسى للمسيحيين و المسلمين و اليهود الأن؟
و حاول كلُ منهم أن يصحح مفاهيم مغلوطة ، او ينسف فقها لم يأتى به، أو يحذف كلاما لم يقله و نسبه له البعض؟؟
هل يستجيب الناس بسهولة؟؟
لا تتعجل الرد .. لأن الأمر شديد الوعورة و الصعوبة، و ما يتم نقشه على عقول البشر من صغرهم لا يتم محوه  بسهولة و ربما لا يتم محوه أبدا

و تقديرى أن الرد سيكون "احنا طلعنا لقينا أهلنا بيعملوا كدا و مشايخنا او رهباننا او قساوستنا قالوا لنا كدا، و إحنا ما نعرفش اللى بتقولوا عليه دا"
و جرب و اصدم حد بحكم يخالف ما اعتقده و نشأ عليه عمره من قلب صحيح تفاسير دينه، و شوف النتيجة
فالدين واحد منذ أدم عليه السلام وصولا الى محمد عليه الصلاة و السلام مرورا بكل الأنبياء و المصطفين الأخيار
و لكنها تعرضت للتعديل و التغيير و التبديل وفق الأهواء و تمزقت بين مشدد غليظ  و مفرط متهاون
و انتهينا الى تلك الحالة من الصراع و التقاتل  بين أنصار المشايخ و تابعين التابعين
و صار الانتصار للشيخ فلان أو الفقيه علان و لرأى ترتان و لتفسير فلان أهم من الدين نفسه و جوهره
و تلك هى الكارثة التى تتسبب فى انتشار موجات الإلحاد و الكفر بين شباب العالم بسبب أولئك الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا