رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. اّخر الأخبار

ندوة لمَجَلَّة الأزهر بـ(البحوث الإسلاميَّة) تستعرض الدروس النبويَّة في مواجهة التَّحديات الرَّاهنة

 

عقد مجمع البحوث الإسلامية، ظهر اليوم، النَّدوة الشهريَّة لمَجلَّة الأزهر الشَّريف تحت عنوان: (في ذِكرى المولد الشريف.. دروسٌ نبويَّة في عصر التحديات)، في إطار حملة #فاتَّبِعوه التي أطلقها المجمع؛ بمناسبة الذِّكرى العطرة لمولد النبي ﷺ، وذلك برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، وإشراف: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة.

وحاضر في النَّدوة التي نظِّمتها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلاميَّة بالمجمع واستضافتها الهيئة العامَّة لدار الكُتب والوثائق القوميَّة بالقاهرة، كلٌّ مِنْ: فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامَّة لدار الكُتب والوثائق القوميَّة، والدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة.

وناقشتِ النَّدوة عددًا مِنَ المحاور المهمَّة التي تُبرِز دَور السِّيرة النبويَّة في معالجة أزمات الواقع المعاصر؛ مِنْ خلال بيان القِيَم الأخلاقيَّة التي قدَّمها النبي ﷺ في ترسيخ الهُويَّة ومواجهة الانحرافات السلوكيَّة، واستلهام منهجه في إدارة الأزمات والتَّحديات، فضلًا عن إبراز تجرِبته في بناء مجتمعٍ قويٍّ متماسكٍ يقوم على العدالة والتكافل، ابتداءً مِنْ ميلاده الشَّريف، وانتهاءً بما أسَّسه مِنْ نهضة ورِيادة للأمَّة والإنسانيَّة.

وخلال كلمته في افتتاح فعاليَّات النَّدوة، قال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة: إنَّ الاحتفال بذِكرى المولد النبوي الشَّريف هو تجديدٌ للعهد مع رسول الله ﷺ، مشيرًا إلى أنَّ هذه الذِّكرى كانت على الدَّوام موضع عناية العلماء الكبار الذين خلَّفوا مؤلفاتٍ خالدةً حولها؛ مثل: الإمام السيوطي، وابن الجزري، والحافظ العراقي، وصولًا إلى مؤلَّفات المعاصرين؛ كالشيخ أحمد الدردير.

وأضاف الدكتور الجندي أنَّ الأزهر يُولِي عنايةً خاصَّة بهذه الفعاليَّات؛ لكونها فرصةً لترسيخ المحبَّة في القلوب، مبيِّنًا أنَّ القول بتحريم المولد على الإطلاق قول غير صحيح، فالبِدَع تنقسم إلى: حسنة، وسيئة، والاحتفال بذِكرى المولد النبوي مِنَ البِدَع الحسنة ما دام منضبطًا بالشرع، وأنَّ عدم فِعل الصحابة للاحتفال بالمولد لا ينفي مشروعيَّته، كما أنَّ هناك مستجدَّاتٍ أقرَّها المسلمون بعدهم؛ كجمع القرآن في مصحف واحد، وصلاة التراويح جماعة.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ مقاصد الاحتفال تتلخَّص في شُكْر الله -تعالى- على نعمة بعثة النبي ﷺ، وتعميق المحبَّة، والتَّذكير بسيرته العطرة، وأنَّ صور الاحتفال الشرعيَّة تتنوَّع بين قراءة السيرة، والإنشاد، وإطعام الطعام، مستشهدًا بقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}.

وأشار فضيلته في ختام كلمته إلى نماذجَ مِنَ القِيَم النبويَّة في بناء الفرد والمجتمع؛ مثل: قيمة التفكير، والمراقبة، والرحمة، وخدمة الأسرة والمجتمع، والتسامح والعفو، مشدِّدًا على أنَّ هذه القِيَم تمثِّل أساسًا راسخًا لبناء الوعي المعاصر. 

وفي مستهلِّ كلمته رحَّب الدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامَّة لدار الكُتب والوثائق القوميَّة بالحضور الكريم، مثمِّنًا التعاون البنَّاء بين الهيئة والأزهر الشريف، كما أشاد بدَور فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، في نَشْر الوعي الدِّيني والثقافي وتعزيز قِيَم الانفتاح والحوار الحضاري.

 وقال الدكتور طلعت: إنَّ الحضارة الإسلاميَّة قامتْ على أخلاق النَّبي ﷺ وسماحته، وإنَّها استطاعتِ استيعاب الحضارات الأخرى وبناء منظومة إنسانيَّة راقية، واصفًا الميلادَ النبويَّ الشريفَ بأنَّه كان البداية الحقيقيَّة لنهضةٍ إنسانيَّةٍ امتدَّت آثارها إلى شتَّى بقاع الأرض.

وأشار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامَّة لدار الكُتب والوثائق القوميَّة إلى أنَّ الفنَّ الرفيع الذي يسمو بالوجدان لا يتعارض مع الإسلام، بل هو جزءٌ مِنَ البناء الحضاري، وأن مَنْ يتَّهم الفِكر الإسلامي بالجمود عليه أن ينظر إلى ما أنجزته الحضارة الإسلاميَّة في مختلِف المجالات العِلميَّة والثقافيَّة والفنِّية، مستعرضًا أبرز الآثار الإسلاميَّة التي تعكس عبقريَّة هذه الحضارة وعمقها.

مِنْ جانبه، أكَّد الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة بالمجمع أنَّ صاحب هذه الذِّكرى العطرة هو النُّور الذي أضاء ظلمات الكون، وأنَّ الاحتفاء بمولده الشريف لا يعني أنَّ الأمَّة نسيت نبيَّها لحظة؛ وإنما هو تجديدٌ للعهد معه ﷺ.

واستعرض الدكتور خليل كيف عالج النبي ﷺ أزماتٍ معقَّدةً لم يتمكَّن كبار العلماء والمفكِّرين مِنْ إيجاد حلول لها؛ سواء في القضايا الاجتماعيَّة أو الاقتصاديَّة أو السياسيَّة، موضِّحًا أنَّ أزمة جائحة (كورونا) أظهرت للعالَم قيمة الرجوع إلى هدي النبي ﷺ في النظافة، والوقاية، وإرساء قِيَم التضامن والتكافل.

ولفت الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة إلى أنَّ النبي ﷺ علَّم الأمَّة التي قال الله عنها: {كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ}، وحوَّل العرب من أمَّة رعويَّة متفرِّقة إلى أمَّة حملتْ رسالةً حضاريَّةً ساميةً، حتى شهد المنصفون مِنَ المستشرقين –ومنهم: توماس كارليل– بأنَّ النبي ﷺ صنع مِنْ أمَّة صغيرة حضارةً قادتِ العالَم.
 
وتَعقد مَجَلَّة الأزهر ندواتٍ حواريَّةً تستضيف فيها كبار علماء الأزهر ومصر في التخصُّصات الشرعيَّة والأدبيَّة والثقافيَّة والقانونيَّة وغيرها؛ لمناقشة أهمِّ قضايا العصر، وطَرْح الحلول المناسبة لها، وتناول الأفكار التي يطرحها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، كما تُناقِش أهمَّ الكُتب حديثة الصُّدور التي ألَّفها كبار العلماء، والقضايا التي يُثيرها كُتَّاب المقالات المنشورة في المَجَلَّة.