صدر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «المرأة في مصر.. في العصر البيزنطي (284- 641م)» للدكتورة هويدا سيد علي.
يتناول الكتاب وضع المرأة في مصر في العصر البيزنطي، حيث أن الدراسات المتعلقة بمصر البيزنطية والتي تتناول تاريخ تلك الفترة بالنسبة لدارسي التاريخ الوسيط كانت فترة مهمة في تاريخ مصر لم تلق حظا كبيرًا من الدراسة، فهى فترة الانتقال بين الفترة الرومانية الوثنية والتي تعددت فيها الآلهة والفترة البيزنطية المسيحية، رغم كونها إمبراطورية واحدة، لكن جرت أحداث مهمة غيّرت من صورة الحياة ليس على المستوى السياسي والديني فقط بل على المستوى الاجتماعي، فلقد حدثت تغيرات جذرية في العديد من مظاهر الحياة والمجتمع نتيجة تأثير المسيحية، وإعادتها تشكيل أركان المجتمع وحياة الأفراد.
وبما أن المرأة تمثل جزءًا رئيسيا من المجتمع ومن الكيان الأسرى فقد اختلفت وضعية المرأة ومكانتها خلال هذه الفترة، ففي بداية الفترة الرومانية ووفقًا للقانون الروماني لم يكن لها أي حقوق بل تعتبر تابعًا للرجل، حتى الشهادة فى المحاكم كانت لمن لها ثلاثة أولاد، وكانت دائما تحت وصاية الرجل، بل إن القانون الروماني في البداية كان لا يصرح للرومان بالزواج من المصريات ولا يلحق الابن بأبيه، حتى بعد منح الولايات حق المواطنة ظلت المرأة فى وضع أدنى فكانت هناك أنواع عديدة من الزواج منه زواج كامل الأهلية وغير كامل الأهلية، وزواج متعة لا يلحق الأبناء بأبيهم، إلى أن جاء جستنيان وأصدر عددًا من القوانين تتعلق بالأسرة والأحوال الشخصية. ولقد تغير وضع المرأة وفقًا لتعاليم المسيحية، فأصبح للرجل زوجة واحدة
والدراسة تلقى الضوء على وضع المرأة فى هذه الفترة والتغيرات التي طرأت على المجتمع، وتمدنا الوثائث البردية بالعديد من مظاهر الحياة وما تمثله المرأة من أهمية اجتماعية.
ويعرض الكتاب لاحتفالات الخطبة والزواج وميلاد الطفل ودور المرأة، وكيف كانت السيدات يحرصن على ارتداء أجمل الثياب، وكيف تطورت الملابس وزخارفها ونوعيات نسجها، وكيف حرصن على ارتداء حلى أو استعملن أدوات الزينة، كما يعرض لوضع المرأة في الطبقات الدنيا وما تعرض له النساء نتيجة الفقر، وما أدى إلى ارتكاب بعض الجرائم وموقف القانون منهن.