يعتبر شارع الخان في مدينة طنطا، بمحافظة الغربية، من أماكن التراث التي استمرت منذ بدايات القرن الماضي، حيث يحمل في طياته ذكريات مجتمع مزدهر ومتنوع، كان الشارع في السابق يضم مجموعة من المحلات التي تختص ببيع الأقمشة والصيانة الساعات اليدوية ومستلزمات المفروشات، وتحول بعد ذلك ليتماشي مع العصر الحديث وإيقاعه السريع بين تراث يحمل ذكريات الماضي وتطلعات المستقبل.
شارع الخان بطنطا: ماضٍ يتلاشى وحاضرٌ يتجدد
أحد أبرز المعالم التجارية في خان يعقوب، أو شارع الخان كما تحول إسمه في العصر الحديث، أنه كان يضم مجموعة من المحلات المتخصصة المتنوعة، ومع مرور الزمن، تم تغيير نشاط بعض محلات الساعات لتصبح محلات لبيع الأدوات المنزلية والنجف، والأقمشة لتصبح لتجارة الملابس الجاهزة، وتطورت المفروشات اليديوية لتصبح مفروشات مصانع وبأسعار شعبية، وذلك تماشيًا مع احتياجات العصر وتوجهات السوق، وبالفعل، أصبحت معظم المحلات في الخان تختص في بيع الملابس الجاهزة، بل وأصبح الباعة الجائلين هم المسيطرين على السوق، حيث تتوفر المنتجات بأسعار في متناول الجميع، وبالتالي، أصبح الخان وجهة شعبية يقصدها أهالي طنطا والقرى المجاورة والمراكز المجاورة أيضًا، نظرًا لتنوع المنتجات المتاحة وتوفرها بأسعار منخفضة، وأصبح أحد أشهر الأسواق الشعبية للملابس الجاهزة والمفروشات والأدوات المنزلية.
وجهة تجارية وثقافية تجمع بين الأصالة والحداثة
وأكد محمد اسعد، أحد ورثة المحلات بالخان، أن تفاصيل الشارع والخان ومحلاتهم قد تغيرت عما كانت عليه في الماضي، فقد اختفت محلات بيع الأكفان التي كانت تعتبر جزءًا هامًا من الخان، كانت هذه المحلات تخصصًا لعائلة سورية تدعى عائلة توكل، والتي كانت تعد واحدة من أبرز العائلات في تجارة الأقمشة ومتخصصة في صناعة وتجارة الأكفان، ومع ذلك، هاجرت هذه العائلة من مصر ولم تستمر في عملها، وبالتالي انخفضت أهمية تجارة الأقمشة في هذا السوق وأختفي أحد اهم التجارات فيه حيث كان شراء الكفن من خان يعقوب سيئًا رئيسًا للأهالي في طنطا في القرن الماضي.
ويقول مصطفي جمعة، أحد اصحاب المحلات القديمة، وقد حول نشاطه من صيانة الساعات إلي بيع ساعات الحائط والنجف وأدوات الإضاءة والمفروشات الحديثة والأدوات المنزلية، يُعتبر شارع الخان في طنطا تحفة تاريخية تحمل في طياتها تاريخًا غنيًا وتراثًا متنوعًا، ويجسد الشارع روح الماضي والحاضر في آن واحد، حيث يجمع بين التجارة التقليدية والتجارة الحديثة، مطالبًا بالحفاظ على هذا الشارع ودعمه معتبر ان ذلك مسؤولية مشتركة بين السلطات المحلية وأهالي طنطا للحفاظ على هويته التاريخية وتعزيز دوره في تطوير الاقتصاد المحلي وجذب الزبائن والمستثمرين، فهو وجهة تجارية وثقافية تجمع بين الأصالة والحداثة.
بنية تحتية وتنوع تجاري يستحضر التاريخ
وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على شارع الخان، إلا أن بعض المحلات القديمة ما زالت قائمة حتى اليوم، وتشمل محلات: “مصطفى جمعة ومحمد أسعد والتركي والإسكندراني والبدوي وأبو حميد وعبد الواحد الشيتي”، وعلى الرغم من تغيير أنشطتهم التجارية، إلا أن هناك خمسة محلات قديمة ما زالت تعمل حتى الآن، في حين تم تأجير وبيع المحلات الأخرى لأغراض تجارية مختلفة، بالإضافة إلى بعض المحلات التي تختص في بيع المفروشات التي إستمرت مع تغيير نوع المفروشات المعروضة لديها.
من الجدير بالذكر أن شارع الخان تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث شهد تطورًا وتحسينًا في بنيته التحتية والمرافق المتاحة، تم تحديث الشارع وتجديده ليكون مكانًا أكثر حداثة وجاذبية للزوار والسكان داخل وخارج طنطا، مما ساهم في زيادة نشاط السوق وتنوع المنتجات المتاحة، ويعد شارع الخان مصدرًا للفخر والهوية المحلية في طنطا، ويحتضن الشارع العديد من الفعاليات والمروثات الثقافية والاجتماعية والتجارية، مما يعزز الروح التجارية والتراثية للمدينة، ويعتبر الخان وجهة مهمة للزوار الذين يبحثون عن تجربة تسوق فريدة واكتشاف منتجات محلية متنوعة ذات أسعار في متناول الجميع.