رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب: المعارضة الوطنية المسئولة أحد أبرز مكونات النظام

يقينا .. كثر يعيشون الآن حالة غير مسبوقة من الإنهزام النفسى ، لذا بات من الطبيعى أنه لاإحترام لرأى ، ولاتوقير لخلاف ، ولاقبول بالرأى الآخر بأى حال من الأحوال ، الأمر الذى بات معه نعت كل من هم قريبين من صنع القرار بأنهم منافقين ،  ومجرمين ، وفاقدى الوطنيه ، ومتخلين عن المبادىء ، حتى ولو كان من بينهم أكبر الخبراء ، وأعظم المبدعين ، على النقيض من ذلك نجد من ينعت كل من كان لديهم بعض القناعات ، أو فرضت عليهم الظروف ألا يقتربوا من دائرة صنع القرار طوعا أو كرها بأنهم مجرمين عتاه فى الإجرام ، بل والترويج بأنهم مغضوب عليه ، وكأنها إشاره أن يكون عرضهم مستباح ، ودمهم مباح ، الأمر الذى معه يصبح من الطبيعى أن تلوكهم الألسن ، ويدور حولهم غمزا ولمزا حيثما يكونوا ، بل وتنسج حولهم الحكايات التى تتسم بالنقائص ، وبذلك تتوه الحقيقه وتتحول ساحات الرأى إلى منطلقات للردح .

نعــــــم .. نعيش الٱن حاله غير مسبوقه من التردى ، والتجاذب ، والتشرذم ، الأمر الذى معه فقدنا قيمتنا ، وهوت أقلامنا ، وتعاظم النفاق بيننا حتى بات منهج حياه ، فتاهت الحقيقه خاصة بعد تذبذب المواقف ، وإنهارت القناعات السياسيه ، وضعف الأداء الحزبي ، وتسابق الجميع لحجز مكانا فى الصداره بغية الوصول إلى مبتغاهم من الشهره والمكانه الإجتماعيه ، وتحقيق المكاسب الماديه ، والوصول لمواقع نيابيه ، دون إدراك منهم أن هذا الوطن الغالى به مسئولين بأجهزة الرقابه ودائرة الحكم ، ودولاب العمل الإدارى على مستوى المسئوليه الوطنيه ، حيث يتميزون بالحكمه ، والفهم ، والوعى ، ويدركون جيدا أبعاد هذا المنحدر الخطير الذى يضع الجميع فى دائرة الصراع الوهمى الذى يشغلهم عن التنميه ، وتحقيق التقدم والإزدهار ، وبناء مجتمع راقى ننشده جميعا ونتمناه لأبنائنا وأحفادنا .

أبدا لايمكن لمخلصين بهذا الوطن أن يصمتوا حيال هذا النهج الإجرامى الذى يحاول البعض فرضه علينا ، والقائم على تشويه الآخر ، إثباتا لولاء زائف ، وإنتماء متهاوى ، يبقى اليقين راسخ أن الجميع يدركون أن هذا النهج البغيض المتعلق بالنهجين لايصب فى صالح الوطن ، ولايؤسس لحياه سياسيه او مجتمعيه محترمه يعلى فيها شأن الناس وتوقيرهم ، خاصة بعد أن تحول الخلاف إلى مايشبه ساحة الحرب ، فتنامى مع ذلك الخصومات ، الناجمه عن التطاحنات ، الأمر الذى يستلزم أن يكون هناك موقف حيال ذلك ، لأنه لنا أن نتخيل وضع المجتمع إذا ناصب كل منا الآخر العداء لمجرد أنه لم يقتنع برأيه ، أو إختلف مع تصوره ، أو تحفظ على قول له فى يوم من الأيام  ، أو نهج سياسى إنتهجه تأثرا بمناخ عام لكنه تراجع عنه بعد ثبوت ضلاله ، دون إدراك أننا لسنا فى مجتمع ملائكى ، لذا من الطبيعى أن يكون للجميع منعطفات إذا طرحت يكون وفق هذا النهج أن يتم تغيير الشعب إلى شعب آخر ، وسحق الساسه وصنع ساسه كيوت بلا قيمه ، أو خبره ، أو تجربه ، أو هدف ، يكون من نتيجته مجتمع ساسته ومتصدرى المشهد الحزبى بمعظم الأحزاب من لاهوية لهم ولاقيمه .

يزيد على ذلك أننا سنرى أنفسنا نتعايش مع الإنقسامات التى يكون من الطبيعى معها أن الجميع يقاطع بعضهم البعض ، ويكيد كل منهم للآخر ، بالتالى لن يبقى لكل منا صديق واحد نأنس به ، ونسترشد برأيه ، ونلتمس لديه النصيحه ، ودون أن ندرى سنجد أنفسنا عباره عن مجموعات متنافره متطاحنه يدمر كل منا الآخر ، وينشغل كل منا بالصراعات وننسى مايجب أن نقدمه لهذا الوطن الغالى ليعلو ويرتفع ويتقدم  .

خلاصة القول .. لنا أن ننتبه ، أن المعارضه الوطنيه المسئوله التى تعلى من قدر الوطن ، وتتمسك بأن يكون فى عليين  ، ليست جزءا من النظام فحسب بل هى أحد أبرز مكونات النظام ، شاء من شاء ، وأبى من أبى ، لأنه واقع محترم ، لذا يجب أن يتصدى الجميع لتلك الأخطاء الكارثيه التى تعمق التضليل ، خاصة مايروج له البعض زورا وبهتانا أن كل من هم قريبين من صنع القرار أو بمنظومة الحكم منافقين ، مجرمين ، يستحقوا التجريح والتطاول ، دون إدراك منهم أن هؤلاء قد يكونوا بعقلهم الراشد أحد ركائز ضبط الأداء ، وتصويب الأخطاء ، والتصدى للخلل ، وتقريب وجهات النظر بين من بالسلطه والفصائل الأخرى طالما كان هناك أرضيه مشتركه مؤداها الحفاظ على مصرنا الحبيبه ، ورفعة وطننا الغالى ، خاصة بعد أن إمتد الهزل لمعيشة الناس حيث هذا الغلاء الفاحش .. كيف ؟ تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله