عادت الأسهم الأمريكية لتسجيل المستويات القياسية، بعد كبوة الأربعاء، مدفوعة بالإعلان عن نتائج أعمال فاقت التوقعات للعديد من الشركات، وبالتزامن مع ظهور تقرير وظائف أظهر تعيينات قوية للشركات في شهر يناير الماضي.
وبنهاية تعاملات الجمعة، سجل مؤشر داو جونز الصناعي إغلاقاً قياسياً، بعد ارتفاعه بنسبة 0.35%، وواصل مؤشر إس أند بي 500 الأوسع نطاقاً تسجيل الإغلاقات القياسية هو الآخر بعد ارتفاعه بنسبة 1.07%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتوقعات سعر الفائدة، بنسبة 1.74%.
وارتفعت أسهم شركة «ميتا»، المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك»، بأكثر من 20%، بعد أن أعلنت عن تجاوز نتائجها الفصلية، سواء من حيث الإيرادات أو الربحية، توقعات المحللين.
وأعلنت الشركة أنها ستوزع أرباحاً على المساهمين للمرة الأولى، كما أعلنت عن موافقتها على برنامج إعادة شراء لأسهمها بقيمة 50 مليار دولار.
وأيضاً قفز سهم شركة أمازون، عملاق تجارة التجزئة، بنسبة تقترب من 8% بعد إعلان الشركة عن تحقيق أرباح فاقت توقعات المحللين في الربع الأخير من عام 2023.
وتغلبت نتائج أعمال الشركات على تقرير الوظائف القوي، الذي تم الإعلان عنه قبل بدء التعاملات الرسمية يوم الجمعة، وساهم في ارتفاع عوائد السندات.، بحسب وسائل إعلام دولية.
وقفز عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 17 نقطة أساس، ليصل إلى 4.02%، بعد أن أعلنت الحكومة عن إضافة الاقتصاد الأمريكي 353 ألف وظيفة في يناير، وهو ما كان أعلى بكثير من تقديرات الاقتصاديين، التي توقفت عند 185 ألف وظيفة.
وتضمن التقرير الحكومي بيانات أخرى أثارت مخاوف تضخمية، حيث أظهر تسجيل نمو أكبر من المتوقع في الأجور، بلغ 4.5% على أساس سنوي، وهو ما كان أكثر من التوقعات التي قدرته بنسبة 4.1%.
ودفع هذا التقرير إلى تأجيل خفض البنك الفيدرالي لسعر الفائدة، ربما إلى النصف الثاني من العام. لكن المستثمرين ركزوا بدلا من ذلك على مرونة الاقتصاد وكيف سيستمر ذلك في تعزيز أرباح الشركات.
وقال ديلان كريمر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Certuity لخدمات الاستثمار إن «حركة أسعار الأسهم يوم الجمعة تؤكد أن شركات التكنولوجيا يمكن أن تغرد خارج السرب بسبب قوة نتائج أعمالها، رغم المخاوف التي ظهرت مؤخراً من تأجيل خفض أسعار الفائدة».
وكانت الأسهم الأمريكية قد تراجعت يوم الأربعاء، بعد أن قال جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، إن البنك المركزي على الأرجح لن يخفض أسعار الفائدة في مارس، على عكس ما توقعت الأسواق.
وجاءت كلمات باول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد الإعلان عن تثبيت أسعار الفائدة الفيدرالية في الاجتماع الرابع على التوالي، عند نطاق 5.25% - 5.50٪.
وألمح باول أيضاً خلال المؤتمر إلى اقتراب البنك المركزي الأكبر في العالم من عكس دورة التشديد التي بدأها قبل عامين تقريباً، إلا أنه أشار إلى عدم وجود حاجة للتعجيل بخفض الفائدة.