حب الزوجة عِبادة
(هههههههههههه)
أظن أن هذا أول تعليق على هذا العنوان؛ لأن التنافر بين الأزواج أصبح اليوم هو الأساس في كثير من البيوت، والحب والود بينهما أصبح أمرا غريبا، والأغرب منه هذا العنوان، وأن يكون حب الزوجان لبعضهما طاعة وعبادة.
ولكن أليس حب الوالدين فطرة في بني البشر، وفطرة في غير بني البشر من الطير والحيوان، وحب الوالدين من أجل العبادات (بر الوالدين)، وكره الوالدين كما أنه يتنافى مع الفطرة، فهو من أكبر الكبائر (عقوق الوالدين).
كذلك حب الغريزة الجنسية فطرة في البشر وسائر المخلوقات وقد تعجب الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ أنفسُهم أن يرتقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحب هذه الغريزة إلى درجة العبادة، وأن فيها أجر، فقالوا: يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! فأقنعهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقياس العكسي, وأسكتهم بقوله: "أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس عليه وزر؟", قالوا: بلى, قال: " فكذلك إذا وضعها في الحلال، يكون له الأجر".
فاستمتع أيها الإنسان بمحبة الحياة وبكل حب فطري فهو عبادة, واستمتع أيها الحبيب بمحبة الوالدين ومحبة الأولاد ومحبة المال الحلال ومحبة النوم والراحة، ما لم يخرج هذا الحب عن سياقه المشروع.
استمتع أيها الزوج بمحبة زوجتك وتعمق في حبها, واستمتعي أيتها الزوجة بمحبة زوجك وتعمقي في حبه, فبهذا الحب الله عز وجل ينادي عليكما يوم القيامة, ويقول: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي", وجددا دوما الحب بينكما بالبسمة والمزاح والكلمة الطيبة والرسالة العطرة, فإن اللقمة يضعها أحدكما في فم حبيبه له بها أجر وثواب عند ربه, كما أخبر بذلك الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وليحنو كل محب على حبيبه ويفديه من سهام النزاع والشقاق التي يطلقها إبليس؛ لقطع الميثاق الغليظ وصلة الحب بينكما.
فلنجدد مفهوم الحب, ولنجدد مفهوم العبادة, فأي عبادة أحب إلى الله تعالى يتقرب بها العبد إلى ربه من عبادة المودة والرحمة؟! التي غرسها الله عز وجل بيده بين الأزواج في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ﴾[الروم: 21].