رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب بلطجة الشوارع والكسب الحلال .. وبلاغ لمدير امن الغربية

من اكثر الأشياء إزعاجًا ومجهودًا وهمًا في هذة الأيام الحصول علي مكان انتظار لسيارتك ففي المدن الكبيرة والأماكن الحيوية يكون الحصول علي مكان اشبه بالمستحيل والحصول علي مكان مميز هو الإعجاز بالفعل، ووسط هذا البحث المُرهق عن مكان للإنتظار ربما تكون قد أضعت فيه ضعف الوقت الذي يمكن ان تقضيه في مشوارك الأساسي فتسمع مثل هذة الكلمات : "تركن يا باشا ... حَضن هنا بابيه ... الركنة هنا بحسابها ... ما تقلقش الدنيا أمان، هتسبب مفتاح عربيتك"، وعند انتباهك للصوت وفي نفسك تجد هذة الكلمات مُنقذة لوقتك وجهدك فتجده شاب يافع قوي البنية، آثر التسول المصحوب بالبلطجة والإكراه، تحت مسمى (سايس سيارات)، وربما أتي بمجموعة من المتنطعين لمساعدته في غسل سيارتك بالإكراه علي ان يحصل علي مقابل الذي يصبح في مجمله يتعدي راتب أستاذ جامعي لا لشئ إلا انه وقف واختار مكان يصلح لإنتظار سيارات وفرض نفوذه وسطوته وسط تخاذل امني وإستسلام شعبي غير مبررين.

عزيزي القارئ (سيايس السيارات) مجرد نموذج لعشرات الآلاف من المبذورين في كافة مدننا وشوارعنا، فرضوا أنفسهم علينا وعلى شوارعنا (بلطجة) واستسهلوا اللقمة السهلة، حيث يعود كل واحد منهم في نهاية يومه بالمئات وربما الآلاف التي لا يستطيع تحصيلها موظف شريف مطحون في شهر بل ربما في عام، مكنوا أنفسهم واتباعهم من الشارع وصاروا يتحكمون في مصير كل ما في الشارع فهم حكام المنطقة حتي منهم من يتقاسمون مع المتسولين والباعة الجائلين أرزاقهم لمجرد السماح لهم بإستخدام الشارع فهم يعتبرون أنفسهم ملوك للشوارع وملاكها. فكم من مرات شاهدت حروبًا في الشوارع والأماكن العامة والحيوية وتقسيم لهذة الأماكن بين هؤلاء المتنطعين المتسلقين المنتفعين دون وجه حق، فهؤلاء لا يستحقون إحسانك ولا تعاطفك يتوددون لك إلى أن ينظفوا جيبك، ثم يخرجون ألسنتهم خلف ظهرك، فهم لا يعرفون الشرف أو الكرامة أو الاحترام ولا حتي حفظ الجميل، ولا حتي يستحقون إحسانك.

وعلي الوجه الآخر تجد سيدة مكافحة بلغت من العمر عتيًا، يتضح على يديها وعلى وجهها علامات الرزق الحلال، والتي آثرت أن تعرق وتتعب لتربي أبنائها وتأكل لقمتها بالحلال، وما أكثر تلك الأمهات الفضليات في مجتمعنا فهؤلاء هم أصلنا الطيب وسر ستر الله ومعونته لنا، تخرج لتبيع بالحلال وترفض ان تمد يدها لشئ ليس من حقها تصارع الحياة من أجل قوت يومها تحمل هموم الدنيا ولا تبالي وتجد ملامحها وقد إمتلأت رضا وسعادة ممزوجة بشقاء يعجز الكثيرين عن تحمله. وربما يومًا ما قابلت رجل يحمل علي كتفه بضاعته او يدفع أمامه عربة ايس كريم ابو بطاطا (او ماشابه)، آثر العمل والشقاء ليعف نفسه ويربي أولاده من ماله الحلال البسيط الذي يجمعه بعرقه الممزوج بالدم والألم لا لشئ إلا انه إنسان عفيف النفس فضل العمل بشرف علي التنطع والبلطجة ولكن بكل أسف يأتي هؤلاء النوعيات من البلطجية المسيطرين علي الشوارع لفرض إتاوة عليه وإلا فلن يُسمح له بالبيع في ظل غياب امن ووعي، فيضطر لدفع ما يسمي بالأرضية (وهي إتاوة قد تنتهي زمنها) كتلك التي يفرضها بلطجية مواقف السيارات الأجرة علي كل سيارة وإلا فلن يُسمح لها بالتوقف او يتم تكسيرها امام الجميع- وسيكون لنا وقفة قريبًا من هذا الموضوع بالتفاصيل- في مشاهد عرض مستمر للبلطجة وفرض النفوذ. رجائي ان نكون إيجابين ونساهم في تطهير الوطن، فما أكثر المتسلقين فيه تحت مسميات مختلفة، على الأقل لو كل منا توقف متمنعًا عن الدفع (بالإكراه) لمثل هؤلاء المتنطعين، مستعينًا بالشرطة، حين عدم قدرته علي ردعهم بكل ادب، سنجبرهم على أن يكونوا أسوياء نافعين لمجتمعهم ولأنفسهم وذلك لأننا سنغلق أمامهم أبواب التنطع والتبجح.

وبالفعل وبعد تفشي الامر واستغاثاتنا منهم مرارًا وتكرارًا قامت الدولة متمثلة في وزارة الداخلية بمحاولات عديدة لتطهير شوارعنا من هؤلاء، فهؤلاء المتنطعين و(البلطجية) في كثير من المناطق والذين كانوا ومازال بعضهم يشكلون خطرًا متناميًا على شوارعنا وعلى وطننا ككل وبترهم من جسد المجتمع المصري واجب وطني، ولكن مع مراعاة السيدات والرجال الذين يسعون علي رزقهم الحلال دون المساس بأحد فهم يتحملون برد الشتاء وحر الصيف من اجل التجارة البسيطة التي يأكلون ويشربون ويعيشون من قوتها متعففين لا يسألون أحدًا إلا الله، ويستحقون منا ان ندعمهم ونقف خلفهم وبجانبهم. فيجب علينا نحن كمواطنين ان نُميز بين هذا وذاك وأن نُكرم من يستحق ان ندعمه في السعي نحو رزقه الحلال ونمتنع عن الانصياع لأولئك الذين تملكوا الشارع طولًا وعرضًا مع الاستقواء بالشرطة في مواجهة هؤلاء الذين يضعون أيديهم في جيوب الدولة قبل جيوبنا ويفرضون علينا رسوم انتظار الدولة احق بها إن فُرضت، لما لا ففي أغلب دول العالم إنتظار السيارات بالشوارع مدفوع الأجر تستفيد منه الدولة بدلًا من ان نتركه نحن لبلطجية يفرضون إتاوتات علي المواطنين.

بلاغ لمدير أمن الغربية 

وصلني عدة شكاوي من مواطني محافظة الغربية، بإنتشار أعمال البلطجة داخل موقف الجلاء بطنطا والذي تم نقله من منطقة مساكن الجلاء لمنطقة كوبري فاروق في مدخل مدينة طنطا، وانتشار البلطجة تحت اعين رجال الشرطة في هذة المنطقة، وان سائقي السيارات الأجرة يُجبرون علي دفع مقابل لكل دخول او خروج للموقف وان السائق الذي يرفض يقومون بتكسير سيارته ومنعه من الدخول مرة أخري إلي الموقف. وعندما قمنا بتتبع الامر وتحريه وجدنا الامر حقيقي وان كل سيارة من سيارات الموقف الذين يزيد عددهم عن ٣٥٠ سيارة موزعة خطوط من طنطا لعدة مدن وقري يدفعون خمسة جنيهات عن كل دخول وخروج للموقف وان الأمر منتشر منذ عدة سنوات وكثيرًا ما ذهب السائقين للشكوي لكن دون جدوي ويفشل الامر بل ويعاقبهم البلطجية حين يذهبون للشكوي وإيمانًا منا بدورنا في إبلاغ الجهات المختصة من خلال هذا المقال نوجه بلاغ للواء محمود حمزة مدير امن الغربية وأملنا في الله ان يتدخل قبل تفاقم الامر ووصوله إلي ما لا يُحمد عقباه.