هنأ سفير روسيا لدى مصر، جيورجي بوريسينكو، مصر، بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، معتبرًا أنَّ هذا الحدث الجوهري للدولة في تاريخ مصر الحديث أعاد هويتها وأصالتها، وأثبت للعالم أجمع أنه لا يمكن كسر إرادة المصريين، عندما اختار الشعب المصري الحكيم طريق التقدم والازدهار لبلاده.
وأضاف السفير في بيان: لقد دعمت روسيا أصدقاءها المصريين في اختيارهم، كما في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما تم تشكيل الدولة المصرية الحديثة بفضل الوطنيين الشجعان، حيث وضع البطل جمال عبدالناصر، الذي ترأس مصر في ذلك الوقت، بمساعدة نشطة من الاتحاد السوفيتي، أسس الإمكانات الاقتصادية والعسكرية والبنية التحتية والتكنولوجية للبلاد.
وتابع بوريسينكو: اليوم، يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي بكرامة قيادة شعبه على طريق الاستقلال والازدهار، وإن مصر تحت قيادته هي دولة نامية ديناميكيًا وتحتل موقعًا مركزيًا في المجتمع العربي، وهي واحدة من الدول الرائدة في القارة الإفريقية وتتمتع بتأثير كبير على المسرح العالمي.
وأكّد بوريسينكو أنَّ نطاق المشروعات الوطنية المنفذة داخل الدولة مثير للإعجاب مضيفا: على مدار العقد الماضي ظهرت مدن جديدة في مصر، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، لافتة في الابتكار والجمال والراحة، أقيمت مرافق طاقة وصناعية كبيرة وجار بناؤها، وتم إدخال مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت صحراوية في السابق في التداول الزراعي، ويتم تنفيذ مبادرات لتحسين حياة السكان الذين يتمتعون بدعم اجتماعي شامل من الدولة، كما يتم الحفاظ على تاريخ عظيم بعناية كما يتضح من افتتاح متاحف جديدة مجهزة بأحدث التقنيات.
وأضاف أنَّه خلال الـ10 سنوات الماضية، تمكنت روسيا ومصر من تعزيز تفاعلهما بشكل كبير والذي أصبح له الآن طابع الشراكة الإستراتيجية، جاء ذلك في الاتفاقية التي وقعها رئيسا البلدين في عام 2018، وتابع: تقوم شركة روساتوم الحكومية الروسية ببناء أول محطة للطاقة النووية المصرية في مدينة الضبعة والتي ستتألف من 4 وحدات مفاعلات، وستصبح واحدة من أكبر المحطات في العالم تنفيذ المشروع الضخم، الأكبر من السد العالي بأسوان، يتوافق تمامًا مع الخطة التي أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحتى قبل الموعد المحدد، كما يتم إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس، وتساعد شركتا الطاقة الروسيتان الرائدتان روسنفت ولوك أويل مصر في تطوير حقول الغاز والنفط، لقد أوفت شركة ترانس ماش هولدينج بالتزاماتها بموجب أكبر عقد للسكك الحديدية المصرية لشراء 1300 سيارة ركاب.
كما أكد بوريسينكو أن روسيا هي المورد الرئيسي للحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى لمصر، وعلى الرغم من محاولات الغرب منع صادرات روسيا من أجل حرمان الدول المحتاجة للغذاء وإحداث مجاعة فقد استقبل المصريون في العام الزراعي 2022-2023 نحو 8 ملايين طن من القمح الروسي وهو عدد أكبر من ذي قبل، كما زاد إجمالي التجارة الثنائية العام الماضي وتجاوز 6 مليارات دولار أمريكي.
ولفت إلى أن التعاون في المجال الإنساني يتطور بنشاط، حيث إن الأدب الروسي والفنون الجميلة وفرق الباليه معروفة جيدًا في مصر وتزورها بانتظام، وفي الوقت نفسه يتزايد تدفق السياح الروس القادمين إلى مصر، فى حين يدرس الآن حوالي 16 ألف شاب مصري في روسيا، بينما تخطط بعض الجامعات الروسية الرائدة لفتح فروع لها هنا.
وتابع: نتعاون بشكل وثيق في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي، ونعمل معًا لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتوصل إلى مبادرات مشتركة ودعم بعضنا البعض في منصات عالمية مثل الأمم المتحدة، واختتم البيان: «تحيا مصر، عاشت الصداقة الروسية المصرية».