كشف بحث جديد عن وجود ارتباط كبير بين قلة النوم وتسارع شيخوخة الدماغ، مما يسلط الضوء على أهمية النوم الجيد لصحة الدماغ.
ورغم أن الجميع يعرف أن النوم الجيد يعزز الصحة العامة، فإن الدراسات الحديثة تظهر أن له تأثيرا بالغ الأهمية على صحة الدماغ بشكل خاص، أجرى الباحثون دراسة شملت حوالي 600 شخص لمدة 15 عاما، حيث كان متوسط أعمار المشاركين 40 عاما في بداية البحث.
وقد طلب من المشاركين الإجابة على أسئلة تتعلق بعادات نومهم مثل: "هل تجد صعوبة في النوم؟" و"هل تستيقظ عدة مرات خلال الليل؟" و"هل تستيقظ في وقت مبكر جدًا؟".
وبعد مرور 5 سنوات، أُجري استطلاع آخر لتحديد الخصائص الستة التي تشير إلى النوم غير الصحي، التي تشمل: قصر مدة النوم، سوء نوعيته، صعوبة النوم، الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، الاستيقاظ المبكر جدا، والشعور بالنعاس خلال النهار.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أبلغوا عن وجود خاصيتين أو ثلاث خصائص نوم سيئة كانت أعمار أدمغتهم أكبر بمقدار 1.6 سنة مقارنة بمن لم يعانوا من أي خصائص سيئة أما أولئك الذين أبلغوا عن أكثر من ثلاث خصائص نوم سيئة فكان متوسط أعمار أدمغتهم أكبر بمقدار 2.6 سنة.
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت عالمة النفس السريرية، الدكتورة شيلبي هاريس: "أظهرت هذه النتائج مدى أهمية النوم الجيد لصحة الدماغ مع التقدم في العمر، الحصول على نوم كاف يساعد في الحفاظ على نشاط العقل وصحة الجسم بشكل عام".
وأكدت الدكتورة هاريس على أهمية اتباع جدول نوم منتظم، مشيرة إلى أن "الحد من تناول الكافيين والكحول قبل النوم، وتجربة تقنيات الاسترخاء، والحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في جودة النوم، مما ينعكس إيجابا على الصحة العامة".
كما شددت على ضرورة الحفاظ على بيئة نوم مناسبة وتجنب الأنشطة المزعجة مثل مشاهدة التلفزيون أو استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، مؤكدة أن التغييرات الصغيرة والمنتظمة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في جودة النوم وصحة الدماغ.