عشت في بيئة ريفية بسيطة تعلمت فيها الأصول والمرجلة و" المجدعة" مع الكل علي حد سواء وتعلمت حكم العيش والملح وأن خيانته أقوي وقعا من ناجازاكى وهيروشيما، والرجولة مش بتشترى وحفظ الود دم في العروق ، وأن تخونه معناه إراقة دمك أولا ، وأن تتمسك بالأصل حتي وإن كنت وحيدا في عالم مناوئ ومراوغ وظالم ،
حتي لو خانك الجميع قف أنت في مسافة الزمان السهلة البسيطة الآمنة البريئة ، كن أنت حتي لو خانك الجميع، هكذا تعلمت وهكذا تربيت وهكذا عاهدت أبي وسأظل علي عهدي ما حييت
ولكن غصة القلوب حينما يقول أحدهم أن الطعنات جاءت من أقرب الناس وأحب الناس دون سبب واحد يذكر ، عجزت الترجمة أن تجد حرف واحد يترجم خيانة الأصدقاء التي تعبر عن كامن اللعنة والكراهية والإثم والنكد والحقد ، عجزت قواميس اللغات أن تجد ولو مبرر واحد لتلك الطعنات الآثمة التي يطعن بها صديق صديقه
وما تخفي نفوسهم أكبر بل أن ما تفوهت بهم ألسنتهم كشفت الباطن المكشوف والتحايل على لوى الفضائح وما بداخلهم من الجليطة ، و الجهل والتصرف المتدنى الأشبه بخيانة بنت شموئيل التي استغلت خيانة زوجها لها مفتاحا لانطلاقها،
يا سيدي إن نواميس الكون ترفض دور الزوج الذي وضعته تحت إمرتها لينفذ جميع الرغبات ونغمض أعيننا عن المساوئ، التي وصلت للتواطئ مع المنافس السياسي في فضيحة تاريخية لم ولن يأتي الزمان بمثلها.
يا سيدي الخيانة إلى زوال ولتبقي الأصول والعيش والملح ، الخيانة تضاهي مجرمي الحروب ينبذهم التاريخ ويبقي العيش والملح أمل يتجسد
يا سيدي إن الأصول علمتنا أن نمتلك روح الأستاذية وأن تفيض علي من حولك، حتي لو كنت تنفخ وحد في الرماد لتشعل جمرات نار يستدفئ بها الجميع ، وأن لا يكون لك فيها مآرب أخرى ..
يا سيدي إن رعاية الأصول والقيم ميراث يحتم عليك أن تكون متوهجا بالحق والعدل وأن توجه بوصلتك لسلامة النفس دون ضجيج أو ادعاء أو منافسة ، فقط عليك أن تفرح لأخيك وتحزن له وإياك ثم إياك أن تنسى العيش والملح ، فقد قدسته كل الحضارات ، احفظ ود أخيك ولو لم يحفظه
يا سيدي إن العيش والملح ليس موقف بل مواقف وشدائد وفرح وحزن ودموع وابتسام تقدير وسماح ونفوس طيبة، وكتف بكتف في الشدة والكرب والبأس والمعاناة والبؤس والضيق قبل الفرج ، وأن تسمو بنفسك لتصل مرحلة الأصالة والحمية والشجاعة والكرم والمروءة والنخوة والنبل .
وختاما لروحك يا صاحبي ألف ألف سلام