تأثرا بالواقع المعيشى الصعب ، تعاظم النصب ، وتزايد الإحتيال حتى أصبح لهما مريدين ، وأصبحنا ندرك إبداعا فى هذا الشأن فاق إبداع المبدعين من الفنانين ، وخداعا لم يشهده الأولين ولاالآخرين ، إلى الدرجه التى معها بات يندفع الناس لإعطائهم أموالهم عن طيب خاطر الأمر الذى معه إعتقد البعض أن النصابين يسحرون للناس ، والناس مساكين يستسلمون أملا فى الحصول على زيادة فى الدخل يعينهم فى المعيشه وتجاوز هذا الغلاء فى الأسعار ، وبين عشية وضحاها تتعالى صرخات الضحايا حيث يستيقظون على فاجعه هروب هؤلاء النصابين ، الذين بات يطلق عليهم " المستريحين " بالأموال التى حصلوا عليها منهم ، وكأنهم فص ملح وداب كما يقول المثل ، وعبثا يحاول الضحايا الإمساك بهم ، أو العثور عليهم دون جدوى ، ليس هذا الواقع المأساوى مقصورا على منطقه بعينها ، بل ندركه فى طول البلاد وعرضها ، وليست تلك الجريمه مستحدثه بل ترجع لسنوات تحت مسمى شهير إسمه المستريح ، وليس من يقوم بهذا النصب جاهل بل يحملون أعلى الشهادات العلميه ، حيث يوهمون ضحاياهم بتوظيف تلك الأموال ، ويمنحونهم فى البدايه عائد مغرى ، فيندفع إليهم الناس واضعين لديهم قيمة أرض باعوها ، أو أموال إدخروها لزواج أبنائهم ، أو نفقات عمليه جراحيه لم يحن موعد إجرائها بعد ، ثم فجأه يختفون بالأموال ، والناس الطيبين يفعلون ذلك ليس لإكتناز الأموال لكن تأثرا بالواقع الإقتصادى الذى جعلهم يبحثون عن دخل مادى يعينهم على المعيشه .
كان آخر تلك الوقائع ماشهده مركز طنطا من قيام سيده وأحد أقاربها بجمع مائتى مليون جنيه وإختفوا ، وذلك بعد أن أغروا الناس بالمكسب السريع وإستطاعا سويا إقناع الضحايا بإستيراد سيارات إسكودا كودياك ، ومرسيدس من ألمانيا بثمن أقل من أسعارها فى مصر وإختفيا ، كان من الطبيعى أن يلجأ الناس للشرطه التى أعتبرها بصدق صمام أمان الوطن ، والمواطن ، وبها كفاءات فاقت رجال الأمن المحترفين بأوروبا ، بل إن ٱدائهم الأمنى الرائع مرجعه أنهم من نسيج هذا المجتمع المصرى الطيب ، وجميعا ينتمون إلى أسر مصريه عريقه ، لذا كان الأداء الأمنى بإخلاص لأن كل منهم فوق أن يؤدى رساله أمنيه نبيله تهدف تحقيق الأمن والأمان يستشعر أن كل من طاله أذى هو جزء من أسرته ورفاقه فكان الأداء بإخلاص ، وكان الملجأ اللواء أسامه حتاته مدير مباحث الأموال العامه بوسط الدلتا سليل الأسر العريقه الذى إشتهر عنه أنه يحكمه ضميره ، ويتفرد بإمتلاكه حس أمنى جعل له تميز بين رفقائه ، لذا كان من الطبيعى أن يؤدى رسالته الأمنيه بضمير وطنى حى وإخلاص شديد ، ليصبح واجهة مضيئه للشرطه المصريه فى ربوع الوطن .
تعاطيا مع الأداء الأمنى الرائع للواء أسامه حتاته والقامات الأمنيه اللواء محمد عاصم مدير مباحث الغربيه ، والرائد أحمد دبيس رئيس قسم الأموال العامه بمديرية أمن الغربيه ، والرائد محمد العسال رئيس مباحث مركز طنطا ، والرائد محمد هارون معاون المباحث ، إستشعرت وكأننى أتعايش مع ضباط شرطه من الزمن الجميل ، زمن القامات الأمنيه الرفيعه التى رسخت فى وجدان المواطن الأمن والأمان ، حيث تمكنوا بالتنسيق مع وزارة الخارجيه ، من إلقاء القبض عليها وذلك بعد هروبها إلى دبى بدولة الإمارات ، وتم التحفظ عليها بمركز شرطة طنطا ، عقب ترحيلها عبر مطار برج العرب بالإسكندريه إلى قسم العجمى ، ومنه إلى مركز شرطة طنطا ، كما تكثف الأجهزه الأمنيه بوزارة الداخليه جهودها بالتنسيق مع وزارة الخارجيه لسرعة ضبط شريكها الهارب إلى ألمانيا ، وذلك عقب صدور أحكام نصب متعدده ضده .
لاشك أن تلك الواقعه الإجراميه عظيمة الدلاله ليست الأولى ولن تكون الأخيره ، لكن سيتبعها جرائم كثيره طالما كان هناك مجتمع فيه الصالح والطالح ، لكن يبقى من الأهمية إدراك أن هناك تصدى لتلك الجريمه بكل قوه ، وردع للحفاظ على أموال الناس وممتلكاتهم ، إنطلاقا من هذا الأداء الأمنى الرائع الذى عمق بداخلى طمأنينه كبيره منطلقها ثوابت أمنيه رسخها يقينا اللواء محمود توفيق وزير الداخليه الذى أدركت بمتابعة سياسته الأمنيه نهجا عايشته فى الماضى مع قيادات أمنيه فى زمن مضى ، كنت فيه داعما للمنظومه الأمنيه ومازلت بفضل الله عن قناعه وإدراك أنه واجب وطنى ، يتعاظم ذلك أنه يأتى إنطلاقا من موقعى الصحفى فى فترة من فترات تخصصى الصحفى كرئيسا للقسم القضائى بجريدة الوفد ، وفاعلا فى الصحافه الأمنيه كمحرر متخصص فى شئون وزارة الداخليه والحوادث ، عايشت خلالها عن قرب كثر هم أعظم من أنجبهم الوطن فى القلب منهم أصدقائى الأعزاء الأحباب الوزير اللواء عبدالحليم موسى ، والوزير اللواء حسن أبوباشا ، والوزير اللواء حسن الألفى ، والوزير اللواء جميل أبوالدهب ، والوزير اللواء كمال الدالى ، واللواء عادل الهرميل ، واللواء أسامه دبوس ، واللواء وجدى بيومى ، واللواء صالح المصرى ، واللواء عطيه محمود ، واللواء محمد العباسى ، واللواء محمد عبداللطيف خضر ، واللواء سليمان نصار ، واللواء حسن الكردى ، واللواء طارق عطيه ، واللواء محمد جاد ، واللواء جمال الرشيدى ، واللواء هشام خطاب ، واللواء محمد عمار ، واللواء حسن النحراوى ، رحم الله من رحل منهم وبارك فى من هم أحياء يؤصلون لدينا أن مصر بخير .
خلاصة القول .. يوما بعد يوم يستقر اليقين أن مصر بخير ، وفى أمن وأمان لأن فيها قيادات أمنيه على مستوى المسئوليه الوطنيه ، وليس أدل على ذلك مما نرصده من التصدى للجريمه ، والقبض على تلك السيده المجرمه التى خدعت بسطاء محافظتى الحبيبه الغربيه ، تحيه إلى هؤلاء الكرام بجهاز الشرطه ، الفخر والشرف لهذا الوطن الغالى ، والدعوات الطيبات لهم دائما بالتوفيق والسداد .