لاشك أن جولات اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية الليلية عمل رائع و محمود ، لأنها تمنحه الفرصة ليرى بنفسه على الطبيعة كل شيء، و تساعده على دعم من يستحق الدعم من المسئولين و تصويب ما يستحق التصويب..
و الحقيقة أن المحافظ منذ أن وطأت أقدامه أرض المحافظة و تقلد المسئولية، و هو لا يجنح للبقاء في مكتبه . و لا تمنعه حرارة الصيف أو برد الشتاء من جولات مستمرة يميل فيها دائما إلى الاقتراب من البسطاء في الشارع، في نوع من البساطة والتواضع و العفوية، يستمع لهم و يمزح معهم و يستدير لمساعديه بالتوجيهات و التعليمات الحازمة و الحلول الفورية
و في إحدى هذه الجولات في ليلة شديدة البرودة كان المحافظ على موعد مع مشهد توقف أمامه و حاول في نفس اللحظة التخفيف من وطأته على الناس، غير أن الأمر يحتاج لأكثر من ذلك و أثق أن المحافظ سيفعل المطلوب و أكثر ..
في تلك الليلة كان المحافظ يفاجيء مستشفى معهد الأورام بطنطا، و أثناء تجوله تفاجأ بأمر مرضى السرطان و قد تكومت أجسادهم المريضة تحت أغطية بالية في مدخل جانبي للمستشفى ينتظرون حجز دورهم في الكشف و العلاج عند الصباح ..
المنظر كان صادما للمحافظ و مرافقيه ، حيث المرضى يفترشون الأرض و يختبئون خلف الجدران من البرد
و على الفور أمر المحافظ بتوفير أغذية و بطاطين للمرضى و ذويهم و طلب نقلهم لمكان أمن من البرد ، و ربما كان ذلك أكثر ما يمكن عمله في تلك اللحظة..
غير أن الأمر يستلزم إجراءات أخرى نثق أن محافظ الغربية سيتخذها لحفظ كرامة المرضى وحمايتهم و توفير المناخ المطلوب لهم في مثل ظروفهم القاسية مع المرض الصعب
و أعتقد أن وضع نظام مناسب لاستيعاب المرضى و تسهيل ترددهم على مركز الأورام ممكن من خلال إدارة المعهد و تحت إشراف مباشر من المحافظة
نحن هنا نشكر المحافظ الإنسان على تفاعله اللحظي مع المرضى وتفاعله المستمر مع المواطن أينما التقاه ، و هو امر يكشف عن عفوية و سريرة نقية و طيبة قلب، غير أن ذلك كله محاط بسياج من الحزم مع الأجهزة التي تعمل معه على أرض المحافظة
و هو الأمر الذي يدفعنا لطلب المزيد في كل الاتجاهات وبخاصة موضوع مرضى معهد أورام طنطا، و نثق أن المحافظ لديه ما سيقدمه على هذا الصعيد من خلال علاقاته القوية و تدخلات الجادة و جرأته في اقتحام المشكلات..