صرح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر للرأي العام أن الأزهر الشريف يظل منارة الإسلام الوسطى للعالم، ويمثل أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر على المستوى الإقليمي والدولي.
وكان الأزهر الشريف منذ مئات السنين وما زال صرحًا علميًا ودينيًا شامخًا، يُخرّج العلماء الذين يحملون راية الإسلام المعتدل، وينشرون صحيح الدين في العالم”.
وأشار "كريمة" إلى أن زيارات قادة دول مثل إندونيسيا وبنغلاديش إلى مصر وتقديرهم للأزهر الشريف دليل واضح على مكانته العظيمةحيث أن هؤلاء القادة يدركون قيمة الأزهر الذي يعلم الآلاف من أبنائهم صحيح الإسلام، ويؤهلهم للعودة إلى بلادهم سفراء للوسطية والاعتدال، وهو ما يعزز مكانة مصر كقائدة للعالم الإسلامي”.
وأوضح كريمة أن الأزهر يواجه في المقابل حملة شرسة من بعض التيارات المتطرفة في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ”الفرقة السلفية” تتهم الأزهر علنًا بـ”زيغ وفساد العقيدة”، مدفوعة بأجندات خارجية لجهات تمولها بعض دول الخليج، التي تسعى إلى سحب الدور الريادي من مصر.
وأضاف كريمة أن الأمر لا يقتصر على السلفية فقط، فجماعة الإخوان المسلمين مستمرة في الطعن بالشرف العلمي لعلماء الأزهر، فيما يسعى غلاة الشيعة بوسائل خبيثة إلى تحطيم منارة السنة المتمثلة في الأزهر، ومحاولة إضعاف دوره في العالم الإسلامي”.
ورأى كريمة أن التيارات السلفية بمختلف مسمياتها هي البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرف. وقال: “للأسف، يخدع بعض المتسلفة الجهات الرقابية بمعسول الكلام ويدّعون أنهم ضد الإرهاب، لكن التاريخ يثبت أنهم منبع التطرف. ألم يكن جهيمان العتيبي (زعيم حادثة الحرم المكي عام 1979)، وأسامة بن لادن، والزرقاوي، وتنظيمات مثل القاعدة وطالبان وبوكو حرام والسلفية الجهادية، جميعهم ينتمون إلى التيار السلفي؟”
واستشهد كريمة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفئة، قائلاً: “هؤلاء حداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”، في إشارة واضحة إلى التيارات التي تتبنى فكر التكفير وتروج للعنف.
وأشار كريمة إلى أن هناك قلة من الشرفاء يواصلون الدفاع عن الأزهر الشريف رغم الإمكانات المحدودة والهجمة الشرسة التي يتعرض لها. وقال: “نحن مجموعة قليلة من المدافعين عن الأزهر، ندرك أهمية هذا الصرح العظيم في الحفاظ على الإسلام الصحيح والوسطية التي تحتاجها الأمة الإسلامية في ظل تصاعد موجات التطرف”.
واختتم الدكتور كريمة حديثه قائلاً: “سيظل الأزهر الشريف هو الحصن المنيع للإسلام الوسطي، وصوت العقل في مواجهة الغلو والتطرف، وسنبقى ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة. تحية للأزهر وأهله، وياليت قومي يعلمون”.