رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. منوعات

دراسة أمريكية تثير جدلا جديدا بشأن إضافة الفلور إلى المياه

 

كشفت دراسة علمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن إضافة الفلور إلى مياه الشرب في بلدان كثيرة منها قد يؤثر على نسبة الذكاء لدى الأطفال، مما أعاد إحياء جدل علمي وسياسي ساخن في أمريكا الشمالية.

وتضمنت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد "ان آي إي اتش اس" الحكومي الأمريكي، تحليلا لـ74 دراسة أجريت في عشر دول، بينها الصين وكندا وليست الولايات المتحدة من هذه البلدان.

ولاحظت الدراسة انخفاضا في معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تعرضوا لمستويات معينة من الفلور في المياه الجارية في 54 بلدا.ويقول معدو الدراسة في بيان تلقته وكالة فرانس برس "لكل زيادة بمقدار 1 ملجم/ لتر من الفلور في البول يسجل انخفاض بـ1.63 نقطة في معدل الذكاء لدى الأطفال".

وقد شكك عدد من الخبراء في نتيجة هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة "جاما بيدياتريكس"، وأشاروا تحديدا إلى ثغرات منهجية وأخطاء كبيرة في الدراسات الأساسية.

بينما أكد آخرون أن الدراسة هي "أكثر تحليل تلوي دقيق يجرى على الإطلاق"، ودعوا إلى "إعادة تقييم المخاطر المحتملة للفلور خلال النمو المبكر للدماغ".

لكن مع اقتراب تولّي دونالد ترامب منصبه رسميا، يخشى بعض العلماء من أن تؤدي الدراسة إلى تراجع ثقة الجمهور في المؤسسات الصحية، إذ ان ترامب يدعم روبرت كينيدي جونيور، المعارض الشرس لإضافة الفلور إلى المياه، لتولي وزارة الصحة.

يشار إلى أن الفلور موجود بشكل طبيعي في المياه الجوفية بدول عدة تحديدا في افريقيا وآسيا، لكن بتركيزات يمكن أن تتجاوز الحد الصحي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية وهو 1.5 ملجم/لتر، وقد يكون وجود الفلور في المياه الجارية ناجما عن تلوث صناعي.

و ثمة مناطق قليلة في الولايات المتحدة تحتوي مياهها بشكل طبيعي على الفلور. ومنذ خمسينات القرن الماضي، تضيف السلطات الصحية في بقية أنحاء البلاد، مع بعض الاستثناءات، الفلور إلى مياهها، مما يساعد على الوقاية من تسوس الأسنان.

ومع أن الجميع يجمعون على خطورة المعدلات العالية من الفلور، تنقسم الأوساط العلمية بشأن "العتبة التي تصبح فيها هذه المادة سامة".

وفي الدراسة، يشير الباحثون مستندين إلى عدد صغير من الدراسات، إلى أن معدلا أقل من 1.5 ملجم/لتر- النسبة الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، قد يؤثر على معدل الذكاء لدى الأطفال.

ويلفت الأستاذ في معهد أيوا لصحة الفم ستيفن ليفي إلى أن "كل الدراسات تقريبا أُجريت في بيئات تحتوي على ملوثات أخرى"، مشيرا إلى التلوث بالفحم في الصين مثلا.

وتوصلت دراسات أخرى شملها التحليل إلى نتائج معاكسة ولا تزال توجد "ضبابية" بشأن تأثيرات هذا التركيز، بحسب معدي التحليل.

ويشير هؤلاء إلى عدم وجود "بيانات كافية" لتحديد ما إذا كان مستوى 0.7 ملجم/لتر، الذي توصي به السلطات الأمريكية للفلور المضاف، يؤثر على معدل الذكاء.

ويتفق معدو الدراسة والعلماء الذين قابلتهم وكالة فرانس برس على نقطة واحدة: الحاجة إلى إجراء دراسات أخرى لتقييم آثار التركيزات المنخفضة من الفلور على التطور المعرفي.

وعلى نطاق أوسع، تتساءل الأوساط العلمية عن الحاجة إلى الاستمرار في إضافة الفلور إلى مياه الشفة، وهي ممارسة تتم الإشادة بها على اعتبارها نجاحا عظيما في مجال الصحة العامة.

وبما أن ثمة مصادر أخرى للفلور لا سيما معجون الأسنان، ينبغي إعادة تقييم فوائد هذه الممارسة من خلال دراسة التأثيرات التي لوحظت بعد "وقف إضافة الفلور إلى المياه في مناطق عدة"، حسب قول الباحث في الصحة العامة للأسنان فرناندو هيوجو.

وفي سبتمبر، دعا قاضٍ فيدرالي، مستندا على وثيقة وضعها معدو الدراسة، السلطات الأمريكية إلى النظر في الموضوع.

وأكد المدافعون عن إضافة الفلور إلى المياه أن هذه الخطوة تساعد في تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، إذ أن السكان الفقراء عاجزون عن رعاية أسنانهم بشكل كاف.

إلا أن منتقدي إضافة الفلور يشيرون إلى أن هذه المجتمعات نفسها قد تكون أكثر عرضة لخطر الآثار السلبية للفلور مثل انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال.