رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: الصحافة الصفراء و صحافة الترند

قبل ظهور عصر الانترنت و اللهاث وراء الترافيك و الصراع على جذب الجمهور كان هناك نوع من الصحافة التي عرفها العالم كله ، و كانت صحافة تهتم بالفضائح و تجري وراء الأخبار الشاذة و اخبار غرف النوم ،بل و تصنعها في كثير من الاحيان. و عرف هذا النوع باسم الصحافة الصفراء
و كانت كلمة الصحافة الصفراء بمثابة سبة او شتيمة بين الصحف و العاملين بها 
و رغم ذلك كانت الصحافة الجادة و المهنية هي الوازنة في المجال حيث تجتذب قراءها بالمهنية و معالجة قضايا مجتمعاتها في مناخ من الحرية المعقولة

و مع تراجع الصحافة الورقية مع دخول عصر الانترنت انتقل السباق بين المواقع الى فضاء الشبكة العنكبوتية سعيا وراء تحقيق أكبر عدد من المشاهدات او القراءات فيما يسمي بالترند  و ركوب الترند
و في إطار معركة التريند تتعرض مهنة الصحافة للتدهور الشديد يوما بعد يوم 

وفي ظل حالة من اللهاث وراء التافه من الأخبار و تصديرها لتصبح التريند اليومي للمتابعين، أصبحت قضايا المجتمع الرئيسية و معاركه في آخر اهتمامات الصحافة لتحل محلها القضايا المثيرة أو التي تقوم على النبش في حياة الناس الخاصة ، و تضخيم الصغير و تصغير الكبير 
و ربما تتحقق بعض الأهداف الصغيرة و قصيرة الأجل للمواقع من وراء ركوب الترند من وراء اخبار بعنوان 
"شاهد رد فعل زوجة فلان اثناء دفن زوحها"
او " انهيار ابنة علان اثناء رؤية جثة ابيها"
أو  "لحظة انهيار أم بعد مقتل ابنتها"
او ...  ....... .... 
و هكذا من تلك العناوين التي قد يتابعها المتابع ثم يحنق على من نشرها او مررها اليه و هو يتسأل عن جدواها او عن تناحة من امتلك جرأة الهجوم على اسرة تنتحب ليصورهم في لحظة حزن و انهيار

و من المؤكد انه بضياع اثر سكرة النشر و التريند تحضر الفكرة التي عنوانها انهيار و ضياع المهنة في أرجل تلك القضايا الخاسرة

قد بظن البعض أن تيرندا سوف ينسي أثر تيرند، لكنه ظن خاطىء لأن نهاية معركة التريند ستكون نهاية المهنة و انهيارها التام و تحول ممتهنيها من أفراد ضمن نخبة المجتمع إلى هاموش بلا قيمة تُذكر
و تحولهم من اصحاب مهن  يفترض فيهم الانتصار للحق  و تنوير المجتمع و تشكيل وعيه إلى خصوم مهمتهم تغييب الوعي و تضييع الحقوق و تدمير ما تبقى من أسس في المجتمع

اتقوا الله في مهنتكم و في أنفسكم  و في وطنكم  و أدركوا أنفسكم فالطوفان قادم