جاء الإعلان عن تدشين حزب جديد في البلاد بمثابة حجر في مياه السياسة قبيل عام الاستحقاقات الدستورية و انتخابات البرلمان بمجلسيه
غير أن الحجر جاء أقل حجما من أن يحدث الأثر المطلوب، وتلاشت الهالة التي أحاطت بالحزب الجديد و مؤسسيه و أخذت في التراجع ، خصوصا بعد الظهور الإعلامي لبعض قياداته و فشلهم في التعبير عن شكل أو مضمون او برنامج أو مشروع لحزب سياسي حقيقي
و بالتالي كل أوهام أن هذا الحزب الجديد هو مشروع لحزب كبير سيسيطر و يقود تهاوت في أيام قلائل، و أوشكت على إعلان حجم الحزب الجديد كرقم محدود في الساحة، و ليس صاحب او قائد الساحة.
و هذه مجرد قراءة وليست مصادرة على مستقبل هذا الحزب، بل رؤية لحظية لقدرته على بناء و تجهيز نفسه لمعمعة الانتخابات التي تقترب جدا..
هذه القراءة للواقع تدفع في اتجاه حزب مستقبل وطن و تعيد الكرة لملعبه، باعتباره الحزب الأكبر في الواقع ،و الذي يمتلك القوة و الكوادر و القواعد و القدرات التي لا يمتلكها أي من أحزاب الساحة حاليا، و ربما في المستقبل القريب
و بالتالي عندما نقول أن الكرة في ملعب حزب مستقبل وطن فنحن جادون جدا، و نصف الواقع وصفا يتطابق مع ما نراه و نعيشه على أرض الواقع.
فبينما تغرق الأحزاب القديمة في صراعات و تصفية حسابات لا نهائية تعجزها عن بناء تنظيمات سياسية حقيقية أو تجهيز كوادر و قيادات، فيما بقية الأحزاب تنتظر بناء تحالفات مع مستقبل وطن و تتأهل لمعرفة حصتها بنفس راضية، يبقى حزب الأغلبية الحالية هو الأقرب لقيادة المرحلة طبقا لواقع الحال السياسي .
و ذلك للعديد من الأسباب و أهمها أن "مستقبل وطن"هو الحزب الوحيد الذي يمتلك في كل موقع و دائرة العديد من الشخصيات ذات الثقل الشعبي و القدرة على المنافسة و الحشد، بمعنى أن نوابه نواب حقيقيون يستطيعون المنافسة خارجه لو لم يجدوا فرصة من داخله، و هو هنا يختلف عن غيره من أحزاب التحالف و نوابهم الذين يفتقد معظمهم القاعدة الانتخابية الفعلية
إضافة لذلك أن الحزب استغل الفترة الماضية في التمدد داخل كل مكان في مختلف الدوائر من خلال قواعد حزبية في كل مكان، و سواء تختلف مع ذلك أو تتفق، لكنه الحزب الوحيد المتواجد في كل مكان، و طبيعي ان ذلك يعد أساس لأي عملية انتخابية مقبلة
كما يمتلك حزب في مستوياته القيادية و القاعدية مئات من الكوادر الحقيقية التي تستطيع تجديد قوائم مرشحين في الانتخابات المقبلة، و معظمها يحظى بقبول شعبي معتبر و قدرات على العمل و الحشد بين الناخبين
و جاءت عملية بناء الحزب و تشكيلات التي تمت مؤخرا لتعطي زخما للعمل داخله من خلال الدفع بقدرات شبابية و عناصر واعدة في الأمانات النوعية ، مما أعطى حيوية للعمل داخل الحزب
كل هذا و غيره يؤكد أن لدي الحزب الفرصة للتنافس بقوة و تحقيق نتائج تفوق ما حققه في دورات سابقة..