عندما جلس مؤسسو حزب الجبهة لوضع حجر الأساس لهذا الكيان السياسي، كان هدفهم واضحًا ومحددًا: أن يكون الحزب مبنيًا على قاعدة شعبية حقيقية تعكس تطلعات المواطنين وآمالهم، وليس مجرد تكوين شكلي يعتمد على قوى منفصلة عن نبض الشارع. فقد كانت رؤيتهم أن الحزب لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان قائمًا على دعم شعبي واسع ومستدام.
ما ميز هذا الاتفاق هو التزامهم بأن تكون القاعدة الشعبية للحزب مثقفة وواعية. فهم يدركون أن وجود قوى سياسية دون وعي شعبي حقيقي ومستنير يؤدي إلى تشويه العمل السياسي وتحويله إلى مجرد سباق على المناصب بدلاً من خدمة المصالح العامة.
أما فيما يخص الأعضاء من الأحزاب الأخرى، فقد اتفق المؤسسون على أنه لا مانع من انضمامهم للحزب، لكن بشرط أساسي: أن يكون الهدف هو خدمة القاعدة الشعبية والعمل من أجلها، وليس مجرد السعي وراء المناصب أو المقاعد البرلمانية.
وهنا تأتي رسالة الحزب لكل من يطمح للانضمام أو للمشاركة في العمل السياسي: إذا كنت تبحث عن البرلمان أو عن منصب سياسي، فعليك أولاً أن تبني قاعدة شعبية مثقفة وواعية تدعمك. فالبرلمان ليس نهاية الطريق، بل وسيلة لتحقيق أهداف الشعب وطموحاته.
في النهاية، يظل حزب الجبهة نموذجًا لما يجب أن يكون عليه العمل السياسي الحقيقي: انتماء شعبي، ووعي ثقافي، وإرادة صادقة لخدمة الوطن بعيدًا عن المصالح الفردية.