رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: الاصطفاف المطلوب بين المزايدات والمكايدات

تضيع القضايا الكبرى للأمة بين مزايدات ومكايدات رخيصة و محاولات عبثية لاستخراج نكات مضحكة من قلب أحداث ملتهبة و مؤلمة لأقصى حد..
و رغم أن الامة تواجه خصما يحدد أهدافه جيدا و يضع الخطط المحكمة لتنفيذها، و لا ييأس أبدا مهما طال به الزمن،  إلا أن الجميع ينشغل عن ذلك و بعضه يهتم بالبعض الأخر و النيل منه و الحط من شأنه و تحريض العدو الأكبر عليه و هكذا دون أن نستفيد من درس واحد او تجربة واحدة
و تعلمنا التجارب التي بلا حصر  أن العدو يظل يناور  ،بلا يأس، حول الهدف كالذئب حتى تحين لحظة مناسبة فينقض على الفريسة و هي تلهو مستمتعة بالنكات السياسية،  أو ربما تكون منشغلة بقتال جانبي مع فريسة أخرى..

و في كل تاريخ أمتنا العربية،  إلا ما ندر ،  اللحظات التي تستوجب اصطفافا و وحدة، تجدها أكثر الأوقات مناسبة للصراعات البينية و المعارك العبثية ، بل و التطوع في الحروب التي يشنها الأعداء على حلفاءنا..
و من أسف أن معظمنا يقدم خلافاته مع بعضنا على صراعه الاوجب مع الأعداء 
و تقدم بعض دولنا العربية وأنظمة الحكم فيها صراعتها مع بعضها على الصراع الأكبر و الأوسع مع العدو .. ذلك العدو الذي يسعى لإزالة الجميع من طريقه أو على الأقل إخضاعهم لمشروعه و خدمة مصالحه.

و الأمر لا يحتاج لإثبات و التاريخ القريب يشهد على حجم الإنفاق العربي لتدمير و إزالة دول عريقة من على الخريطة ارضاءا لنزق بعض الحكام و تأكيدا لدورهم في معارك العدو الذي يعملون تحت رايته و يخوضون معاركه..

و إذا انتقلنا إلى الأفراد ، أو إن شئت بعض النخب،  ستجدها على نفس الدرجة من البؤس الفكري وسوء التصرف و القرار، و ستجد أن انشغالهم بذواتهم و ثاراتهم يفوق ما عداه من أمور.. وتتأكد أن هذه الأمة نُكتب مرتين،  مرة في النخب المهلهلة و الثانية في أنظمة لا ترى الكارثة إلا بعد أن تذوق مرارة نتائجها ..

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم