رمضان على الأبواب كل عام وأنتم بخير ، وفيه يتعاظم التكافل الإجتماعى ، ويتعين معه أن ننبه لحتمية وجود حل للغلاء الفاحش الذى زلزل كيان الأسرة المصرية ، وطال المجتمع حتى بات يعانى كل من فيه من هذا الغلاء ، عظم ذلك جشع التجار الذى فاق الوصف وتعدى الحد ، مرجع تلك المعاناه الفشل فى ضبط الأسعار ، وتوحش التجار ، والعبث بقوت الناس ، وترك الأمور سداح مداح لكل من لديه سلعه أن يرفع سعرها كما يحلو له بلا عقاب ، هذا حال كل الناس خاصة فى أعماق الريف المصرى ساكنى القرى والعزب والكفور ، وحتى ساكنى المدن التى تقع على شمال السما .
الجميع يتوقفون أمام تلك الظاهره البشعه بحثا عن مخرج ، الأمر الذى معه يتعين على الحكومه أن تتخذ من الإجراءات مايردع هؤلاء التجار الجشعين ، وتوفير السلع بسعر مناسب يتناسب مع دخل الموظفين ، والسير فى طريقين ردع جشع التجار ، وتوفير السلع عبر منافذ توزيع يتم إعدادها تحت رقابه حقيقيه ، لذا يتعين أن يتكاتف الجميع للتصدى لتلك الظاهره لأنه فى الملمات يجب أن يكون المواطنين ، والحكومه ، وأجهزة الدوله فى خندق واحد فى التصدى للعابثين بمقدرات الشعب .
إنصافا تبذل الحكومه جهدا كبيرا للتخفيف عن كاهل المواطن ومحاربة الغلاء ، وأبرز مايتم في هذا المجال المبادرات التي لها علاقة بمنافذ بيع السلع والخضروات بأسعار مناسبة محاربة للغلاء وفى سبيل ذلك يتم إعفائهم من بعض الرسوم المقرره ، كما تؤدى مؤسسات المجتمع المدنى ، والأهلى ، وبعض الأحزاب السياسيه ، والهيئه الوطنيه بالقوات المسلحه جهدا كبيرا فى هذا المجال ، ساهم لاشك فى التخفيف عن كاهل المواطن ، يبقى من الأهمية التوسع فى هذا الإتجاه بقوه خاصة فى ريف مصر .
يبقى أن هذا الجهد الكبير يتعرض لإخفاقات فى بعض المناطق مرجعه عدم المصداقيه فى الإلتزام بالأسعار التى يتم الإعلان عنها عند إفتتاح المحافظين لمنافذ البيع بأسعار أقل من السوق ، حيث يتم تبديل ورقة الأسعار المعلقه على كل سلعه فور الإفتتاح وأخذ اللقطه ، وذلك بورقة تتضمن أسعار قد تكون أغلى من السوق ، مما يدفع فى إتجاه فشل تلك المنظومه ، وإنتفاء الغرض الرائع منها فى تحقيق أهدافه ، عظم ذلك مالمسناه الأعوام الماضيه من تعرض تلك المبادرات لحاله من الإخفاق مرجعها هذا الترهل في مواجهة السلبيات فى أماكن كثيره رغم أن الأمر جد خطير له علاقه بمحاربة الغلاء وضبط الأسعار بالمحافظات ، والمتبوعه بدعايه حقيقيه ثم ماتلبث وأن تنفصل عن الواقع الذى بات لايشير لفاعليه حقيقيه .
لكم تمنيت أن ألمس وجودا حقيقيا فى الشارع لتلك المبادرات يلمسه المواطن ويدرك معه قوة المسئول ، وشموخ الدوله وهذا لن يتحقق إلا عندما يكون المسئول صاحب قرار لايكل ولايمل فى تقديم أقصى خدمه يتمناها المواطن فى حدود الإمكانيات المتاحه ، الأمر الذى معه يتعين أن تنشط أجهزة الرقابه التموينيه والمتخصصين ، لأنه من غير المقبول والمعقول أن يتم بيع السلع بأزيد مما تم الإعلان عنه عند الإفتتاح ، ونصمت أمام ذلك رغم أنه يهدد التجربه بالفشل ، ويبدد جهد الدوله ، وماتقدمه من تيسيرات للقائمين على تلك المنافذ ، يضاف إلى ذلك إفتقاد المصداقيه ، ووصم الأجهزه المعنيه بالضعف ، والتهاون حيال التجار الجشعين .