رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـى يكتب: مأساة معلمة بسيون الحائرة ..لمن ينحاز الوزير والمحافظ

لاشك أننا أصبحنا في أحايين كثيره نعيش في مجتمع حائر ، يعيش من فيه في تيه ، بعد هذا التصادم في أحايين كثيره بين الإنسانيه ، والقرارات الإداريه ، مع أنه من الثابت مجتمعيا أن كل القرارات الإداريه يجب أن يكون منطلقها الإنسانيه ، لكنها النفس البشريه التي جعلت الإنسان يعذب أخاه الإنسان ، ويقهر إرادته ، تخليا عن الشهامه ، وأبسط قواعد التعايش المحترم ، القائم على بعد مجتمعى ينشد من فيه تحقيق التقدم ، والبناء الراسخ ، لإعداد أجيال متعاقبه على قيم ومبادئ وأخلاقيات تدفع للتقدم والرقى والتطور ، والعيش في أمن وأمان وإحترام وإستقرار ، لأن كل فرد فيه يعرف ماله وماعليه ، مواطنا كان أو مسئولا ، وذلك في إطار مايحدده القانون فيما يتعلق بضبط سلوك الناس .. لاشك أن هذا القانون الذى جاء لضبط حركة الحياه في كل الوطن ، بل وفى أي وطن يجب أن يكون منطلق فلسفته أسس منطقيه يقبلها المنطق ويرضى بها العقل ، وتم ضبط مواده بعنايه شديده ، وعلى أيدى فاهمين واعين يتعايشون هموم المواطن لأنهم جزء من كيان الناس ، يعبرون عن رغباته ، ويدركون حاجاته ، تلك ثوابت لاتحتاج إلى أي إجتهاد شخصى .

القانون حمار.. لست قائلها ، وحاشا لله أن أقول بذلك ، إنما قالها شكسبير وبعده قالها  تشارلز_ديكينز في رواية وليفر_تويست ، وبصراحه بات واقعا أن ندرك أن القانون حمار ، نعم القانون حمار عندما يفقد أبسط قواعد إصداره ، وعندما ندرك وجود جمود قانوني ، لأن مشرعيه ، والقائمين على تطبيقه لم ينظروا إلى الجانب الإنساني أو العدالة الطبيعية ، عند بحث أي أمر يتعلق بمتضررين ، نفس الحال بالنسبه للقرارات الوزاريه ، وكذلك الإداريه والتي غالبا ماتأتى إنطلاقا من مواد القانون التى ينطلق منه في تعاملاته ، والتى تجعلنا ننتبه أنه ينبغي أن يكون للقانون سلطه على البشر لاأن يكون للبشر سلطه على القانون ، لأن القانون الذى يدين شخص هو نفسه الذى يبرىء شخص آخر ثانى إقترف الفعل نفسه ، نفس الحال بالنسبه لقرارات وزاريه وإداريه كثيره .

هذا التأصيل القانوني الذى ينطلق من واقع أليم كان من الأهميه طرحه خاصة ونحن بصدد حالة معلم أول لغة عربيه بمدرسة الشهيد عزت أحمد هلال الإبتدائيه بمحلة اللبن مركز بلدتى بسيون ، تقدمت بطلب نقل أو ندب إلى مدرسة معاذ بن جبل الإبتدائيه ببسيون حيث أصيب زوجها عائل الأسره بإنزلاق غضروفى ، وفشل كلوى ، إستلزمت إجراء جراحه له تم بمقتضاها زرع كلى ، ومايتبع ذلك من ضروة أن يخضع لرعاية طبيه كامله ، وشامله ، ودقيقه ، ممزوجه بضبط شديد في تناول أدوية تثبيت الكليه المزروعه ، ومساعدته في الحركه ، حتى عند دخول الحمام ، وشاء القدر أن يكون شقيقه من ذوى الإحتياجات الخاصه ، ولديها أطفال صغار ، وبات منوط بها أن يكون كل هؤلاء زوجها ، وشقيقه ، وأطفالها تحت رعايتها بارك الله فيها ، فتقدمت بطلب إلى المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربيه والتعليم بالغربيه ممهورا بالمستندات ، وشاملا في شرح تلك المأساه الحقيقيه لأسره مصريه طرحتها في سطور لكن وقائعها تدمى القلب حقا ، ممهوره بالمستندات والتقارير ، ولأن المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربيه والتعليم بالغربيه مسئول بدرجة إنسان وافق لها على طلبها .

في إدارة بسيون التعليمه ، تعاملوا مع تأشيرة وكيل الوزاره الإنسان ليس إنطلاقا من إنسانيه ، إنما إنطلاقا مما قيل بوجود قرار وزارى ينظم عملية النقل والندب بين المدارس من حيث الأحدث والأقدم ، ونظرا لأن هناك من هم أقدم منها في العمل بمدارس القرى سيطلبون الدخول لإحدى مدارس المدينه ، وسيلجؤون للشكوى ، لذا يتعذر تنفيذه ، فيتم سحق الإنسانيه ، تلك الإنسانيه الذى لاأتصور أنه يلغيها أو يسحقها ولو ألف لائحه ، ومعها ألف قرار وزارى أو حتى قانون ، أو مليون شكوى لحالات عافاها الله من تلك الظروف المرضيه والإنسانيه الصعبه ، بل  إن المعلمه صاحبة المأساه تتمنى أن يشفى رب العالمين زوجها ، ويعافى شقيقه وهى مستعده أن تعمل في آخر مدرسه على حدود مركزنا الحبيب بسيون ، لذا فإننى أتصور ببساطه شديده أن القوانين والقرارات الوزاريه وحتى الإداريه تحتاج في تطبيقها إلى حكمه من القائمين على تنفيذها ممزوجه بالبعد الإنسانى . يبقى الأمر برمته بين يدى وكيل وزارة التربيه والتعليم بالغربيه المهندس ناصر حسن الذى أثق في إنسانيته ، وإنسانية الدكتور رضا حجازى وزير التربيه والتعليم ، والدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه ، لأن الدنيا مازالت بخير، ولن ينعدم من هذا الوطن الحبيب الإنسانية ..

الكاتب 

الكاتب الكبير  محمود الشاذلي

نائب رئيس تحرير الجمهورية

عضو مجلس الشعب السابق 

و مستشار تحرير مؤسسة الرأي العام