د.ماريا الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء: يجب العمل على تجديد الخطاب الديني ليكون عصريًّا للوصول للشباب عبر الوسائل التي يستخدمونها
د. محمود نجاح، إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب في أبوظبي: قيم التوحيد والكرامة الإنسانية أساس مشترك بين الأديان
القس بيشوي فخري أمين راعي كاتدرائية الأنباء أنطونيوس للأقباط المصريين في أبوظبي: السلام جوهر الإيمان وليس خيارًا ثانويًّا
إس بي سينغ الكاهن الأكبر والمدير العام في المعبد السيخي في الإمارات: وحدة البشرية جوهر رسالة الأديان
نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثقافية والمعرفية في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة ثقافية بعنوان: "رسالة الأديان من أجل التعايش والسلام"، شارك فيها كلٌّ من سعادة الدكتورة ماريا الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء، والدكتور محود نجاح، إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، والقس بيشوي فخري، أمين راعي كاتدرائية الأنباء أنطونيوس للأقباط المصريين في أبوظبي، والسيد إس بيه سينغ، الكاهن الأكبر والمدير العام في المعبد السيخي في الإمارات.
في مستهل الندوة، أعربت د. ماريا الهطالي عن تقديرها لجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز صوت الأديان في مواجهة التحديات العالمية والتصدي لخطابات الكراهية والعنف من خلال تأكيد القيم المشتركة بين الأديان، مثل الإيمان بالكرامة الإنسانية، وحرية الاعتقاد، والمواطنة، والعدل، مشيرةً إلى أن هذه القيم الكبرى يشترك فيها الإسلام مع بقية الديانات والشرائع السماوية، موضحةً أن الجماعات المتطرفة حرَّفت النصوص الدينية لتجنيد الشباب، مشيرةً إلى أن 80% من عمليات التجنيد والتطرف تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدةً أهمية تجديد الخطاب الديني ليكون متزنًا وعصريًّا، ويصل للشباب عبر المنصات التي يستخدمونها.
من جانبه، قدَّم الدكتور محمود نجاح الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على جهودها البارزة في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر، مشيدًا برسالة مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف الهادفة إلى تعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني، مؤكدًا أن القيم المشتركة بين الرسالات السماوية ترتكز على الإيمان بوحدانية الله تعالى، مشيرًا إلى أن التوراة والإنجيل والقرآن الكريم تتلاقى في هذا المبدأ الجوهري. لافتًا إلى أن كل الشرائع الإلهية جاءت بمنظومة قيم ثابتة تحث على كرامة الإنسان، والمساواة بين البشر، والتعارف كوسيلة للتفاهم لا للصراع.
بدوره، أكَّد القس بيشوي فخري أن السلام هو جوهر الإيمان وليس خيارًا ثانويًّا. وقال: "نعيش اليوم في عالم يعلو فيه صخب الانقسام، ولكن كمنتمين للديانات السماوية، نحمل نور السلام والمحبة"، مضيفًا أنه من المؤسف أن يتم استخدام الدين كوسيلة للعنف والكراهية، داعيًا إلى نشر الرسائل الدينية عبر المنصات الرقمية الحديثة للوصول إلى الشباب بلغة يفهمونها.
فيما أشاد إس بي سينغ الكاهن الأكبر والمدير العام في المعبد السيخي في الإمارات، برسالة مجلس حكماء المسلمين في تعزيز الأخوة الإنسانية والحوار بين الأديان والسلام العالمي، مؤكدًا أن تعاليم الأديان تؤكد وحدة البشريةرغم اختلاف مظاهرهم الثقافية واللغوية.
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يقدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في جناح رقم 10C35 قاعة رقم 10.