رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـى يكتب : قبل أن نبكى على اللبن المسكوب

أصبحنا نستيقظ كل يوم على فاجعة ، كل منها أبشع من الأخرى ، لعل آخرها الصيدلانية إبنة بلدتى بسيون ضحية الإجرام بمدينتى ، حتى فقدت القدره على الصمت حيال مايحدث من تنامى للغطرسة والكبرياء تأثرا بمنصب ، أو إنطلاقا من مكانة اجتماعية ، 

حولت تلك الغطرسة المجتمع المصرى إلى مجتمع وحوش ، جبارين ، يعانى فيه المسالمين البسطاء ، يتعاظم ذلك ويتنامى حتى أصبحنا نتعايش مع هزل مجتمعى بغيض ، ومزايدات رخيصه ، وإنعدام أخلاقى غير مسبوق بحثا عن شهره ، أوإنطلاقا من أوجاع الناس ، أوإستغلالا للأحداث المأساوية التي يشهدها المجتمع  ، والتى كان من نتيجتها مواقف ، ومواقف مضادة ، جميعها لاتتسم بالموضوعية ولاتنطلق من إحترام . 

المأساه أن تلك الظاهرة باتت منطلقا ليس لجهال ، أو مغيبين ، إنما لمتعلمين ، ومن يطلق على بعضهم قانونيين ، ومن يقال عنهم مثقفين ، في القلب منهم هذا السفيه الذى جعل من الأكارم الفضلاء مادة للتطاول في جلساته الخاصة ، رغم أنه من المفترض فيه أن يتسم سلوكه بالإحترام بعد أن أصبح في السبعين من عمره ، وأكرمه الله بدراسة القانون ، وذلك  إنطلاقا من أحقاد وكراهيات ، ونمط سلوك إتسم بالتدنى ، والإنحطاط ، تلك الظاهرة تعنى قولا واحدا أننا لدينا مشكله نفسيه لاشك فى ذلك وأننا أصبحنا فى حاجه لأطباء نفسيين يعالجون ماإعترى نفوسنا من تردى . 

كل يوم أرصد أمورا مستفزة تنتهى بمهزلة غير مسبوقة  تعدت حدود المنطق والعقل ، تعاظم ذلك حيث نجد أنفسنا أمام قضية إجتماعية ، وأخلاقية خطيرة تتعلق بسلوك إجرامى تملك من البعض ، إنتهى بأن فقدت الشخصية المصرية قيمتها ، وشموخها بعد تنامى الهزل ، وتنامى ظاهرة تصدر المشهد السفهاء الذين يتطاولون على الشرفاء ، ويلصقون بهم النقائص التي غاصت في أعماقهم هم أنفسهم حتى أصبحت نمط سلوك ،  فى إنعدام تام من الأخلاق ، ورهانا على أن الرأى العام بلا قيمة ، فى جهالة وإغفال لأحداث التاريخ الذى يثبت عظمة الرأى العام حيال القضايا الهامة .

خلاصة القول .. نحن فى حاجه لضبط تعاملاتنا ، وترشيد سلوكنا ، ووضع حد لجموحنا ، والإنكفاء على ذاتنا ، ولملمة شتات أنفسنا ، وأن يكون هناك كبار عقلاء يرشدون سلوك الناس ، ويكون لدينا إراده حقيقيه تجعلنا نردع كل متنطع ، يبقى قبل أن نبكى على اللبن المسكوب أن يخرج المثقفين ، والمفكرين ، وأصحاب الرأي ، والمنوط بهم تمثيل الشعب ، عن صمتهم الذى طال  ويتصدوا لهذا الهزل المجتمعى الذى يكاد يعصف بالأسره ، وكل المجتمع  ، والعمل على ترشيد سلوك الناس ، وأن يصدع العلماء فى المساجد بالحق ، والقساوسه فى الكنائس بالصدق ،  ترشيدا للسلوك القويم الذى نتمنى أن يكون عند كل الناس..

الكاتب

نائب رئيس تحرير الجمهورية

عضو مجلس الشعب السابق

مستشار  التحرير لمؤسسة الرأي العام