رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب: النسب النبوي الشريف

هو: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ ‌قُصَيِّ ‌بْنِ ‌كِلَابِ ‌بْنِ ‌مُرَّةَ ‌بْنِ ‌كَعْبِ ‌بْنِ ‌لُؤَيِّ ‌بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، وينتهي نسب عدنان إلى نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، الذي قال له في رحلة المعراج، أهلاً بالابن الصالح والنبي الصالح.
وإسماعيل أمه هاجر المصرية، حيث يلتقي نسب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمصريين القدماء في هاجر القبطية؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عن الرحم والصلة بينه وبين المصرين: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ‌ذمة ‌ورحما". 
والنسب المحمدي الشريف أصله أباء طاهرون وأمّهات طاهرات، ولم يزل عليه الصلاة والسلام ينتقل من أصلاب الأطهار وأرحام الطاهرات حتى اختاره الله من أوسط العرب نسبا وشرفا، فهو من صلب قريش التي لها القدم الأولى في الشرف وعلو المكانة بين العرب، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم"، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: "أنا خيار من خيار".
الاتصال بالنسب المحمدي
كل محب للنبي صلي الله عليه وسلم يتمني أن يكون في السلسلة الذهبية، وفي حلقة النسب النبوية، إلا أن النسب اضطراري وليس اختياري، فلا يختار أحد نسبه ولا ينتقي أباه أو أمه ولا يصطفي ابنه ولا بنته، ولكن من رحمة الله تعالي أن الله تعالي أتاح فرصة اختيارية لمن أراد أن يكون بينه وبين النبي صلي الله عليه وسلم نسبا وسببا باتباع سنته والسير على طريقته، فأكرم الناس ليس الحسيب ولا النسيب إنما الكريم هو التقي الذي يتبع النبي ويخاف من رب الرباب، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]
لعمرُك ما الإنسانُ إلاَّ بدينه       فلا تترك التقوى اتِّكالاً على النَّسب
لقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ        وقد وضع الشركُ النَّسِيبَ أبا لهب  
وعلى العكس تبرأ النبيَّ صلى الله عليه وسلم من بعض أقاربه الذين كفروا بالله ورسوله، فيقول: "إنَّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، وإنَّما وليِّيَ اللهُ وصالِحُ المؤمنين" فولايتَه صلي الله عليه وسلم ومحبته لا تُنال بالنَّسَب وحده وإن قَرُب، وإنَّما تُنال بالإيمان والتقوى والعمل الصالح، كما في الحديث: "وَمَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبُهُ".
لأن الأنساب لا تنفع يوم القيامة ولا وزن لها يوم القيامة، كما قال تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، وقال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}[عبس: 34 - 37]، فهنيئاً لمن اتصل بأفضل نسب وأشرف نسب وأكرم نسب هو نسب النبي صلي الله عليه وسلم، بالإيمان والتقوى والعمل الصالح، فنسبه باق إلى يوم القيامة، كما قال صلي الله عليه وسلم: "كل نسب و صهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي و صهري".