فلننتبه لأهمية الحبيب فى حياتنا ، والصديق من حولنا ، والجار ننعم بطيفه
يوم الجمعة أراه ضرورة لمراجعة النفس والوقوف أمام الذات ، وإستحضار الأحداث ، والتعايش مع منعطفات الحياه ، لأن فيها من العبر مايكفى لردع مابداخلنا من جموح ، وإضفاء حاله من الزهد على مجريات حياتنا ، خاصة بعد إدراك أن الحياه لاقيمة لها ، وأنه مهما سعى فيها الإنسان وتقلد المناصب ، وتجبر على خلق الله ، وجمع الأموال ، وحرص على الإقامه فى أفخم الأحياء ، ستكون نهايته أن يوارى جسده التراب فى قبر طولا وعرضا أمتار ، ومهما كان مشيدا وفخيما كما حدث فى الفتره الأخيره نهجا عند البعض إلا أنه فى النهايه قبرا يوارى مابه من تراب الأجساد ، ولعلها فرصه نجدد فيها الإيمان بقول لاإله إلا الله محمد رسول الله .
اليوم الجمعه لعله فرصه أن ننتبه لأهمية الحبيب فى حياتنا ، والصديق من حولنا ، والجار ننعم بطيفه ، والإنتباه أن هؤلاء جميعا قد يكونوا فاعلين مع المريض أكثر بكثير من إخوته وأقاربه وأرحامه البعيديه سكنا عنه ، ماأروع أن يتقاسم المريض مسلوب الإراده ، فاقد الرغبه فى الحياه الأنفاس مع صديق حبيب يكون له السلوى والراحه والسكينه والمخرج من الحاله النفسيه الصعبه التى تلازمه ، إستشعارا بالإنكسار ، وتألما أنه بات على وشك الرحيل عن هذه الحياه لكنه لم يقدم من الخير مايجعله مطمئن أنه سيكون معه شفيع .
شاء القدر أن أظل طوال الأسبوع الماضى مترددا على كل أنواع المستشفيات الحكوميه ، والجامعيه ، وإنتبهت جيدا لأحوال المرضى من الناس ، جميعا يتألمون البسطاء والعظماء ، ومن لهم شأن مجتمعى كبير ومن لاشأن لهم ، جميعهم يتناولون الدواء ويكونوا مسلوبى الإراده بين يدى الطبيب ، جميعا على سرير يتجاورون فى العمليات ، يخضعون لمشرط الجراح ، جميعا وأهاليهم يرجون رحمة الله تعالى رب العالمين سبحانه .
إنتابتنى حاله من الزهد ، وفقدان الشهيه ، تأثرا بصديق عزيز هو مثالا طيبا للإحترام ، يعانى من أمراض عده شفاه الله وعافاه ، رافقته إلى المستشفى والحمد لله أنقذه الأطباء ، وبذلوا معه فى العنايه جهدا كبيرا ، وكذلك مع غيره من المرضى الذين ليس معهم أحد ، خدمة طبيه تستحق فى معظمها الشكر والتقدير ، وهكذا يستحق أطباء مستشفيات جامعة طنطا بقيادة الرائع الدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا ورئيس مجلس إدارة المستشفيات ، والدكتور حسن التطاوى المشرف العام على المستشفيات ، وحيث كنت فى مستشفى الطلبه الجامعى بقيادة الخلوق الدكتور عبدالحميدالبهنسى ، وحيث كنت أتعايش فى تلك الأجواء مع الأحباب من المرضى أدركت كيف أنه بين عشية وضحاها تتبدل أحوال الناس حيث يودع الرجل السعاده ، وتنتابه التعاسه ، ويسيطر عيه القلق الشديد ، وذلك تأثرا بمرض يعانى منه فجأه ، أو زوجته ، أو أحد إخوته ، أو أحد أبنائه ، وتصبح المستشفيات ومتابعة الأطباء نمط سلوك فى حياته ، والسعيد من تكون كل تلك الأمور مصدرا للعبره بالنسبه له .